أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية عن تقديم خدمات متكاملة لأكثر من 4 آلاف حالة من كبار السن شهرياً، وذلك ضمن منظومة الرعاية الاجتماعية الشاملة التي تهدف إلى حماية الأسر والفئات الأكثر احتياجاً. وتأتي هذه الخطوة في إطار التزام الدولة بتوفير مستوى معيشي لائق للمواطنين والمقيمين المستحقين، حيث تبلغ قيمة المساعدات الاجتماعية المقدمة للرعاية الأسرية سنوياً أكثر من 220 مليون دينار كويتي. يهدف هذا الدعم إلى تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتقليل الفقر في المجتمع الكويتي.
توسيع نطاق الرعاية الاجتماعية لكبار السن
أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية، الدكتور خالد العجمي، أن الرعاية الاجتماعية في الكويت ليست مجرد مساعدات مالية، بل هي منظومة شاملة تتضمن خدمات متنوعة تلبي احتياجات مختلف الفئات. وشدد على أن كبار السن يحظون بأولوية خاصة في هذه المنظومة، نظراً لمكانتهم الرفيعة في المجتمع ودورهم الهام في بناء الوطن. وتشمل هذه الخدمات الدعم المادي والمعنوي، والرعاية الصحية، والأنشطة الاجتماعية التي تساهم في تحسين جودة حياتهم.
أهم فئات الرعاية الاجتماعية
تغطي منظومة الرعاية الاجتماعية في الكويت فئات واسعة من المحتاجين، بما في ذلك الأسر ذات الدخل المحدود، وكبار السن، والأيتام، والأشخاص ذوي الإعاقة، والأحداث الجانحين. وتولي الوزارة اهتماماً خاصاً بفئة الأحداث الجانحين، من خلال برامج متخصصة تهدف إلى إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الوزارة الدعم والرعاية لأبناء الحضانة العائلية من مجهولي الأبوين.
وبحسب تصريحات الوزارة، يبلغ عدد أبناء الحضانة العائلية الذين تتولى الوزارة رعايتهم أكثر من 817 طفلاً وطفلة، سواء كانوا محتضنين أو مودعين في الدور الإيوائية. وتعتبر الوزارة رعاية هذه الفئة مسؤولية شرعية وإنسانية ووطنية، وتسعى جاهدة لتوفير بيئة آمنة ومستقرة لهم.
من جهة أخرى، قامت الوزارة بتطوير نظام المساعدات المركزية بهدف تبسيط إجراءات الحصول على الدعم وتوسيع نطاق الخدمة. ويهدف هذا النظام إلى ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بكفاءة وشفافية أكبر. وقد استقبل النظام منذ تأسيسه أكثر من 70950 طلباً، وتمت الموافقة على 16375 طلباً منها بعد دراسة متأنية وفقاً للضوابط المعمول بها.
وبلغت قيمة المبالغ المصروفة عبر نظام المساعدات المركزية للفئات المستحقة قرابة 30 مليون دينار كويتي. ويعكس هذا الرقم قدرة النظام على توجيه الموارد المالية بدقة لمعالجة الأوضاع الاجتماعية الملحة. وتشير البيانات إلى أن النظام ساهم في تحسين الظروف المعيشية للعديد من الأسر والفئات المحتاجة في الكويت.
وتعتبر هذه الجهود جزءاً من خطة شاملة تتبناها وزارة الشؤون الاجتماعية لتطوير منظومة الرعاية الاجتماعية في الكويت. وتشمل هذه الخطة إطلاق مبادرات جديدة لتعزيز دور المجتمع المدني في تقديم الخدمات الاجتماعية، وتوفير التدريب والتأهيل للعاملين في هذا المجال. كما تهدف الخطة إلى زيادة الوعي بأهمية الرعاية الاجتماعية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة.
الرعاية الأسرية هي أحد المحاور الرئيسية في هذه الخطة، حيث تسعى الوزارة إلى تقديم الدعم اللازم للأسر لمساعدتها على التغلب على التحديات والصعوبات التي تواجهها. ويشمل هذا الدعم المساعدات المالية، والخدمات الاستشارية، والبرامج التدريبية التي تساهم في تعزيز قدرات الأسر وتمكينها من الاعتماد على نفسها.
في المستقبل القريب، من المتوقع أن تعلن وزارة الشؤون الاجتماعية عن تفاصيل خطة جديدة لتطوير خدمات الرعاية لكبار السن، والتي قد تشمل إنشاء مراكز رعاية متخصصة، وتوفير خدمات الرعاية المنزلية، وتوسيع نطاق التأمين الصحي ليشمل المزيد من الخدمات. ومع ذلك، لا تزال هذه الخطة قيد الدراسة، وقد تخضع لتعديلات قبل إطلاقها رسمياً. من المهم متابعة التطورات والإعلانات الرسمية للوزارة لمعرفة المزيد عن هذه الخطة وتأثيرها المحتمل على حياة كبار السن في الكويت.













