فيما تقترب الحرب في السودان من نهاية عامها الأول، لا تلوح في الأفق حتى الآن أية بوادر على احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف القتال، رغم دعوة مجلس الأمن الدولي أخيراً إلى «وقف فوري» لإطلاق النار، والذي حظي بتأييد 14 دولة وامتناع روسيا عن التصويت.
ورغم أن التوقعات كانت تشير إلى إمكانية إقرار هدنة خلال شهر رمضان بين قوات الجيش والدعم السريع، إلا أن الدعوة الأممية ذهبت أدراج الرياح، ولم تلق آذاناً صاغية، وضاعت بين أروقة البحث عن آلية للتنفيذ والمراقبة.
ومن هنا، فإن طرفي الحرب يواصلان المواجهات والمعارك وسط مخاوف تتصاعد يوماً بعد يوم من احتمالات دخول السودان في مرحلة «اللاعودة»، وهو ما شهدته الأسابيع الماضية من تنامي وتيرة العنف، وتراجع فرص الحل السياسي، رغم الدعوات الدولية والإقليمية لوقف القتال وإنهاء الحرب، وتجنيب السودانيين ما يمكن وصفه بــ«السيناريو الأسوأ».
ومن بين السيناريوهات التي حذر منها تقرير معهد السلام الأمريكي، أن الأوضاع في السودان تتجاوز «النموذج الليبي»، وباتت على مقربة من شفا حرب أهلية تقود إلى فوضى شاملة، محذراً من أن الوصول إلى هذا السيناريو، يبدو مطروحاً بقوة في ظل اتساع رقعة القتال وانتشار خطابات التحريض والكراهية، وتفاقم أزمة ملايين النازحين داخلياً.