أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أن الشباب السعودي هو المحرك الرئيسي لرؤية المملكة 2030 ومستقبلها، مشيراً إلى الدعم الحكومي المتزايد لتمكينهم في مختلف المجالات. جاء هذا التصريح خلال مقابلة تلفزيونية، حيث سلط الضوء على الجهود المبذولة لإطلاق طاقات الشباب وتعزيز دورهم في بناء الوطن. ويعكس هذا التأكيد الأهمية التي توليها القيادة السعودية لهذه الفئة العمرية.
تزامن تصريح الجبير مع استعراض الإنجازات الأخيرة للشباب السعودي في قطاعات متنوعة، بما في ذلك التكنولوجيا، ريادة الأعمال، والفنون. وقد صرح الوزير بأن هذه الإنجازات هي بداية لمستقبل أكثر إشراقًا وطموحًا للمملكة. وقد تم بث المقابلة عبر قناة الإخبارية في 20 نوفمبر 2025، مما أثار تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
تمكين الشباب السعودي: ركيزة رؤية 2030
يعد تمكين الشباب السعودي جزءًا لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. وتعتبر الاستثمارات في التعليم والتدريب المهني، بالإضافة إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، من أهم الأدوات المستخدمة لتحقيق هذا الهدف. كما يُركز البرنامج على تطوير المهارات اللازمة لسوق العمل المتغير.
المبادرات الحكومية لدعم الشباب
أطلقت الحكومة السعودية العديد من المبادرات لدعم الشباب، بما في ذلك:
صندوق التنمية الوطني الذي يقدم قروضًا ميسرة وتسهيلات ائتمانية للشباب الراغبين في تأسيس مشاريعهم الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، هناك برامج تدريبية تهدف إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم في مختلف المجالات.
برامج المنح الدراسية التي تتيح للشباب السعودي الدراسة في أفضل الجامعات والمعاهد حول العالم. وتهدف هذه البرامج إلى استقطاب الكفاءات العلمية والمهنية لخدمة الوطن.
مراكز ريادة الأعمال التي تقدم الدعم والإرشاد للشباب الطموح في تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة. وتوفر هذه المراكز بيئة عمل محفزة وموارد ضرورية لتنمية المشاريع.
يعتبر دعم الشباب في قطاع التكنولوجيا من الأولويات، حيث تسعى المملكة إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للابتكار الرقمي. وتشمل هذه الجهود الاستثمار في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، وتوفير التدريب المتخصص في هذا المجال، وتشجيع البحث والتطوير.
أشارت التقارير الأخيرة إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الشباب السعودي المنضمين إلى سوق العمل في القطاعات غير النفطية، مما يعكس نجاح هذه المبادرات. وتظهر البيانات أيضًا زيادة في عدد الشركات الناشئة التي يقودها الشباب، مما يشير إلى نمو الروح الريادية في المملكة.
أكد الخبراء الاقتصاديون أن استثمار المملكة في الشباب ليس مجرد ضرورة اجتماعية، بل هو استثمار اقتصادي واعد. فبتمكين الشباب، تساهم المملكة في بناء قاعدة اقتصادية متنوعة ومستدامة.
وحول دور المرأة السعودية، أضاف الوزير الجبير أن القيادة تولي اهتماماً خاصاً بتمكين الشابات وإتاحة الفرص لهن في جميع المجالات. وهو ما يتجلى في ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل وزيادة عدد القياديات السعوديات في المناصب الهامة.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل التعليم العالي مكونًا أساسيًا في خطط تمكين الشباب، مع التركيز على تطوير المناهج الدراسية لتلبية احتياجات سوق العمل. وتهدف هذه الجهود إلى تخريج كوادر مؤهلة قادرة على المساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030.
تنمية الموارد البشرية هي أيضاً عنصر حاسم، حيث تركز الحكومة على تطوير المهارات القيادية والمهنية لدى الشباب. وتشمل هذه الجهود تنظيم ورش عمل وندوات تدريبية بالتعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن هناك تحديات لا تزال تواجه الشباب السعودي، مثل ارتفاع معدلات البطالة في بعض القطاعات وصعوبة الحصول على التمويل اللازم للمشاريع الصغيرة. ومع ذلك، يشددون على أن الحكومة تعمل بجد لمعالجة هذه التحديات وتوفير بيئة عمل أفضل للشباب.
أنهى وزير الدولة للشؤون الخارجية حديثه بالتأكيد على أن القيادة السعودية ستواصل دعم وتمكين الشباب، وتوفير الفرص لهم لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في بناء مستقبل المملكة. وينتظر أن تعلن الحكومة عن المزيد من المبادرات خلال الأشهر القادمة لتعزيز دور الشباب في التنمية الوطنية.
تتركز الأنظار حاليًا على تقييم نتائج مبادرات التوظيف الأخيرة التي تستهدف الخريجين الجدد، بالإضافة إلى توقعات حول إطلاق برامج جديدة لدعم ريادة الأعمال الرقمية. ومن المتوقع أيضًا أن يتم تعديل بعض السياسات المتعلقة بالاستثمار الأجنبي المباشر لتشجيع الشركات على توظيف الكفاءات السعودية الشابة.











