ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين، لتصل إلى أعلى مستوى لها في ستة أسابيع، مدفوعة بتوجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل حالة من الترقب بشأن قرار الفائدة الأمريكية المرتقب في نهاية الشهر الحالي. تزامن هذا الارتفاع مع تزايد أسعار النفط بعد تأكيد مجموعة أوبك بلس التزامها بخطة الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية.
سجل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.27% ليصل إلى 2331.10 دولار للأوقية (الأونصة) في وقت كتابة هذا التقرير، بعد أن بلغ في وقت سابق أعلى مستوى له منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول. وتأثرت الأسواق أيضًا بتراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في أسبوعين، مما أدى إلى زيادة جاذبية الذهب للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
أسعار الذهب وترقب قرارات الفائدة
يعزو المحللون هذا الارتفاع في أسعار الذهب إلى عدة عوامل متضافرة، أهمها توقعات بحدوث تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه القادم. تصريحات حديثة لمسؤولين في الفيدرالي، مثل كريستوفر والر وجون ويليامز، أشارت إلى ميل نحو سياسة نقدية أكثر تساهلاً، وهو ما يدعم أسعار الذهب، التي لا تدر دخلاً.
كما ساهمت البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة في تعزيز هذه التوقعات، حيث تشير التقارير إلى تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي، مما يزيد الضغط على الفيدرالي لتقديم حوافز نقدية. وبحسب أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي إم إي”، فإن الاحتمالات تتجه الآن نحو تخفيض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر/كانون الأول بنسبة 87%.
تطورات أسعار المعادن الأخرى
لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، بل شملت المعادن النفيسة الأخرى. فقد ارتفعت الفضة بنسبة 1.35% لتصل إلى 25.33 دولارًا للأوقية، بعد أن سجلت في وقت سابق أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 25.53 دولارًا. كما ارتفع البلاتين بنسبة 0.86% إلى 971.30 دولارًا، وزاد البلاديوم 1.39% إلى 955.65 دولارًا.
في المقابل، شهدت العملات المشفرة تراجعًا حادًا. انخفضت عملة البيتكوين بنسبة 4.85% لتصل إلى 62,843 دولارًا، بينما هوت عملة الإيثر بنسبة 5.67% إلى 3124 دولارًا. ويرى محللون أن هذا التراجع في أسعار العملات المشفرة دفع بعض المستثمرين إلى التحول نحو الذهب كملاذ آمن.
ارتفاع أسعار النفط وتأثير قرارات أوبك بلس
على صعيد النفط، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 2% بعد أن أكد تحالف “أوبك بلس” التزامه بخطة الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية. جاء هذا التأكيد في أعقاب اجتماع عُقد أمس الأحد، حيث جددت أوبك تأكيدها على أهمية اتباع نهج حذر والمرونة الكاملة في مواجهة أي تطورات في السوق.
ساهمت أيضًا التقارير عن توقف صادرات النفط من خط أنابيب بحر قزوين، بعد هجوم كبير، في دعم أسعار النفط. بالإضافة إلى ذلك، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها حالة من القلق في السوق، حيث أن فنزويلا تعتبر من أهم الدول المنتجة للنفط.
وتواجه أسواق النفط تحديات متزايدة، بما في ذلك توقعات زيادة المعروض العالمي، والغموض المحيط بمسار الطلب العالمي. وتشير التقديرات إلى أن الأسواق قد تشهد فائضًا في المعروض في الأشهر المقبلة، وهو ما قد يضغط على الأسعار.
في الختام، من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب والنفط في التذبذب خلال الفترة القادمة، في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية الأمريكية وتطورات الأوضاع الجيوسياسية. ويجب على المستثمرين مراقبة البيانات الاقتصادية الأمريكية، وتصريحات مسؤولي الفيدرالي، والأحداث الجيوسياسية المحتملة، لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. ومن المقرر صدور بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة يوم الجمعة، وهي بيانات مهمة قد تقدم مزيدًا من المؤشرات حول مسار السياسة النقدية.













