أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة العربية السعودية عن منح شركة طيران “أزيموث” الروسية ترخيصًا اقتصاديًا لتشغيل رحلات طيران منتظمة بين روسيا والمملكة. يشمل الترخيص تشغيل رحلات من مدينتي محج قلعة ومنرالني فودي إلى جدة، ومن سوتشي إلى الرياض، مما يعزز الربط الجوي بين البلدين ويدعم أهداف رؤية المملكة 2030 في قطاع النقل والخدمات اللوجستية.
وستبدأ رحلات “أزيموث” من محج قلعة ومنرالني فودي إلى جدة في 4 و 15 ديسمبر الحالي، بواقع ثلاث رحلات أسبوعيًا. كما ستبدأ الشركة بتشغيل رحلتين أسبوعيًا من سوتشي إلى الرياض اعتبارًا من 3 مارس 2026. تأتي هذه الخطوة بعد فترة من التقييم والتنسيق بين الهيئة العامة للطيران المدني وشركة الطيران الروسية.
تعزيز رحلات الطيران وخدمة السياحة
يعكس هذا القرار سعي الهيئة العامة للطيران المدني لزيادة الخيارات المتاحة للمسافرين وتعزيز حركة السياحة بين المملكة وروسيا. وتشير التقارير إلى أن السياحة الروسية في المملكة العربية السعودية قد شهدت نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعة بالجهود المشتركة لتسهيل إجراءات السفر والترويج للوجهات السياحية.
أهداف رؤية المملكة 2030
يتماشى منح الترخيص لشركة “أزيموث” مع أهداف رؤية المملكة 2030 الطموحة، والتي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي. وتعتبر زيادة عدد شركات الطيران العاملة في المملكة، وتوسيع شبكات الرحلات، من العناصر الأساسية لتحقيق هذا الهدف. بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا في تطوير قطاع الطيران المحلي وزيادة فرص العمل.
وتشمل رؤية المملكة 2030 أيضًا تطوير البنية التحتية للطيران، مثل المطارات والمرافق الملاحية، لضمان استيعاب الزيادة المتوقعة في حركة المسافرين والبضائع. وقد استثمرت المملكة مليارات الريالات في هذا المجال، مما أدى إلى تحسين جودة الخدمات وزيادة القدرة الاستيعابية للمطارات الرئيسية.
أكدت الهيئة العامة للطيران المدني أن منح الترخيص لشركة “أزيموث” تم بعد استيفائها لجميع المتطلبات والمعايير التنظيمية والأمنية. وتشمل هذه المتطلبات الحصول على شهادات السلامة والأمن اللازمة، وتقديم خطة عمل مفصلة لتشغيل الرحلات، وتوفير التأمين المناسب للمسافرين.
بالتزامن مع ذلك، تعمل الهيئة على تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات للمسافرين الروس، وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية. ويهدف هذا إلى تشجيع المزيد من السياح الروس على زيارة المملكة، والاستفادة من الفرص السياحية والثقافية المتنوعة التي تقدمها.
من ناحية أخرى، يمثل هذا الترخيص خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة وروسيا. فقد شهدت التجارة والاستثمار بين البلدين نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن تساهم زيادة حركة الطيران في تعزيز هذه العلاقات بشكل أكبر. وتشمل مجالات التعاون الرئيسية بين البلدين الطاقة والبناء والزراعة.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه قطاع الطيران، مثل ارتفاع أسعار الوقود وتقلبات أسعار الصرف. وتعمل الهيئة العامة للطيران المدني على معالجة هذه التحديات من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف الأعباء على شركات الطيران، وضمان استمرار تقديم خدمات عالية الجودة للمسافرين.
تعتبر السفر بين روسيا والمملكة العربية السعودية مجالًا واعدًا للنمو، خاصة مع تزايد الاهتمام بالتبادل الثقافي والسياحي. وتشير التوقعات إلى أن عدد المسافرين بين البلدين سيستمر في الارتفاع في السنوات القادمة، مما يتطلب زيادة الاستثمارات في قطاع الطيران وتطوير البنية التحتية اللازمة. كما أن زيادة عدد شركات الطيران العاملة على هذه الخطوط ستؤدي إلى زيادة المنافسة وانخفاض الأسعار، مما يعود بالنفع على المسافرين.
بالإضافة إلى الرحلات الجوية، هناك اهتمام متزايد بتطوير قطاع الشحن الجوي بين المملكة وروسيا. وتشير التقارير إلى أن حجم البضائع المنقولة جوًا بين البلدين قد شهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بزيادة حجم التجارة والاستثمار. وتعمل الهيئة العامة للطيران المدني على تسهيل إجراءات الشحن الجوي، وتوفير الدعم اللازم لشركات الشحن العاملة في المملكة.
في الختام، يمثل منح الترخيص لشركة “أزيموث” خطوة إيجابية نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في قطاع الطيران والخدمات اللوجستية. ومن المتوقع أن تبدأ الشركة في تشغيل رحلاتها وفقًا للجدول الزمني المعلن، مع مراقبة الهيئة العامة للطيران المدني لأداء الشركة والتأكد من التزامها بجميع المعايير واللوائح. وستراقب الهيئة أيضًا تأثير هذه الرحلات على حركة المسافرين وأسعار التذاكر، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرار تقديم خدمات عالية الجودة للمسافرين.













