اختر منطقتك 
تفاقمت الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بشكل حاد مع استمرار المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة، مما أدى إلى زيادة معاناة السكان الفلسطينيين، وخاصةً النازحين الذين يواجهون ظروفًا معيشية قاسية. يتسبب الطقس السيئ في انهيار الخيام والمنازل المتداعية، مما يهدد حياة الآلاف ويشكل تحديًا كبيرًا للجهات المعنية بتقديم المساعدات. المنخفض الجوي الحالي هو الأسوأ منذ سنوات، حيث تسبب في فيضانات واسعة النطاق وأضرار كبيرة للبنية التحتية.
ورصدت تقارير إخبارية مشاهد مأساوية في مختلف مناطق قطاع غزة، حيث يفتقر النازحون إلى المأوى والغذاء والملبس، ويعانون من البرد الشديد والرطوبة. وقد وثقت كاميرات الجزيرة مشاهد لسكان محليين يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ممتلكاتهم بعد غرق مخيماتهم في دير البلح، بينما يخشى آخرون من انهيار منازلهم المتهالكة في مخيم الشاطئ.
تأثير المنخفض الجوي على البنية التحتية وتزايد الوفيات
أفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة باستشهاد 15 فلسطينياً، بينهم 7 أطفال، نتيجة انهيار ما لا يقل عن 14 منزلاً بسبب الأمطار الغزيرة والبرد القارس. وتشير التقارير إلى أن معظم الضحايا كانوا من النازحين الذين فقدوا منازلهم الأصلية جراء القصف الإسرائيلي المستمر. بالإضافة إلى ذلك، سُجلت حالات وفاة بسبب البرد الشديد، وهو أمر نادر الحدوث في المنطقة.
وأضاف المكتب الإعلامي أن المنخفض الجوي ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية في قطاع غزة، بما في ذلك شبكات الصرف الصحي والطرق والمباني العامة. ودعى المكتب المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة للنازحين والمتضررين.
تحديات تواجه جهود الإغاثة
تواجه جهود الإغاثة في غزة صعوبات كبيرة بسبب القيود المفروضة من قبل السلطات الإسرائيلية على حركة البضائع والأفراد. وأكد رئيس بلدية خان يونس، علاء الدين البطة، أن نحو 70 ألف منزل في مدينة غزة مهددة بالانهيار، وأن الخيام المتوفرة لا تكفي لمواجهة قوة البرد والأمطار. كما أشار إلى أن البلدية تفتقر إلى المعدات اللازمة لتصريف المياه وتوفير المأوى للنازحين، على الرغم من الاتفاقات المسبقة على إدخال هذه المعدات.
وصرح البطة، بأن هذه هي المرة الأولى في تاريخ فلسطين التي يموت فيها الناس بسبب البرد والأمطار، ودعا الوسطاء إلى العمل بجدية لإدخال الخيام والمأوى المؤقت لإنقاذ الأرواح. ويعتبر الطقس السيئ عاملاً مُفاقماً للأزمة الإنسانية القائمة في غزة، والتي تزداد سوءاً مع استمرار القتال.
وقد ناشدت منظمات إغاثة دولية السلطات الإسرائيلية السماح بإدخال كميات أكبر من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما في ذلك الخيام والملابس الشتوية والأدوية والمواد الغذائية. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.9 مليون شخص في غزة بحاجة إلى المساعدة الإنسانية العاجلة، وأن الوضع قد يتدهور أكثر إذا لم يتم توفير المساعدة اللازمة.
تركز الجهود حالياً على إجلاء المتضررين من المناطق المنخفضة وتوفير مأوى مؤقت لهم في المدارس والمراكز الصحية. ومع ذلك، فإن هذه المراكز مكتظة بالفعل، ولا يمكنها استيعاب المزيد من النازحين، مما يزيد من الضغط على النظام الصحي والإنساني في القطاع. تتطلب الأزمة مساعدات عاجلة لضمان بقاء السكان بأمان.
من الجدير بالذكر أن الأزمة الإنسانية في غزة مرتبطة بشكل وثيق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر. وتشير التقارير إلى أن القتال قد أدى إلى تدمير آلاف المنازل والبنية التحتية، وتشريد مئات الآلاف من الأشخاص. ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في الموارد، بما في ذلك المياه والكهرباء والغذاء، مما يجعل الحياة صعبة للغاية بالنسبة للسكان.
من المتوقع أن يستمر المنخفض الجوي في التأثير على قطاع غزة خلال الأيام القليلة القادمة، مع توقعات بهطول المزيد من الأمطار وانخفاض درجات الحرارة. وستراقب الجهات المعنية تطورات الوضع عن كثب، وستقوم بتقييم الاحتياجات الإنسانية المتزايدة لتوفير المساعدة اللازمة. يظل الوضع في غزة هشًا ويتطلب استجابة إنسانية قوية ومستدامة.
