دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى “تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها الأمنية والمدنية في غزة وضرورة تسليم حركة حماس لسلاحها”.
هذه التصريحات جاءت خلال القمة العربية التي تحتضنها العاصمة العراقية بغداد والتي يطغى عليها ملف الحرب علىقطاع غزةعلى جدول المباحثات. ويحضر العديد من القادة العرب القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية.
وقد ألقى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز كلمة أمام القمة قال فيها: “غزة تنزف أمام أعيننا ولا يمكن السكوت” وأشاف أن مدريد تعمل على تقديم مشروع قرار جديد أمام الجمعية العامة تطالب فيه إسرائيل بإنهاء الحصار.
بدوره، ندد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية قائلا: الضم غير قانوني والتهجير غير قانوني ولا مبرر للعقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني” وفق تعبيره.
وكان رئيس وزراء العراق قد ألقى خطابا في افتتاح أشغال القمة أعرب فيه عن رفض بلاده سياسة التهجير والتجويع وكذلك المجازر بحق سكان غزة. كما أعلن إنشاء الصندوق العربي لإعادة الإعمار وتبرع بغداد ب40 مليون دولار نصفها للقطاع والنصف الآخر للبنان.
وكانت قمة استثنائية عقدت في القاهرة في مارس آذار الماضي قد صادقت على مقترح خطة لإعادة إعمار القطاع دون ترحيل للسكان البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.
ويأتي هذا الاجتماع بعد شهرين من استئناف إسرائيل الحرب على غزة وإنهائها وقف إطلاق النار الذي تم التوسط إليه بوساطة قفطرية ومصرية وأمريكية.
كما أنها تتزامن وغارات غير مسبوقة تشنها الدولة العبرية منذ أيام، متوعدة على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بمزيد من القصف للقضاء على حركة حماس.
وسبق القمة في بغداد جولة قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة، حيث لم تفضِ زيارته إلى التوصل لاتفاق حول وقف جديد لإطلاق النار في غزة كما كان متوقعاً، لكنها أثارت اهتماماً إعلامياً واسعاً إثر لقاء ترامب مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع ووعده برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.
من يحضر قمة بغداد؟
من المشاركين الأجانب في الفعالية، الاتحاد الإفريقي ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي يحضر كضيف شرف.
عربيا، حضر القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس الصومالى ورئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولية والتي تحظى بدعم الإمارات والسعودية. وقد مثل الجزائر وزيرُ خارجيتها أحمد عطاف نيابة عن الرئيس عبد المجيد تبون.
واعتذر الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، عن عدم حضوره قمة بغداد العربية التي تُعقد اليوم، وأوفد رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان مندوبًا عنه لتمثيل المملكة في القمة العربية بدورتها الـ34، بالإضافة إلى حضوره مؤتمر القمة التنموي الاقتصادي والاجتماعي بدورته الخامسة في العاصمة العراقية.
وأفادت وكالة الأنباء الأردنية بأن حسان سيشارك في الفعاليات على رأس وفد رسمي أردني، وذلك ضمن إطار العلاقات العربية المتينة والمواقف المشتركة التي تجمع بين الدول العربية.
الرئيس السوري الانتقالي يغيب عن القمة
في سياق متصل، أعلن أحمد الشرع، رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية، اعتذاره عن عدم المشاركة في القمة العربية، وأوفد وزير الخارجية السوري مندوبًا عنه. وجاء هذا القرار بعد تصاعد الجدل حول مشاركته، نتيجة الانتقادات الحادة التي طالت دعوته من قبل عدد من السياسيين والفصائل المسلحة العراقية المرتبطة بإيران. وقد تم توقيع عريضة من قبل النواب تدعو للقبض على رجل دمشق الجديد إذا ما وطئ أرض العراق.
ويرى ساسة عراقيون أن الشرع ما زال شخصية مثيرة للجدل، نظرًا لمشاركته في عمليات مسلحة سابقة ضد الجيش العراقي وقوات الأمن إبان فترة الاحتلال الأمريكي، حيث كان أحد أعضاء تنظيم القاعدة في العراق منذ عام 2003. وقد قضى الشرع أكثر من خمس سنوات في السجن قبل أن يُطلق سراحه عام 2011 لعدم كفاية الأدلة.
وبعد إطلاق سراحه، انتقل الشرع إلى سوريا حيث أسس فرعًا لتنظيم القاعدة هناك، ثم انفصل عنه لاحقًا في 2016 ليؤسس “هيئة تحرير الشام”، وهي الجماعة التي كانت لها دور بارز في الإطاحة بنظام بشار الأسد.
من جانب آخر، حاولت فصائل تابعة لـ”الإطار التنسيقي”، من بينها “عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله”، تعطيل مشاركة الشرع من خلال تقديم شكوى قضائية ضده تتهمه فيها بالإرهاب، إلا أنه لم يصدر أي رد فعل رسمي من الجهات القضائية العراقية يشير إلى قبول هذه الشكوى أو وجود ملاحقات فعلية بحقه داخل البلاد.