أكدت دولة الكويت اليوم الجمعة على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في جميع المجالات، مشيرة إلى أنه يمثل ركيزة أساسية لتقوية التعاون وتبادل الخبرات وترسيخ مكانة الدول العربية في المحافل الإقليمية والدولية. جاء هذا التأكيد خلال مشاركة السفير طلال المطيري، مندوب دولة الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية، في فعاليات أيام طرابلس الإعلامية في ليبيا، بما في ذلك منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي 2025 وافتتاح المتحف الوطني الليبي.
شارك في الفعاليات التي أقيمت في طرابلس مسؤولون حكوميون ووزراء إعلام عرب، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، بهدف مناقشة قضايا الإعلام والتراث الثقافي في المنطقة. تهدف هذه المشاركة إلى دعم المبادرات التي تعزز التضامن العربي وتعزز الحضور العربي الفعال على الساحة الدولية.
أهمية العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات
تأتي هذه الفعاليات في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحديات جمة، تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصفوف لمواجهتها بفعالية. ويرى مراقبون أن تعزيز التعاون الإعلامي والثقافي يساهم في بناء جسور التواصل بين الشعوب العربية، وتعزيز الهوية العربية المشتركة، ومواجهة الأفكار المتطرفة.
محاور منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي
ركز منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي 2025 على عدة محاور رئيسية، بما في ذلك دور الإعلام في تعزيز الهوية العربية، وتطوير صناعة المحتوى الإعلامي، وتوفير التدريب المهني للإعلاميين، والاستفادة من التطورات الرقمية والذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام. وبحسب تصريحات السفير المطيري، فإن المنتدى يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية ومحاربة التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي العربي.
أشار السفير المطيري إلى أن المنتدى يمثل متابعة لتنفيذ الخطة التنفيذية للاستراتيجية الإعلامية العربية التي اعتمدها مجلس وزراء الإعلام العرب. وتعتبر هذه الاستراتيجية إطارًا شاملاً لتطوير العمل الإعلامي العربي، وتعزيز دوره في خدمة القضايا العربية المشتركة.
بالإضافة إلى ذلك، سلطت المناقشات الضوء على أهمية تطوير المحتوى الإعلامي العربي ليواكب التطورات العالمية، ويقدم صورة إيجابية عن المنطقة العربية. كما تم التأكيد على ضرورة الاستثمار في التدريب والتأهيل الإعلامي، لرفع كفاءة الإعلاميين وتمكينهم من أداء مهامهم بفعالية.
إعادة إحياء التراث الثقافي الليبي
وشهدت الفعاليات أيضًا افتتاح المتحف الوطني الليبي بعد أعمال ترميم وتجديد واسعة. ويعتبر هذا الافتتاح خطوة مهمة نحو الحفاظ على الذاكرة الليبية والتراث الثقافي والأثري الغني. وتم خلال الافتتاح عرض مجموعة من القطع الأثرية النادرة التي تعود إلى عصور مختلفة من التاريخ الليبي.
أشاد السفير المطيري بهذه المبادرة، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي للأمة العربية، ونقله إلى الأجيال القادمة. ويعتبر التراث الثقافي جزءًا لا يتجزأ من الهوية العربية، ويعكس تاريخًا عريقًا وحضارة غنية.
حضر الفعاليات رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، ووزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية في ليبيا وليد اللافي، والأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية لقطاع الإعلام والاتصال السفير أحمد خطابي، بالإضافة إلى عدد من وزراء الإعلام العرب وسفراء الدول العربية. كما شاركت في الفعاليات لأول مرة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، مما يعكس التوسع في قاعدة المشاركة في هذه المبادرات.
تعد مشاركة الكويت في هذه الفعاليات تجسيدًا لالتزامها بدعم العمل العربي المشترك وتعزيز التعاون بين الدول العربية في مختلف المجالات. كما تعكس حرص الكويت على المساهمة في بناء مستقبل أفضل للأمة العربية، من خلال الاستثمار في الإعلام والثقافة والتراث.
من المتوقع أن تستمر جامعة الدول العربية في تنظيم فعاليات مماثلة في المستقبل، بهدف تعزيز الحوار والتعاون بين الدول العربية في مجال الإعلام والثقافة. وستركز هذه الفعاليات على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وتعزيز الهوية العربية المشتركة، ودعم القضايا العربية العادلة. وستظل القضية الفلسطينية على رأس أولويات العمل العربي المشترك، كما ستستمر الجهود لمكافحة التطرف والإرهاب والحفاظ على التراث الثقافي العربي.
يبقى من الضروري متابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي تخرج بها هذه الفعاليات، وتقييم أثرها على أرض الواقع. كما يجب العمل على تذليل العقبات التي تعيق التعاون الإعلامي بين الدول العربية، وتوفير الدعم اللازم للمشاريع الإعلامية والثقافية المشتركة.













