برعاية وحضور وزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الدولة لشؤون الإسكان، عبداللطيف المشاري، شارك الصندوق الكويتي للتنمية في فعاليات المنتدى الخليجي الثاني للبناء الرقمي 2025 الذي اختتم في فندق الريجنسي يوم 11 ديسمبر. ركز المنتدى على تسريع وتيرة التحول الرقمي في قطاع التشييد والبناء، وأهمية الاستثمار في البناء الرقمي لتعزيز الكفاءة والاستدامة. يهدف هذا الحدث إلى توحيد الجهود الإقليمية في مواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه هذا القطاع الحيوي.
عقد المنتدى في الفترة من 8 إلى 11 ديسمبر، واستقطب نخبة من الخبراء والمختصين والشركات الرائدة في مجال التشييد والبناء من مختلف دول الخليج. ناقش المشاركون أحدث التقنيات والحلول الرقمية التي يمكن تطبيقها لتحسين جودة المشاريع وتقليل التكاليف وتسريع وتيرة الإنجاز. كما سلط الضوء على أهمية تطوير الكفاءات الوطنية في مجال التقنيات الرقمية.
أهمية الصندوق الكويتي للتنمية في دعم البناء الرقمي
أكد الدكتور خالد مهدي، رئيس المنتدى، الدور المحوري الذي يلعبه الصندوق الكويتي للتنمية في إدارة المشاريع والبنية التحتية في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف أن دعم الصندوق يساهم بشكل فعال في تطوير قطاع التشييد والبناء، وتعزيز قدرته التنافسية على المستوى الإقليمي والدولي. هذا الدعم يتضمن تمويل المشاريع، وتقديم الاستشارات الفنية، وتطوير الكفاءات المحلية.
مشاريع الصندوق ودورها في التنمية
يُعرف الصندوق الكويتي للتنمية بتمويله لمجموعة واسعة من المشاريع التنموية في مختلف القطاعات، بما في ذلك البنية التحتية والإسكان والطاقة. وتشير التقارير إلى أن الصندوق يولي اهتماماً متزايداً بدمج التقنيات الرقمية في هذه المشاريع، بهدف تحقيق أقصى قدر من الكفاءة والاستدامة. على سبيل المثال، قد يشمل ذلك استخدام تقنيات نمذجة معلومات البناء (BIM) في تصميم وإدارة المشاريع.
من جهته، أشاد المهندس بدر السلمان، رئيس اتحاد المكاتب الهندسية والدور الاستشارية الكويتية، باهتمام الصندوق الكويتي بدعم التحول الرقمي في قطاع البناء. وأكد أن البناء الرقمي أصبح ضرورة حتمية للجهات الحكومية والمؤسسات والقطاع الخاص على حد سواء، وذلك لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال. كما أعرب عن تقديره لمشاركة الصندوق المتميزة في أعمال المنتدى.
تأتي مشاركة الصندوق الكويتي للتنمية في هذا المنتدى في إطار حرصه على مواكبة أحدث التطورات في مجال البناء الرقمي، وتبادل الخبرات مع الخبراء والمختصين في هذا المجال. وقد استعرض الصندوق، من خلال جناحه في المعرض المصاحب، مجموعة متنوعة من المطبوعات والإصدارات الإعلامية التي تسلط الضوء على مساهماته ودوره التنموي على الصعيدين المحلي والدولي. شملت هذه العروض أمثلة لمشاريع ناجحة تم فيها تطبيق تقنيات رقمية متطورة.
يعتبر قطاع التشييد والبناء من أهم القطاعات الاقتصادية في الكويت ودول الخليج، حيث يساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل. ومع ذلك، يواجه هذا القطاع العديد من التحديات، بما في ذلك ارتفاع التكاليف، وتأخر المشاريع، ونقص الكفاءات المؤهلة. لذلك، فإن التحول نحو البناء الرقمي يمثل فرصة واعدة للتغلب على هذه التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم البناء الرقمي في تعزيز الشفافية والمساءلة في قطاع التشييد والبناء. فمن خلال استخدام التقنيات الرقمية، يمكن تتبع جميع مراحل المشروع، بدءاً من التصميم وحتى التنفيذ، مما يقلل من فرص الفساد والاحتيال. كما يمكن للجهات الحكومية والخاصة الاستفادة من البيانات والمعلومات المتاحة لاتخاذ قرارات أفضل وأكثر استنارة.
وتشير التوقعات إلى أن سوق البناء الرقمي في منطقة الخليج سيشهد نمواً كبيراً في السنوات القادمة، مدفوعاً بالاستثمارات الحكومية والخاصة في هذا المجال. وتشير بعض الدراسات إلى أن حجم هذا السوق قد يصل إلى عشرات المليارات من الدولارات بحلول عام 2030. هذا النمو المتوقع سيخلق العديد من الفرص الجديدة للشركات والمؤسسات العاملة في هذا القطاع.
في الختام، من المتوقع أن يستمر الصندوق الكويتي للتنمية في دعم مبادرات التحول الرقمي في قطاع التشييد والبناء، وذلك من خلال تمويل المشاريع، وتقديم الاستشارات الفنية، وتطوير الكفاءات المحلية. وستركز الجهود المستقبلية على تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتشجيع الابتكار في هذا المجال. يبقى من المهم مراقبة مدى فعالية هذه المبادرات في تحقيق أهدافها المرجوة، والتحديات التي قد تواجهها في المستقبل.













