عاد الحكومة الأميركية إلى العمل اليوم الخميس، منهية بذلك أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة والذي استمر 43 يوماً. أثر الإغلاق بشكل كبير على العديد من القطاعات، بما في ذلك السفر الجوي والمساعدات الغذائية، وتسبب في تأخير رواتب أكثر من مليون موظف فيدرالي. ويتخوف المراقبون من احتمال تكرار هذا السيناريو في المستقبل القريب.
تسبب هذا الإغلاق في تعطيل كبير للخدمات الحكومية، وأثار جدلاً واسعاً حول الأولويات السياسية والميزانية الفيدرالية. وعلى الرغم من استئناف العمل، لا تزال القضايا الخلافية التي أدت إلى الإغلاق دون حل، مما يثير مخاوف بشأن الاستقرار الحكومي والاقتصادي على المدى الطويل.
تأثير الإغلاق الحكومي على الاقتصاد والمواطنين
لم تتضمن حزمة التمويل التي أنهت الإغلاق سوى قيود بسيطة على سلطة الرئيس ترامب في حجب الإنفاق، في سياق إدارة اتسمت بتحدي سلطة الكونغرس فيما يتعلق بالتمويل العام. ويضع هذا الأمر مستقبل التمويل الحكومي في حالة من عدم اليقين.
بالإضافة إلى ذلك، لم تعالج الصفقة مسألة إعانات الرعاية الصحية التي كانت مهددة بالانتهاء، وهي القضية التي دفعت الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى المطالبة بالإغلاق في المقام الأول. هذا يعني أن بعض التحديات الرئيسية لا تزال قائمة.
اضطرابات في السفر الجوي
شهد قطاع السفر الجوي في الولايات المتحدة اضطرابات كبيرة خلال فترة الإغلاق، مع إلغاء آلاف الرحلات الجوية بسبب نقص الموظفين، لا سيما مراقبي الحركة الجوية. وسرعان ما عاد الوضع إلى طبيعته مع انتهاء الإغلاق واستئناف عمل الموظفين.
وأثر الإغلاق على خطط السفر للعديد من الأمريكيين والسياح، وتسبب في خسائر مالية لشركات الطيران والمطارات. وقد سلط هذا الضوء على أهمية الاستثمار في البنية التحتية للنقل الجوي.
الخسائر الاقتصادية وتأثيرها على الأفراد
تُظهر التقديرات الأولية أن الإغلاق الحكومي تسبب في خسائر اقتصادية كبيرة، تقدر بنحو 55 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، مع تباطؤ النمو بنسبة 0.2٪ خلال الربع الأخير. وستُعوض جزء من هذه الخسائر مع استئناف عمل الحكومة.
ومع ذلك، تشير التقديرات إلى وجود خسارة دائمة في الناتج القومي تبلغ حوالي 11 مليار دولار، بالإضافة إلى تكاليف مباشرة تقدر بنحو 3 مليارات دولار مرتبطة بعمليات الإغلاق وإعادة التشغيل. كما أن حرمان مئات الآلاف من الموظفين من رواتبهم، وتأخير المساعدات الغذائية لأكثر من 42 مليون مواطن من ذوي الدخل المنخفض، كان له تأثير كبير على حياة الأفراد وعائلاتهم.
انقسامات سياسية عميقة
كشف الإغلاق الحكومي عن انقسامات عميقة داخل الحزب الديمقراطي، بين قاعدة الحزب الليبرالية التي طالبت بموقف أكثر صرامة تجاه إدارة ترامب، والمعتدلين الذين يرون أن الخيارات محدودة في ظل سيطرة الجمهوريين على الكونغرس. وتزايدت الدعوات لاستقالة بعض القيادات الديمقراطية.
بالإضافة إلى ذلك، ألقى استطلاع للرأي أجرتة رويترز/إبسوس باللوم على كلا الحزبين في الإغلاق، حيث اعتبر 50٪ من الأمريكيين أن الجمهوريين يتحملون المسؤولية، بينما ألقى 47٪ باللوم على الديمقراطيين. مما يعكس حالة الاستقطاب السياسي السائدة في البلاد.
على الرغم من انتهاء الإغلاق، إلا أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يمول الحكومة حتى 30 يناير فقط، مما يزيد من احتمالية حدوث إغلاق حكومي آخر في أوائل العام المقبل. من الضروري مراقبة المفاوضات المستقبلية عن كثب، بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بإعانات الرعاية الصحية، لتقييم مدى استقرار الحكومة والاقتصاد في الأشهر المقبلة. ويُعد الوضع الحالي مؤشراً على الحاجة إلى حلول طويلة الأجل تتجاوز الحلول المؤقتة وتراعي مصالح جميع الأطراف.
الكلمات المفتاحية الثانوية المستخدمة: الميزانية الفيدرالية، قطاع السفر.













