أكد الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، على ضرورة تكثيف الضغوط الدولية على جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، لضمان تنفيذ خطة السلام المقترحة لقطاع غزة. تأتي هذه الدعوة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية الحادة التي يعيشها سكان القطاع، خاصة مع حلول فصل الشتاء وتزايد الحاجة إلى المأوى والمساعدات العاجلة. وتشكل هذه الخطة، التي توسطت فيها قطر وتركيا ومصر والولايات المتحدة، أملًا رئيسيًا في تخفيف المعاناة المتفاقمة في غزة.
وشدد إيغلاند، في تصريحات نقلتها قناة الجزيرة، على أن تنفيذ هذه الخطة يجب أن يكون أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن هناك خطوات ملموسة يمكن لإسرائيل وحركة حماس اتخاذها لتحقيق ذلك. وتشمل هذه الخطوات، وفقًا لإيغلاند، فتح المعابر الحدودية بشكل فوري للسماح بدخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية، وتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.
الوضع الإنساني في غزة وضرورة تطبيق خطة السلام
أوضح إيغلاند أن الوضع في غزة كارثي، حيث يواجه السكان صعوبات جمة في الحصول على الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك المأوى والغذاء والماء النظيف. وأشار إلى أن المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك المجلس النرويجي للاجئين، لديها كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية جاهزة للدخول إلى القطاع، بما في ذلك مئات الآلاف من الأغطية البلاستيكية وعشرات الآلاف من الخيام.
وأضاف أن 80% من المنازل في غزة قد دُمرت أو تضررت بشدة نتيجة القتال المستمر، مما ترك الملايين من السكان بلا مأوى وعرضة للظروف الجوية القاسية. هذا النزوح الجماعي يزيد من الضغط على الموارد المحدودة المتاحة، ويهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية.
تحديات إيصال المساعدات
وأعرب إيغلاند عن قلقه إزاء القيود المفروضة على عمل المنظمات الإنسانية في غزة، مطالبًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة منح التصاريح اللازمة للعاملين في المجال الإنساني. هذه التصاريح ضرورية لضمان سلامة العاملين، ولتمكينهم من تنفيذ مشاريعهم الإغاثية بشكل فعال.
وأكد أن القتال يجب أن يتوقف فورًا، مشيرًا إلى أن المنظمات الإنسانية تعرضت للقصف الإسرائيلي بالقرب من مواقعها، مما يعرض حياة العاملين والمتلقين للمساعدات للخطر. الضغط المتزايد لتطبيق خطة السلام أصبح ضرورة ملحة لحماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال.
من جانبه، أكد الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية حقيقية بسبب الأحوال الجوية السيئة وتداعيات الحرب. وأضاف أن كميات الوقود التي يتم إدخالها إلى القطاع لا تتجاوز 10% من الاحتياجات المتفق عليها، مما يؤثر سلبًا على عمل المستشفيات والمرافق الحيوية الأخرى.
وأشار قاسم إلى أن المساعدات الإيوائية التي يتم إدخالها غير كافية لتلبية احتياجات السكان المتزايدة، وأن الخيام المتوفرة غير مهيأة للتعامل مع الظروف الجوية الصعبة، مما يعرض حياة النازحين للخطر. وحذر من احتمال وقوع المزيد من الضحايا إذا لم يتم زيادة حجم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.
يأتي هذا في أعقاب حرب استمرت عامين في قطاع غزة، بدأت في 8 أكتوبر 2023، بدعم أمريكي، والتي خلفت أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال. كما أدت الحرب إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية، حيث تضرر أو دمر 90% منها.
من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية المكثفة خلال الأيام القادمة، بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن خطة السلام وتنفيذها على أرض الواقع. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات والتحديات التي تعترض طريق هذا الاتفاق، بما في ذلك الخلافات حول آليات الإشراف على وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار غزة. وسيبقى الوضع الإنساني في غزة محور الاهتمام الدولي، وسيتطلب استجابة عاجلة ومستدامة من جميع الأطراف المعنية.













