قال مصدر عسكري في الجيش السوداني للجزيرة إن “قوات الجيش سيطرت صباح الجمعة على كامل القصر الرئاسي في الخرطوم، وتقوم حاليا بمطاردة قوات الدعم السريع داخل السوق العربي بوسط الخرطوم”.
وأوضح المصدر أن الجيش سيطر في البداية على البوابة الشرقية للقصر الرئاسي، وقتل عشرات من عناصر الدعم السريع داخل القصر، في حين تمكن آخرون من الفرار إلى السوق العربي وشارع الغابة وسط الخرطوم.
وقال بيان للجيش السوداني إنه “سحق مليشيا آل دقلو الإرهابية في وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري والوزارات”.
وأضاف المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله أن قوات الجيش دمرت أفراد ومعدات العدو واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته، مؤكدا “المضي قدما في كل محاور القتال حتى يكتمل النصر بتطهير كل شبر من البلاد”.
بسم الله الرحمن الرحيم
القيادة العامة للقوات المسلحة
بيان
الجمعة 21 مارس2025مشعبنا الأبي الصامد
في ملحمة بطولية خالدة، توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم، حيث تمكنت من سحق شراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري… pic.twitter.com/JxtZLcehyT
— القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) March 21, 2025
من جانبه، قال قائد عمليات الخرطوم بالجيش السوداني اللواء محمد عبدالرحمن البيلاوي للجزيرة إن “القوات المسلحة ستقدم قريبا نحو مطار الخرطوم لاستعادته وتنظيف شرق العاصمة من المتمردين”.
وأضاف البيلاوي أن قوات الجيش تقوم بتنظيف وسط الخرطوم من عناصر الدعم السريع، والتي تحاول الهروب عبر مستشفى الخرطوم.
رد الدعم السريع
في المقابل، ردت قوات الدعم السريع بقصف القصر الرئاسي بالطائرات المسيرات، مما أدى لسقطو قتلى وجرحى بينهم مدنيون، بحسب مراسل الجزيرة.
وعلن الجيش السوداني بمقتل 3 إعلاميين بنيران مسيرة تابعة للدعم السريع في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان صحفي إن “معركة القصر الجمهوري لم تنتهِ بعد، وأن قواتهم ما زالت موجودة في محيط المنطقة، تقاتل بكل شجاعة وإصرار من أجل تحرير جميع المواقع التي احتلها ما وصفتهم بدواعش الحركة الإسلامية، في إشارة للجيش السوداني والجماعات المساندة له من المتطوعين.
وأشارت في بيان على تليغرام إلى أنها نفذت عملية عسكرية خاطفة استهدفت تجمعاً للجيش داخل القصر الرئاسي، مما أدى لمقتل أكثر من 89 من عناصره وتدمير آليات عسكرية مختلفة.
بدوره، أقر سليمان صندل القيادي بتحالف السودان التأسيسي -والذي يضم قوات الدعم السريع وكيانات عسكرية وسياسية- بسيطرة الجيش السوداني على القصر الرئاسي بالخرطوم بعد عامين كاملين من القتال.
وقال صندل في تغريدة على موقع إكس إن “الحرب سجال وصعود وهبوط و كل من يتصور خلاف ذلك عليه أن يراجع تاريخ الحروب في السودان في العصر الحديث”.
رمزية سياسية
بدوره، قال خالد الإعيسر وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة السودانية “اليوم ارتفع العلم فوق القصر الرئاسي، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر”.
وأضاف الإعيسر أن “كل خطوة خطاها الجنود البواسل منذ بداية الحرب وصولا إلى القصر برمزيته السياسية والتاريخية قد سطرت مجدا جديدا يضاف إلى سجل الأمة”.
من جهته، قال وزير المالية السوداني إنه تم تشييع مشروع التمرد إلى مثواه الأخير بعد استعادة القصر الرئاسي.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش السوداني استعاد السيطرة على عدد من المقار الحكومية المحيطة بالقصر الرئاسي وسط الخرطوم، ومن بينها مقرات وزارات الخارجية والمالية والمعادن.
وقبل ساعات بدأ التلفزيون الرسمي السوداني ببث أناشيد وطنية ومقاطع فيديو تمجد الجيش، وقال إن قوات الأخير “اقتربت من السيطرة على القصر الرئاسي وتطهيره من مليشيا الدعم السريع”.
ومنذ الأحد الماضي صعّد الجيش هجماته ضد قوات الدعم السريع وسط الخرطوم، واستطاع السيطرة على مواقع إستراتيجية.
الجيش السوداني داخل القصر الرئاسي بالخرطوم#السودان #نبأ_السودان pic.twitter.com/WeEOmcw9u3
— نبأ السودان – Sudan Nabaa (@sudannabaa) March 21, 2025
تقدم بأم درمان
في الأثناء، قال مصدر ميداني للجزيرة إن الجيش سيطر على أحياء عدة بمحلية أمبدة غربي مدينة أم درمان.
وبحسب المصدر، فإن الجيش استعاد قسم شرطة الراشدين في أمبدة وأجزاء من حيي النخيل والبستان.
وفي ولاية الجزيرة، تمكنت قوات الجيش السوداني من استعادة السيطرة على قريتي حبيبة والفراجين شمالي الولاية المحاذية للخرطوم من الجنوب.
وقال نداء الوسط “لجنة شعبية” في بيان إن “قوات الجيش “تمكنت من السيطرة على قريتي حبيبة والفراجين، وطاردت جيوب قوات الدعم السريع في المنطقة”.
وفي الآونة الأخيرة بسط الجيش سيطرته على كل مدن ولاية الجزيرة وقراها باستثناء أجزاء صغيرة شمال وشمال غربي الجزيرة والمتاخمة لجنوبي الخرطوم والواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.