أكد سفير دولة الكويت لدى مملكة بلجيكا ورئيس بعثتيها لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) نواف العنزي على أهمية الاجتماع السابع للمجموعة السياسية الاستشارية لمبادرة إسطنبول للتعاون والناتو، الذي تستضيفه الكويت. ويُعقد هذا الحدث الهام في المركز الإقليمي للناتو في الكويت خلال يومي 8 و9 ديسمبر الجاري، ويُركز على تعزيز التعاون الأمني الإقليمي، بما في ذلك الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب، كما يتناول قضايا تتعلق بـالتعاون الأمني.
أهمية استضافة الكويت للاجتماع السابع لمبادرة إسطنبول للتعاون والناتو
تستضيف الكويت هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات أمنية متزايدة، مما يجعل هذا اللقاء فرصة حاسمة لتبادل الرؤى والعمل المشترك لمواجهة هذه التحديات. يشارك في الاجتماع نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر وممثل الأمين العام للناتو للجوار الجنوبي خافيير كولومينا، بالإضافة إلى ممثلين عن دول أعضاء في الناتو ودول مبادرة إسطنبول للتعاون.
تضم دول مبادرة إسطنبول للتعاون كلاً من الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، والكويت، بالإضافة إلى مشاركة من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي. كما يحضر فعاليات الاجتماع نخبة من الخبراء والمحللين من مختلف المؤسسات الفكرية المتخصصة.
مواضيع النقاش الرئيسية
تتركز المناقشات خلال الاجتماع حول مجموعة من القضايا الأمنية الهامة التي تواجه الدول الشريكة للناتو والحلفاء. تشمل هذه القضايا الأمن البحري، والأمن السيبراني، وتطورات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الأمن، وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف، ومنع انتشار الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية. يهدف الحوار إلى تحديد آليات فعالة لتعزيز الشراكة والتعاون العملي في هذه المجالات.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يبحث الاجتماع سبل تطوير القدرات الأمنية للدول الشريكة، من خلال برامج التدريب والتبادل الخبراتي والمساعدات الفنية. ويأتي ذلك في إطار سعي الناتو لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الجوار الجنوبي.
خلفية عن مبادرة إسطنبول للتعاون والمركز الإقليمي للناتو في الكويت
تعتبر مبادرة إسطنبول للتعاون إطارًا هامًا لتعزيز الحوار والتعاون بين الناتو ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تهدف المبادرة إلى بناء الثقة المتبادلة وتبادل المعلومات والخبرات في المجالات الأمنية، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
في سياق آخر، تستضيف الكويت المركز الإقليمي للناتو منذ عام 2017، مما يعكس الدور المحوري الذي تلعبه الكويت في تعزيز التعاون الأمني في المنطقة. يوفر المركز منصة لتبادل المعلومات والتنسيق بين الناتو والدول الشريكة، وتنفيذ برامج بناء القدرات.
وانضمت دولة الكويت إلى مبادرة إسطنبول للتعاون في عام 2004، مما يؤكد التزامها بتعزيز العلاقات مع الناتو والمساهمة في جهود الأمن الإقليمي. كما استضافت الكويت اجتماعات سابقة للمجموعة السياسية الاستشارية في عامي 2015 و 2018، مما يدل على استمرار دعمها لهذه المبادرة الهامة. وتهدف هذه الاجتماعات إلى تقييم التقدم المحرز وتحديد التحديات المستقبلية في مجال الأمن الإقليمي.
يعكس اختيار الكويت لاستضافة هذا الاجتماع تقدير الناتو لدورها الإيجابي في المنطقة، والتزامها بتعزيز الاستقرار والأمن. ويأتي في ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة، وضرورة تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، مثل التهديد الإرهابي والتطرف، وانتشار الأسلحة غير التقليدية.
هذا الاجتماع يأتي في أعقاب سلسلة من المشاورات الثنائية والإقليمية التي أجراها الناتو مع دول المنطقة. كما يتزامن مع جهود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتعزيز التعاون الأمني فيما بينها، وتطوير الشراكات مع القوى العالمية. ويُعد التعاون الدفاعي مع دول الخليج جزءًا من استراتيجية الناتو الأوسع نطاقًا لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
من المنتظر أن يسفر الاجتماع عن توصيات ومقترحات ملموسة لتعزيز التعاون بين الناتو ودول مبادرة إسطنبول للتعاون في مختلف المجالات الأمنية. وتحديداً، قد يتم الاتفاق على إطلاق مبادرات جديدة في مجالات الأمن السيبراني، ومكافحة الإرهاب، وبناء القدرات الأمنية.
في الختام، يُعتبر هذا الاجتماع خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الأمني الإقليمي، ومواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة. من المرتقب أن تستمر المشاورات والمناقشات بين الناتو والدول الشريكة في المستقبل القريب، بهدف تنفيذ التوصيات المتفق عليها وتحقيق أهداف الأمن والاستقرار. سيراقب المراقبون عن كثب نتائج الاجتماع وتأثيرها على التطورات الإقليمية، مع التركيز على أي تحركات جديدة تتعلق بـالاستراتيجيات الأمنية أو الترتيبات الدفاعية.













