وجه أعضاء في مجلس الشورى السعودي انتقادات لـجامعة شقراء خلال مناقشة تقريرها الأخير، مع التركيز على ضرورة تطوير مواءمة الخريجين، وتعزيز الاعتماد الأكاديمي، وتسريع وتيرة التحول الرقمي. جاءت هذه الانتقادات خلال الجلسة العادية العاشرة لأعمال السنة الثانية للدورة التاسعة للمجلس، والتي عقدت برئاسة الدكتور عبدالله محمد إبراهيم آل الشيخ. وتأتي هذه المراجعة في سياق جهود المجلس لتقييم أداء المؤسسات التعليمية العليا في المملكة.
عقدت الجلسة في الرياض، حيث استعرض المجلس تقرير جامعة شقراء، وتبع ذلك نقاش مستفيض حول جوانب القوة والضعف في أدائها. وتشمل الانتقادات مجالات متعددة، بدءًا من البنية التحتية وصولًا إلى جودة البرامج الأكاديمية وقدرتها على تلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة. كما وافق المجلس على عدد من مشاريع الأنظمة المتعلقة بالملكية الفكرية وحماية الأصناف النباتية.
تطوير جامعة شقراء: توصيات مجلس الشورى
ركزت معظم الانتقادات على الحاجة إلى تحسين جودة مخرجات الجامعة وزيادة توافقها مع متطلبات سوق العمل. الدكتورة لبنى العجمي، عضو المجلس، دعت إلى تضمين الجوانب المتعلقة بمواءمة الخريجين بشكل أكثر فعالية في الخطط الاستراتيجية للجامعة. هذا يشمل تطوير المهارات المطلوبة لدى أصحاب العمل وتوفير فرص تدريب عملية للطلاب.
الاعتماد الأكاديمي وتعزيز الجودة
أكدت الدكتورة العجمي على أهمية تعزيز الاعتماد الأكاديمي للبرامج الدراسية في الجامعة، مشيرة إلى أن ذلك يعتبر مؤشرًا رئيسيًا على جودة التعليم المقدم. وتعتبر عملية الاعتماد الأكاديمي ضرورية لضمان أن البرامج تلبي المعايير الوطنية والدولية للجودة.
التحول الرقمي وتحديث المرافق
من جانبه، طالب عبدالله آل طاوي بتطوير وتحديث المرافق التعليمية بشكل مستمر، بما في ذلك المختبرات والمكتبات وقاعات المحاضرات. وأشار إلى أن ذلك يهدف إلى مواكبة التطورات الحديثة في مجال التعليم وتوفير بيئة جامعية متكاملة تدعم التعلم والبحث العلمي. إضافة إلى ذلك، شدد على أهمية تسريع وتيرة التحول الرقمي في الجامعة، من خلال توفير البنية التحتية التكنولوجية اللازمة وتدريب الكادر التعليمي على استخدام التقنيات الحديثة.
تحديث المناهج لتلبية احتياجات سوق العمل
أشار طارق فقيه إلى ضرورة تحديث مناهج علوم المختبرات لتشمل التقنيات الحديثة مثل التشخيص الجزيئي والوراثة الطبية والذكاء الاصطناعي في التحاليل المخبرية. ويرى أن ذلك سيعزز قدرات الخريجين ويزيد من تنافسيتهم في سوق العمل، الذي يشهد تطورات سريعة في مجال التكنولوجيا الحيوية والطب المخبري. هذا التحديث ضروري لضمان أن الخريجين يمتلكون المهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في وظائفهم المستقبلية.
دعم البحث العلمي والبنية التحتية المتخصصة
أكد الدكتور عبدالله الوقداني على أهمية زيادة الدعم للأبحاث العلمية في الجامعة، مطالباً بتوفير التطبيقات الحاسوبية والبرمجيات الهندسية المتخصصة، خاصة في كليتي الهندسة والحاسب الآلي. ويرى أن ذلك سيعزز القدرة البحثية للجامعة ويساهم في إنتاج المعرفة والابتكار. في السياق ذاته، لفت الدكتور باسم السيد إلى أهمية مواءمة توجه الجامعة مع تصنيف نماذج الجامعات، مؤكدًا أن تركيزها يجب أن يتسق مع إمكاناتها ومواردها المتاحة.
تحديات البنية التحتية والاستقلالية
أشارت الدكتورة عائشة عريشي إلى التحديات التي تواجه الجامعة في مجال البنية التحتية والتحول الرقمي، مؤكدة على الحاجة إلى توفير مستشفى جامعي ومنشآت ترفيهية ورياضية لتحقيق هدفها المستقبلي نحو الاستقلال الإداري والأكاديمي والمالي. وتعتبر هذه المرافق ضرورية لتوفير بيئة جامعية شاملة تلبي احتياجات الطلاب والموظفين على حد سواء.
التعليم العالي في المملكة العربية السعودية يشهد تطورات مستمرة، وتأتي هذه الانتقادات من مجلس الشورى كجزء من عملية تقييم الأداء وتحسين الجودة. وتشمل التحديات التي تواجه الجامعات السعودية، بالإضافة إلى تلك التي ذكرت، قضايا مثل التمويل والبحث العلمي والابتكار.
بالإضافة إلى مناقشة أداء جامعة شقراء، وافق المجلس على عدد من مشاريع الأنظمة الهامة. وتشمل هذه الأنظمة مشروع نظام الأصناف النباتية الجديدة، ومشروع نظام التصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة، ومشروع نظام التصاميم، ومشروع نظام براءات الاختراع ونماذج المنفعة. تهدف هذه الأنظمة إلى تعزيز حماية الملكية الفكرية وتشجيع الابتكار في مختلف المجالات.
من المتوقع أن تقوم جامعة شقراء بتقديم خطة عمل مفصلة إلى مجلس الشورى خلال الأشهر القادمة، تتضمن استجاباتها للانتقادات والتوصيات التي وردت في تقرير المجلس. وسيراقب المجلس عن كثب تنفيذ هذه الخطة وتقييم مدى تحقيقها للأهداف المرجوة. يبقى التحدي الأكبر أمام الجامعة هو ترجمة هذه التوصيات إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع، وتحقيق تحسينات حقيقية في جودة التعليم والبحث العلمي.













