سلّمت كتائب القسام اليوم السبت 5 أسرى إسرائيليين في إطار الدفعة السابعة من عمليات التبادل ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وبحلول ظهر اليوم، سلّمت الكتائب 3 جنود إسرائيليين أسرى للصليب الأحمر في مخيم النصيرات وسط القطاع، وذلك بعد نحو ساعتين من تسليم مجندين اثنين في مدينة رفح (جنوب).
والأسرى الذين جرى تسليمهم في مخيم النصيرات وسط حشد عسكري وشعبي هم إيليا كوهن، عومر شيف توف، عومر فنكرت.
وبعد توقيع الصليب الأحمر على استلامهم، صعد الأسرى الثلاثة على منصة في المخيم لينقلوا بعد ذلك في سيارات المنظمة الدولية.
وفي وقت سابق اليوم، سلّمت كتائب القسام المجندين الأسيرين أفيرا منغستو وتال شوهام للصليب الأحمر خلال مراسم جرت شرقي مدينة رفح.
وقالت مصادر للجزيرة إن كتائب القسام قررت تسليم الأسير السادس، المجند هشام السيد، دون مراسم في مدينة غزة احتراما لفلسطينيي الداخل.
وأضافت المصادر أن الاحتلال تخلى عن السيد 10 سنوات لأنه فلسطيني من الداخل (النقب) مع أنه خدم في صفوفه.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني أن الفحص الأولي أظهر أن الأسيرين السابقين منغستو وشوهام -وهما جنديان- في حالة صحية جيدة. وكان منغستو أسر بعيد دخوله قطاع غزة من مستوطنة زكيم عام 2014.
وفي مقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين الستة، ينتظر أن يتم اليوم الإفراج عن 602 من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، من بينهم 50 أسيرا محكوما عليهم بالسجن المؤبد، و60 من ذوي الأحكام العالية، إضافة إلى 47 من محرري صفقة وفاء الأحرار الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، وفق ما أعلنه مكتب شؤون الأسرى التابع لحركة حماس.
كذلك سيفرج عن 445 أسيرا من قطاع غزة ممن اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
لحظة تسليم أسيرين إسرائيليين في رفح بينهما أفرا منغستو الأسير منذ عام 2014 نتيجة تسلله إلى غزة pic.twitter.com/6iOcMdxEy4
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) February 22, 2025
مراسم التسليم
وجرت مراسم التسليم برفح والنصيرات وسط حشد عسكري وشعبي كبير بمشاركة عدة تشكيلات من كتائب القسام بينها وحدة الظل المسؤولة عن الأسرى.
وعلى منصتي التسليم، عرضت كتائب القسام أسلحة استولى عليها المقاومون خلال المعارك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما رُفعت صور قادة المقاومة الذين استشهدوا في الحرب الأخيرة على القطاع الفلسطيني.
وقال مراسل الجزيرة هاني الشاعر إن عملية التسليم في رفح تمت في ميدان المشروع على بعد مئات الأمتار من وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقد نُصبت في ميدان المشروع برفح منصة رفعت عليها صور قادة القسام ولافتة كبيرة كتب عليها “نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد”.
من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة أشرف أبو عمرة إن عملية التسليم في مخيم النصيرات هي الثانية التي تتم وسط القطاع، حيث جرت سابقا عملية تسليم في دير البلح.
وأضاف المراسل أن مراسم التسليم تجري بشكل منظم وسط حشد عسكري وشعبي كبير في منطقة تواجدت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار أسابيع.
مصادر صحفية: على منصة الإفراج.. أسلحة إسرائيلية لجنود الاحتلال اغتنمتها كتائب القــــسام في عملية طـــوفان الأقصى. pic.twitter.com/La5y6Z82b1
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 22, 2025
وقال مراسل الجزيرة إن الأسلحة التي عُرضت في مخيم النصيرات غنمها مقاومون خلال عمليات بينها عملية جحر الديك التي نفذتها كتائب القسام وعملية “كمين الموت” شرق مخيم المغازي والتي قتل فيها 22 جنديا إسرائيليا.
وأشار إلى أن مقاتلين من عدة فصائل مقاومة شاركوا في مراسم التسليم بالمخيم، وظهر على المنصة شعار “الأرض تعرف أهلها.. من الأغراب مزدوجي الجنسية”.
جثة شيري بيباس
في غضون ذلك، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم التعرف -في وقت مبكر اليوم- على جثة الأسيرة شيري بيباس التي أعيدت الليلة الماضية من غزة.
وأضافت إذاعة الاحتلال أن بيباس قتلت على الأرجح في الأسر مع طفليها. كما أكدت عائلتها ومستوطنة نير عوز مقتل بيباس بعد تأكيد معهد الطب الشرعي هويتها.
وكانت كتائب القسام سلمت أول أمس جثث 3 إسرائيليين قتلوا في الأسر، وقالت إسرائيل لاحقا إن إحدى الجثث تعود لمواطنة من غزة، ليتم بعد ذلك تسليم جثة بيباس.
وأشارت حركة حماس إلى احتمال حدوث خطأ خلال تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين القتلى، مؤكدة أن لا مصلحة لديها في عدم الوفاء بالاتفاق.
وكان الجيش الإسرائيلي قال مساء أمس إنه ينظر في تقارير تفيد بأن حماس سلمت جثة ثانية للصليب الأحمر يُعتقد أنها لبيباس، وذلك بعدما سلّمت حماس جثة أولى أول أمس تبيّن أنها ليست لوالدة الطفلين بيباس.
من جانبها، قالت حماس -في بيان مساء أمس- إن ادعاءات المتحدث باسم جيش الاحتلال واتهامه للمقاومة بقتل عائلة بيباس ليست سوى “أكاذيب محضة تضاف إلى سلسلة طويلة من الأكاذيب التي يطلقها منذ 15 شهرا في سياق حرب الإبادة”.
وفي هذه الأثناء، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن إسرائيل تطالب بالإفراج عن 22 أسيرا أحياء في المرحلة الثانية من الصفقة.
وأضافت أن الولايات المتحدة حددت لإسرائيل وحماس هدفا للتوصل إلى اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين، وقالت إن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط أجرى محادثات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بشأن الاتفاق، بما في ذلك مفاوضات المرحلة الثانية.