وقّع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية على اتفاقيتين لتمويل مشاريع تنموية جديدة في السودان بقيمة إجمالية تزيد عن 8.2 مليون دولار. يهدف هذا الدعم إلى تعزيز الأمن الغذائي، وتوفير الطاقة النظيفة، ودعم صمود المجتمعات المحلية المتضررة من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد. التسعة عشر من أكتوبر هو تاريخ توقيع هذه الاتفاقيات المهمة.
تأتي هذه المشاريع في وقت حرج للغاية بالنسبة للسودان، حيث يواجه البلاد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. تشير الإحصائيات إلى نزوح أكثر من 14 مليون شخص وحاجة أكثر من 30 مليون شخص للمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى معاناة 21 مليون شخص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وتهدف هذه المبادرات إلى تقديم استجابة فورية مع التركيز على التعافي المستدام.
توسيع نطاق الوصول إلى الطاقة النظيفة وتعزيز الأمن الغذائي في السودان
تعتمد المشاريع الجديدة على تمويل بقيمة 4 ملايين دولار من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، بالإضافة إلى 4.2 مليون دولار من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC) لدعم مبادرة محددة. ويأتي هذا التمويل كجزء من التزام أوسع من قبل الشركاء الدوليين بتقديم الدعم للسودان في خضم أزماته المتعددة.
يركز أحد المشاريع على توفير حلول الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، للمجتمعات النائية والمحرومة. يهدف هذا إلى تحسين الوصول إلى الكهرباء، وتعزيز فرص التعليم والصحة، ودعم الأنشطة الاقتصادية المحلية.
أما المشروع الثاني فيهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي والمائي من خلال دعم المزارعين المحليين، وتحسين البنية التحتية للري، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة. ويتضمن ذلك توفير البذور والأسمدة، وتدريب المزارعين على تقنيات الزراعة الحديثة، وتحسين إدارة الموارد المائية.
الأزمة الإنسانية في السودان: نظرة عامة
تفاقمت الأزمة الإنسانية في السودان بشكل كبير بسبب الصراع المستمر منذ أبريل 2023. وقد أدت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى دمار واسع النطاق للبنية التحتية، ونزوح جماعي للسكان، وتدهور الأوضاع المعيشية.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه السودان تحديات اقتصادية حادة، بما في ذلك ارتفاع معدلات التضخم ونقص العملات الأجنبية. وقد أثرت هذه العوامل سلبًا على القدرة على استيراد الغذاء والدواء والمواد الأساسية الأخرى.
الشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق الكويتي
أكدت إيما مورلي، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت، على أهمية هذه الشراكة في الانتقال من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التعافي وإعادة بناء الأنظمة. وشددت على أن الدعم المقدم ليس مجرد استجابة للأزمات، بل هو استثمار في مستقبل السودان.
من جانبه، صرح مدير عام الصندوق الكويتي بالوكالة، وليد شملان البحر، بأن الوقوف إلى جانب السودان يمثل امتدادًا لنهج الكويت الراسخ في مساندة الشعوب خلال الأزمات. وأضاف أن التحديات التي يواجهها الشعب السوداني تتطلب تكاتف الجهود للحد من المعاناة.
وقد تعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق الكويتي في العديد من المشاريع التنموية في السودان في الماضي، بما في ذلك مشاريع في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية. ويعتبر هذا التعاون الجديد بمثابة دفعة قوية لجهود التنمية والإغاثة في البلاد.
يأتي هذا التمويل في سياق جهود دولية متزايدة لمساعدة السودان. وقد أعلنت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن تقديم مساعدات إنسانية ومالية للسودان، ولكن لا يزال هناك حاجة كبيرة للمزيد من الدعم لمواجهة الأزمة المتفاقمة.
من المتوقع أن يبدأ تنفيذ هذه المشاريع في الأشهر القليلة القادمة، مع التركيز على المناطق الأكثر تضررًا من الأزمة. ومع ذلك، فإن استمرار الصراع وعدم الاستقرار السياسي يشكلان تحديات كبيرة أمام تنفيذ هذه المشاريع وتحقيق أهدافها. ويراقب المجتمع الدولي عن كثب الوضع في السودان ويقيم الحاجة المستمرة للمساعدات والدعم.
بالإضافة إلى الأمن الغذائي و الطاقة، تتضمن الخطط المستقبلية لدعم السودان جهودًا لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، وتعزيز التعليم، ودعم الحكم الرشيد. ويأمل الشركاء الدوليون أن تساهم هذه الجهود في تحقيق الاستقرار والازدهار في السودان على المدى الطويل.













