يعد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير صاحب مكانة في العالم الإسلامي، بما وهبه الله من قدرات ذاتية في حفظ وتلاوة القرآن، وما اكتسب من محاسن ومكارم الأخلاق التي عززت روحانية تلاوته التي تستنبت الخشوع من كل القلوب السامعة والمستمعة. وظل محافظاً على مكانته واستمراريته على مدار أعوام طويلة في إمامة المصلين خصوصاً في شهر رمضان المبارك.، وينوّع في تلاوته أثناء ما يكلف بالإمامة في صلاة التراويح والتهجد، وارتبط ذهنياً بدعاء ختم القرآن الكريم في المسجد النبوي الشريف، ونبرة صوته تستشف الوجدان وتستدر الدموع.
البدير من مواليد مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1390هـ، وله ثلاثة إخوة أشهرهم أخوه الشيخ نبيل بن محمد البدير الذي يشبهه بشكل كبير. تربى خلال طفولته على القيم الإسلامية الفاضلة والأخلاق الإنسانية الرفيعة، وكان كغيره من أهل فترته مولعاً بالعلم والعلماء ومحباً لمجالس الذكر وحلقات القرآن الكريم، وهي أمور ساعدت في ظهور مواهبه وتفتح ملكاته، ومن الصفات التي يتميز بها القارئ صلاح البدير رحابة صدره، وهدوء أعصابه، وتلاوته المؤثرة.
التحق الشيخ صلاح بالتعليم في المدارس الحكومية، وتابع تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي بمدينة الهفوف، فتفوق في دراسته بشكل لافت، وكان مثالاً للجد والاجتهاد، والتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع الأحساء، فتابع تعليمه الجامعي والعالي، وتابع دراسته بالمعهد العالي للقضاء.
عمل في سلك القضاء، وتم تعيينه عام 1419هـ إماماً وخطيباً في المسجد النبوي الشريف، وشارك في إمامة المصلين لصلاة التراويح في الحرم المكي الشريف عامي 1426هـ و1427هـ إضافة إلى إمامته في مساجد عدة في الدمام والرياض، ومحافظة الأحساء. ويعمل قاضياً بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية الشريفة.
وشارك البدير في العديد من الندوات والمحاضرات الدينية المحلية والدولية التي تهتم بالقرآن الكريم وعلومه، وصدرت له أشرطة عدة صوتية وتسجيلات قرآنية بصوته العذب والمؤثر، لاقى معظمها متابعة إعلامية كبيرة، وقبولاً جماهيرياً واسعاً، وتبث الكثير من هذه التسجيلات على مختلف القنوات الإذاعية والتلفزيونية العربية، وعلى مواقع الإنترنت.
نبرة صوته تستشف الوجدان وتستدر الدموع