أكدت فصائل المعارضة السورية المسلحة اليوم الأربعاء أن أكثر من 80% من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية خرجوا من مدينة حلب إلى محافظة الرقة، معلنة سيطرتها على مزيد من البلدات في ريف حماة وسط البلاد، في وقت أفاد فيه إعلام النظام السوري بمقتل 1600 مسلح، كما أكدت روسيا دعمها تالقيادة السورية.
وأفادت فصائل المعارضة المسلحة بأن وحدات حماية الشعب الكردية قتلت قنصًا 7 صحفيين سوريين قبل خروجها من مدينة حلب، التي باتت تسيطر عليها فصائل المعارضة.
من جانبه، أعلن التلفزيون السوري أن جيش النظام قتل هذا الأسبوع أكثر من 1600 مسلح من المجموعات التي يصفها بـ”الإرهابية”، دون تعليق حتى الآن من فصائل المعارضة.
حملة اعتقالات
وفي الغوطة الشرقية بالعاصمة دمشق، أفادت مصادر ميدانية لوكالة الأناضول بأن قوات النظام شنت حملة اعتقالات شملت القادرين على حمل السلاح والذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما.
ولم تقدم المصادر عددا محددا للمعتقلين، في وقت أشارت فيه إلى أن شبان المنطقة يسعون إلى الاختباء من النظام وقواته خشية الاعتقال.
ويعتقد أن حملة الاعتقالات تهدف لزيادة عدد القوات في جيش النظام السوري في ظل توغل فصائل المعارضة السورية المسلحة ووصولها إلى مشارف حماة بعد السيطرة على مدينة حلب في الأيام الماضية.
مشارف حماة
وميدانيا، أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة السيطرة على مطار الشريعة الزراعي وبلدتي الجيد والرصيف في سهل الغاب بريف حماة الغربي فضلا عن 6 بلدات بسهل ريف حماة الشمالي الغربي، بعد أن أكدت في وقت سابق اليوم الأربعاء أن قواتها أصبحت على مداخل حماة وسط البلاد من 3 محاور، وأنها سيطرت على 18 قرية وبلدة بريف المحافظة، لتصبح على بعد 6 كيلومترات من مدينة حماة.
وأفادت المعارضة أيضا بأنها دمرت 3 دبابات لقوات النظام، واستهدفت عناصر بمحيط جبل كفراع قرب حماة بمسيّرات “شاهين” التي تصنعها كتائب شاهين المشاركة في عملية “ردع العدوان”.
وأضافت أن قوات النظام تحاول رفع معنويات جنودها عبر بث شائعات باستعادة مواقع بأرياف حماة، وفق تعبيرها، مؤكدة أنها أسرت 5 عناصر ممن وصفتهم بـ”المليشيات الإيرانية” في بلدة معرشحور شرقي حماة.
بالمقابل، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن جيش النظام أبعد من وصفتهم بـ”الإرهابيين” 20 كيلومترا عن محيط مدينة حماة بعد قتل عدد منهم وتدمير آلياتهم.
وأكدت وزارة الدفاع السورية إجلاء طلاب وضباط أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في حلب إلى حمص بتنسيق روسي بعد حصارهم من قبل المسلحين، مؤكدة مقتل وإصابة عدد من الطلاب والضباط خلال معارك في منطقة السفيرة أثناء خروجهم.
دعم روسي
سياسيا، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو “تدعم بقوة إجراءات القيادة السورية” لمواجهة هجمات يشنها من وصفتهم بأنهم عناصر “جماعات إرهابية”.
وأضافت زاخاروفا أن التقدم الذي أحرزته قوات المعارضة السورية في الأيام القليلة الماضية لم يكن ممكنا دون دعم وتحريض من الخارج، مشددة على أن تمكين تلك الفصائل يهدد منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وفق تعبيرها.
وأشارت إلى أن الجهات الضامنة لصيغة أستانا بشأن سوريا على اتصال دائم وسط تفاقم التصعيد هناك، لافتة إلى أن موسكو “تتواصل بشكل وثيق” مع إيران وتركيا لتحقيق الاستقرار في سوريا.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام بريف حلب الغربي بعد إعلان انطلاق معركة “ردع العدوان”.
ودخلت قوات المعارضة حلب عصر يوم الجمعة الماضي، وسيطرت على معظم أحياء المدينة ومواقع مهمة، أبرزها مبنى المحافظة ومراكز الشرطة وقلعة حلب التاريخية.
وبسطت فصائل المعارضة سيطرتها على كامل محافظة إدلب السبت الماضي بعد السيطرة على مواقع عديدة في ريفها، بينها مدينتا معرة النعمان وخان شيخون، بالإضافة إلى مدينة سراقب الإستراتيجية.