- مركز العجيري: الظاهرة كانت واضحة أيضا في معظم مناطق أوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا
- الجمعة: نحرص على رصد وتوثيق هذه الظواهر من خلال إدارة علوم الفلك بالنادي
حنان عبدالمعبود
نظّم النادي العلمي فعالية فلكية وثق خلالها ظاهرة خسوف القمر الكلي التي تعد من أبرز الأحداث الفلكية لهذا العام، وأروع الظواهر الفلكية الطبيعية التي ينتظرها هواة الفلك والمهتمون بمراقبة مثل هذه الظواهر.
وبهذه المناسبة، قال أمين عام النادي العلمي الكويتي علي كاظم الجمعة، إن النادي يضم ضمن إداراته المتعددة إدارة مختصة بعلوم الفلك تتابع كل الظواهر الفلكية على مدار العام، مؤكدا حرص إدارة علوم الفلك بالنادي على رصد وتوثيق مثل هذه الظواهر من خلال فريقي الرصد والتصوير باستخدام أحدث التلسكوبات والمعدات الفلكية وأجهزة التصوير الفلكي، وذلك في إطار المسؤولية المجتمعية للنادي في نشر الوعي الفلكي والعلمي.
وأضاف أن ظاهرة الخسوف الكلي للقمر لاقت اهتماما علميا وشعبيا واسعا بين مختلف قطاعات المجتمع، حيث توافد هواة وعشاق متابعة الظواهر الفلكية، لرصد هذه الظاهرة، مثمنا الجهود التي قام بها أعضاء إدارة الفلك بالنادي لرصد هذه الظاهرة الفلكية الفريدة.
من جهته، أوضح عضو إدارة الفلك ورئيس فريق النادي العلمي الفلكي سعود الدخيل، أن ظاهرة الخسوف تحدث عندما يمر القمر في ظل الأرض فيختفي ضوؤه جزئيا أو كليا عن أنظارنا كما تمت مشاهدته من سماء الكويت، موضحا أن ظاهرة خسوف القمر الكلي تضمنت ثلاث مراحل مختلفة بدأت بمرحلة شبه الظل ثم الخسوف الجزئي إلى أن دخل القمر في مرحلة الخسوف الكلي والخروج منه والانتهاء من الظاهرة.
وأضاف أن ظاهرة الخسوف استمرت بجميع مراحلها لمدة 5 ساعات و23 دقيقة تقريبا، وتشكلت أمام المشاهد لوحة سماوية نادرة تغيرت ألوانها بين الرمادي الداكن والأحمر النحاسي والذي يعرف بـ «القمر الدموي»، لافتا إلى أن الخسوف الكلي المقبل الذي تشهده سماء الكويت سيكون في ليلة رأس السنة لعام 2029 حيث سيصادف يوم 31 ديسمبر لعام 2028.
وبين أن الخسوف الجزئي في سماء الكويت بدأ بعد غروب الشمس بوقت قصير، ووصل إلى ذروته في حدود منتصف الليل تقريبا بتوقيت الكويت، مبينا أن الجمهور تمكن من متابعة جميع مراحل الخسوف بالعين المجردة دون الحاجة إلى أدوات بصرية، غير أن استخدام التلسكوبات والمناظير أضفى متعة أكبر عبر مشاهدة التفاصيل الدقيقة لسطح القمر أثناء مروره في الظل.
وأوضح الدخيل أن ظاهرة خسوف القمر لم تكن مجرد حدثا عابرا في تاريخ البشرية، بل كانت على مدى آلاف السنين مصدرا للدهشة والتأمل، وأحيانا للرهبة والخرافات، مضيفا: «واليوم بعد التقدم العلمي الكبير أصبح الخسوف فرصة للتثقيف والتوعية بعلوم الفلك، وإبراز عظمة النظام الكوني الذي يخضع لقوانين دقيقة، جعلت الفلكيين قادرين على التنبؤ بمواعيد الكسوف والخسوف بدقة لقرون مقبلة».
وأشار إلى أن النادي أقام بمقره فعالية فلكية مفتوحة للجمهور لرصد وتوثيق الظاهرة بدأت بمحاضرة فلكية تم خلالها شرح مراحل الخسوف وأهميته ليتمكن الحضور من معرفة هذه الظاهرة بطريقة علمية صحيحة، أعقبها رصد وتوثيق للظاهرة التي تعد أطول خسوف كلي للقمر تمت مشاهدته من مختلف مناطق الكويت.
ازدانت سماء الكويت الأحد بـ «القمر الدموي» إحدى الظواهر الفلكية النادرة التي تحدث نتيجة الخسوف الكلي للقمر ودخوله بالكامل في ظل الأرض ليظهر بلون نحاسي جميل وساحر.
وقال المدير العام لمركز العجيري العلمي يوسف العجيري لـ «كونا» إن الخسوف الكلي للقمر بدأ منخفضا في الأفق الشرقي حتى وصل إلى جهة الجنوب الشرقي عند منتصف الخسوف وكانت بداية الخسوف شبه الظلي في تمام الساعة السادسة و28 دقيقة مساء، حيث شهد القمر تغيرا طفيفا في إضاءته.
وأوضح العجيري أن الخسوف الجزئي للقمر كان في تمام الساعة السابعة و27 دقيقة مساء، بينما الخسوف الكلي له في الساعة الثامنة والنصف مساء حيث اكتسى القمر فيها باللون الأحمر ليسمى بهذه الحالة (القمر الدموي).
وأضاف أن ذروة الخسوف كانت في تمام الساعة التاسعة و11 دقيقة مساء ليكون القمر في أعمق نقطة في الظل وعلى ارتفاع 38 درجة، مبينا أن الظاهرة ستنتهي في الساعة العاشرة و56 دقيقة ليلا، وتكون كذلك نهاية الخسوف شبه الظلي في تمام الساعة 11 و55 دقيقة ليلا.
وذكر أن المشهد كان مرئيا بوضوح من مختلف مناطق البلاد من بدايته حتى نهايته، وتمكن الكثير من مشاهدة الظاهرة بالعين المجردة، كما تم رصده في سماء الكويت في السواحل والمناطق المفتوحة شرقا، مشيرا إلى أن الظاهرة كانت واضحة أيضا في معظم مناطق أوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا.