تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تستضيف العاصمة الرياض اليوم (الأحد) وغداً (الإثنين)، الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بشأن التعاون الدولي، والنمو، والطاقة من أجل التنمية، الذي يتوقع أن يعنى بمواجهة التحديات العالمية، فيما تتزايد التوترات الجيوبوليتيكة في المنطقة والعالم. وسيشارك في الاجتماع أكثر من ألف من الرؤساء والخبراء الدوليين والمفكرين والرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى. وسيناقش الاجتماع؛ وهو الأول من نوعه، مختلف القضايا والتطورات الاقتصادية العالمية؛ بهدف إيجاد الحلول المشتركة، ومواجهة التحديات الإنسانية والمناخية والاقتصادية. ويتوقع أن يكون الاجتماع فرصة فريدة لصناع القرار من جميع أنحاء العالم لإيجاد أرضية مشتركة، لإحداث تأثيرات إيجابية عالمية. وتأتي رعاية ولي العهد، للاجتماع انسجاماً مع حرص القيادة السعودية على تعزيز الجهود الدولية، والعمل المشترك، لمواجهة مختلف التحديات الراهنة، وابتكار الحلول. كما تجسِّد استضافة الرياض للاجتماع الخاص المكانة الاقتصادية المرموقة التي تحظى بها المملكة في تعزيز التعاون الدولي للدفع بالنمو الاقتصادي العالمي. وتأتي هذه الاستضافة تأكيداً للشراكة بين المملكة والمنتدى الاقتصادي العالمي، التي توجت بعددٍ من الشراكات والمبادرات، في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية، والتقنية، والبيئية، والصناعية. وتتمحور جلسات الاجتماع الخاص حول التعاون الدولي، والنمو، والطاقة من أجل التنمية، وتعزيز الشراكات الجديدة. وتستضيف المملكة على هامش المنتدى سلسلة من المعارض والفعاليات الجانبية المصاحبة لتسليط الضوء على أحدث الاتجاهات والتطورات في عدد من الموضوعات المهمة؛ بما في ذلك الاستدامة، والابتكار، والثقافة. كما ستُبرز هذه الفعاليات والمعارض المصاحبة ما تشهده المملكة من تحول غير مسبوق، ونمو اقتصادي كبير في ظل رؤية السعودية 2030. وأكد وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم أن الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي يمثل فرصة فريدة لإعادة رسم مسارات التنمية في جميع الدول، وتبني نموذج جديد للتعاون الدولي، يهدف للسير قدماً نحو تجاوز الانقسامات، وتحقيق الرخاء المشترك. وقال: «إن المشهد الاقتصادي العالمي متقلب، ويشهد عدداً من التحديات. كما بات التغير المناخي تحدياً كبيراً لمستقبل البشرية جمعاء. وأصبحت التقنيات تغيّر شكل الحياة التي عرفناها بسرعة كبيرة للغاية». وزاد: «بالتالي، فإن التصدي لهذه التحديات يتطلب إجراء تحوّل ممنهج، وإعادة تقييم أساسي للخطط والسياسات، إلى جانب إعادة تقييم للروابط والنماذج الاقتصادية التي باتت أقل صلابة عمّا كانت عليه». وحول أهمية رؤية السعودية 2030 وتأثيرها المحلي والعابر للحدود قال: «بعد مرور ثماني سنوات على إطلاق رؤية السعودية 2030، أظهرنا استعدادنا لقيادة المسار نحو نموذج متقدم للنمو المبني على التحول، الذي يتسم بالابتكار والاستدامة. وتتمثل رؤيتنا في رسم المسار نحو اقتصاد مزدهر قائم على المعرفة والابتكار. مسارٌ يطلق العنان للإمكانات الهائلة لرأسمالنا البشري».
وقال الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن روبرت موجيلنيكي: «إن الاجتماع سيكون خطوة إيجابية لمصلحة السعودية». وذكرت صحيفة (ذا ناشونال)، أمس، أنه يتوقع أن يكون أبرز المتحدثين في الاجتماع وزراء الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، والمالية محمد الجدعان، والاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم، والاستثمار خالد الفالح، ووزير الطاقة والبنى التحتية الإماراتي سهيل المزروعي، ووزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستينا جورجيفا، ومدير الشرق الأوسط بالصندوق جهاد أزعور، ورئيس مؤسسة بيل وماليندا غيتس بيل غيتس، ومدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس غبريسيوس. ومن المتحدثين أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر، والرئيس التنفيذي لشركة ماجد الفطيم القابضة أحمد جلال إسماعيل، والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك. وأشار المنتدى الاقتصادي العالمي، في بيان أمس، إلى أن التوترات الجيوبوليتيكية، خصوصاً النزاع في أوكرانيا وقطاع غزة، تلقي بظلالها على الثقة والفهم المتبادل الضروريين لمستقبل آمنٍ ومستقر. وسيبحث المشاركون عن سبل تجسير الانقسام بين الشمال والجنوب العالميين. كما سيركز الاجتماع على العملات الرقمية في الشرق الأوسط، والبنوك، والتعليم، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، والمدن الذكية، والإمكانات الاقتصادية للفضاء. كما سيناقش اجتماع الرياض الشراكات والإجراءات القادرة على احتواء الآثار المترتبة على عدم الاستقرار الجيوبوليتيكي في الشرق الأوسط، خصوصاً الحرب في غزة.