واستهلَّ الحفلُ أعمالَه بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلاها الفائز الأول على مستوى جمهورية باكستان، فرع صغار الحُفَّاظ، الحافظ إرشاد الله مطيع.
وقدَّم دولة رئيس الوزراء الباكستاني، في كلمته، شكرَه لرابطة العالم الإسلامي على دورها الريادي والإسلامي، وجهودها في احتواء حفَظَة القرآن الكريم، واهتمامها بنشر حقيقة الدين الإسلامي وجمْع كلمة المسلمين، مشيداً بحضورها ودورها العالمي المؤثر، مؤكِّداً في هذا السياق مكانة المملكة عند الشعب الباكستاني، وتأثيرَها وقيادتَها العالم الإسلامي، وجهودَها العظيمة التي تخدم الإنسانية بصورة عامة.
وشدَّد على أنَّ جمهورية باكستان من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، تفتخر وتعتز وترحِّب بفرع متحف السيرة النبوية؛ هذا المشروع العظيم الذي يُرجى له أن يكون منارةً لتعزيز القيم الإسلامية، وليتعلَّم الناس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، تلك السيرةَ العطرة ويطبقوها في حياتهم، موضِّحاً أنَّ متحف السيرة النبوية سيكون مزاراً ليس للباكستانيين فقط، وإنما للعالم أجمع. وأكد أن الشعب الباكستاني سيكون ممتناً غاية الامتنان للمملكة العربية السعودية من خلال هذه الهدية الإسلامية العظيمة وهي متحف سيرة سيد البشر صلى الله عليه وسلم.
العيسى: من المهم تعليمُ القرآن الكريم لا تحفيظه فقط
وفي كلمته للحُفّاظ، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد عبدالكريم العيسى: «نسعد اليوم بلقاءٍ قرآني مع صِغَار الحفاظ لكتاب الله تعالى، نسعد فيه برعايةٍ وحضورٍ من رئيس الوزراء محمد شهباز شريف، في إطار المهام الإسلامية لحكومته، التي تشهد بالاهتمام الكبير لدولته بحُفاظ كتاب الله تعالى، كما هو الشعور الإيماني العميق المتأصِّل والراسخ لدى الشعب الباكستاني العزيز».
وشدَّد العيسى، على أن الاحتفاءَ بحُفَّاظ كتاب الله تعالى مِنَ البراعم الصغار، هو احتفاء بمظهرٍ من مظاهر سمو الحفاوة، وشرف الخدمة من قبل حكومة باكستان لهذا الوحي الإلهي المبارك، المُنَزَّل على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلَّم.
وأكّد أن على مدارس تحفيظ القرآن الكريم ودُوره ومراكزه في عالمنا الإسلامي، أن تُعَلِّم القرآن لا أن تُحَفِّظه تحفيظاً مجرداً عن الفهم والإحاطة بمعانيه، فالقرآن أنزله الله تعالى للتدبُّر والعَمَل به، أنزله سبحانه هداية للعالمين، ولا يكون هذا إلا بفهم معاني القرآن الكريم فهماً صحيحاً على منهج الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين، والذي جاء مؤلفاً للقلوب.
وأضاف العيسى أنَّ «الإسلام جاء وسطاً بين الغالي والجافي؛ جاء مبشِّراً لا منفِّراً، ميسِّراً لا معسِّراً. جاء داعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، داعياً إلى الدفع بالتي هي أحسن، هادياً للتي هي أقوم. وقبل هذا وبعده جاء بفطرة الإيمان: كلمة التوحيد التي قامت بها السماءُ والأرض، حيث قامت بأمر الله وحده لا شريك له».
وقد جرى توزيع الجوائز على المتفوقين الفائزين في المسابقة القرآنية السنوية التي استمرت عاماً كاملاً، على مستوى جمهورية باكستان كلها، بإشراف لجان تحكيم متخصصة، ثم شاهد الحضورُ عرضاً مرئياً عن المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية.