اطلع وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري على سير العمل في مشاريع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بما في ذلك مشروع ترميم وتطوير المركز الأمريكي الثقافي. يأتي هذا الاهتمام الحكومي في إطار دعم المشاريع الثقافية وتعزيز السياحة الوطنية، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الإعلام. وقد جرى هذا الإطلاع خلال اجتماع بحضور قيادات المجلس ودار الآثار الإسلامية.
الاجتماع الذي عقد مؤخرًا في مقر وزارة الإعلام، ناقش الخطط التنفيذية للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مع التركيز بشكل خاص على المشاريع الإنشائية الجارية. وشدد الوزير المطيري على أهمية تسريع وتيرة العمل في هذه المشاريع، خاصة تلك المتعلقة بتطوير المواقع التاريخية والثقافية.
أهمية تسريع وتيرة إنجاز المشاريع الثقافية
أكد وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري على الدور الحيوي الذي تلعبه المشاريع الثقافية في تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز مكانة الكويت على الخريطة السياحية العالمية. فالاستثمار في الثقافة والتراث، بحسب مراقبين، يساهم في جذب السياح المهتمين بالمعالم التاريخية والفنون التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المشاريع تعزز الهوية الوطنية وتحافظ على الإرث الحضاري للكويت للأجيال القادمة. وتشمل هذه المشاريع، كما أوضح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ترميم المباني التاريخية، وإنشاء المتاحف والمعارض الفنية، وتطوير المراكز الثقافية.
المركز الأمريكي الثقافي: أولوية قصوى
أشار الوزير المطيري بشكل خاص إلى أهمية المركز الأمريكي الثقافي، واصفًا إياه بأنه يمثل قيمة تاريخية وحضارية كبيرة. ويعتبر المركز، الذي يعود تاريخه إلى الستينيات، من أبرز المعالم المعمارية والثقافية في الكويت، وقد شهد العديد من الفعاليات الفنية والأدبية الهامة على مر السنين.
ووفقًا لبيان وزارة الإعلام، فإن الوزير وجه بتحديد مشروع المركز الأمريكي الثقافي كأولوية رئيسية في خطط المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. ويأتي هذا التوجيه في ظل تدهور حالة المركز مع مرور الوقت، والحاجة الماسة إلى ترميمه وإعادة تأهيله للحفاظ عليه.
تشكيل فريق عمل مشترك
لمتابعة تنفيذ المشاريع وتسريع وتيرتها، وجه الوزير المطيري بتشكيل فريق عمل مشترك يضم مهندسين من وزارة الإعلام ومهندسين من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. يهدف هذا الفريق إلى تضافر الجهود وتبادل الخبرات لضمان إنجاز المشاريع وفقًا لأعلى المعايير الفنية والجودة.
وسيقوم الفريق بتقديم تقارير دورية للوزير حول سير العمل في المشاريع، بالإضافة إلى تقديم تصورات حول كيفية استثمار المساحات المتاحة في هذه المشاريع لتحقيق أقصى استفادة ممكنة. ويشمل ذلك دراسة إمكانية إقامة فعاليات ثقافية وفنية في هذه المساحات، أو تحويلها إلى مقاهي ومتاجر تخدم الزوار.
الاجتماع يأتي في سياق جهود الحكومة الكويتية لتعزيز القطاع الثقافي والإبداعي، والذي يعتبر ركيزة أساسية في رؤية “كويت جديدة” التي تهدف إلى تحويل البلاد إلى مركز ثقافي واقتصادي إقليمي. وتشمل هذه الجهود أيضًا دعم الفنانين والمبدعين الكويتيين، وتشجيع المبادرات الثقافية المستقلة.
وفي سياق متصل، تشهد الكويت حاليًا تنفيذ عدد من المشاريع السياحية والثقافية الكبرى، مثل متحف الشيخ جابر الثقافي، ومدينة جابر الأحمد الدولية، والتي من المتوقع أن تساهم بشكل كبير في جذب السياح وتعزيز الاقتصاد الوطني. وتشير التقديرات إلى أن القطاع السياحي يمثل حاليًا حوالي 3% من الناتج المحلي الإجمالي للكويت، وهناك طموحات لزيادة هذه النسبة إلى 10% بحلول عام 2035.
من الجدير بالذكر أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب هو الجهة الحكومية المسؤولة عن حماية وتعزيز التراث الثقافي الكويتي، وتشجيع الإبداع الفني والأدبي. ويقوم المجلس بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية على مدار العام، مثل المهرجانات والمعارض والندوات والمحاضرات.
الخطوة التالية المتوقعة هي البدء الفوري في عمل الفريق المشترك وتقديم خطة زمنية مفصلة لتنفيذ المشاريع، مع التركيز على المركز الأمريكي الثقافي. من المرجح أن يتم الإعلان عن هذه الخطة في غضون الأسابيع القليلة القادمة. يبقى من المبكر تحديد ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة في الوقت المحدد، ولكنها بالتأكيد تمثل خطوة إيجابية نحو تطوير القطاع الثقافي والسياحي في الكويت.
وتعتبر المتابعة الدقيقة لتنفيذ هذه المشاريع، وتذليل العقبات التي قد تواجهها، أمرًا بالغ الأهمية لضمان نجاحها وتحقيق أهدافها. كما أن الشفافية والإعلام المستمر حول سير العمل في المشاريع سيعزز ثقة الجمهور في قدرة الحكومة على تنفيذ وعودها.












