أعلن مدير جهاز الاستخبارات الكندي، دان روجرز، الخميس، عن رصد حالات “مقلقة” دفعت الجهاز إلى إعادة ترتيب أولويات عملياته لمواجهة أنشطة أجهزة الاستخبارات الإيرانية ووكلائها داخل كندا. هذا التصريح يأتي في سياق تصاعد التوترات بين أوتاوا وطهران، خصوصًا بعد قطع العلاقات الدبلوماسية في عام 2012 وإدراج كندا للحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية.
وأوضح روجرز أن العام الماضي شهد حالات تهديد خطيرة ضد أفراد داخل كندا، مشيرًا إلى أن جهاز الاستخبارات عمل على رصد تلك التهديدات والتحقيق فيها وإحباطها. ولم يقدم روجرز تفاصيل إضافية حول تلك الحالات، لكنه أكد على أن الجهاز يعمل بجد لضمان سلامة الأفراد المستهدفين.
التهديدات الإيرانية وتأثيرها على كندا
تأتي هذه التطورات في ظل تدهور العلاقات بين كندا وإيران، حيث اتخذت أوتاوا إجراءات صارمة ضد طهران. في العام الماضي، أدرجت كندا الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية، وهو القرار الذي أثار إدانة رسمية من إيران. يعتبر هذا القرار خطوة كبيرة في تصعيد التوترات بين البلدين.
وأشار روجرز إلى أن جهاز الاستخبارات الكندي يعمل على حماية منتقدي إيران المقيمين في كندا. وقد أكد روجرز أن الجهاز تدخل لحماية هؤلاء الأفراد بعد رصد تهديدات خطيرة ضدهم. يأتي هذا التحرك في إطار جهود كندا لحماية مواطنيها والأفراد المعرضين للخطر داخل أراضيها.
محاولات روسية للحصول على تقنيات كندية
إلى جانب التهديدات الإيرانية، كشف روجرز عن نشاط شبكات روسية تسعى للحصول على سلع وتقنيات كندية بطرق غير قانونية. هذا النشاط يأتي في سياق التوتر المتفاقم منذ غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022. وأكد روجرز أن جهاز الاستخبارات اتخذ إجراءات استباقية لمنع تلك المحاولات.
وأوضح أن الجهاز عمل على تنبيه عدد من المؤسسات الكندية إلى أن جهات أوروبية كانت تسعى لشراء منتجاتها لصالح عملاء روس. وقد سارعت الشركات إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع وصول الروس إلى تلك السلع والتقنيات. يظهر هذا التحرك مدى تعاون جهاز الاستخبارات مع المؤسسات الكندية لحماية الاقتصاد والصناعة المحلية.
الإجراءات المتخذة ضد التهديدات
وفقًا لروجرز، فإن جهاز الاستخبارات الكندي يعمل بشكل وثيق مع المؤسسات المعنية لضمان عدم وصول التهديدات الإيرانية والروسية إلى أهدافها. وقد تمكن الجهاز من إحباط عدة تهديدات خطيرة من خلال عمله الاستباقي والتعاون مع الجهات المعنية.
وفي ختام تصريحه، أشار روجرز إلى أن جهاز الاستخبارات سيواصل عمله لضمان أمن كندا ومكافحة التهديدات التي تتعرض لها. وأكد أن الجهاز سيظل يقظًا ومستعدًا لمواجهة أي تحديات أمنية قد تطرأ في المستقبل.
من المتوقع أن تستمر التوترات بين كندا وإيران وروسيا في الفترة المقبلة، وسيكون من المهم مراقبة التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة. وستظل كندا في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي تهديدات محتملة.













