نشرت في •آخر تحديث
كشف تحقيق أولي من قيادة الجبهة الداخلية أن صاروخًا باليستيًا إيرانيًا أصاب فجر الإثنين جدار بناية في وسط البلاد، وضرب غرفة الحماية، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى على الأقل، ثلاثة منهم وُجدوا جثة هامدة داخل الملجأ، وآخر في المبنى المقابل، يُعتقد أنه قُذف من شدة الانفجار، فيما كانت فرق الإسعاف تعمل على انتشال عالقين تحت الأنقاض.
وقد أثارت هذه الحادثة الذعر داخل الدولة العبرية، وزادت غضب السكان على الحكومة، مع تزايد التقارير التي تتحدث عن عدم فعالية الغرف المحصنة لتتحمّل صواريخ ثقيلة ومباشرة.
في أعقاب الهجوم، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي سكان طهران بأنهم سيدفعون الثمن، وقال إن “الديكتاتور المتغطرس في طهران تحول إلى قاتل جبان يطلق نيرانًا متعمدة نحو الجبهة الداخلية المدنية”، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.
وكانت صحيفة “يسرائيل هيوم” نقلت عن الجبهة الداخلية أن نحو 40% من ساكني تل أبيب يعيشون في مبانٍ ليس فيها ملاجئ مطابقة للمعايير، وأن عشرات آلاف المباني القديمة في العاصمة غير مجهزة أصلا بهذا النوع من الحماية.
وتعاني تل أبيب وحيفا أساسًا من نقص حاد في الغرف المحصنة في ظل الهجمات الإيرانية العنيفة، وقد نقلت الصحيفة ذاتها عن شهود عيان في العاصمة قولهم إنهم “لا يملكون ملجأ، وأن جيرانهم يغلقون أبواب ملاجئهم في وجوهنا” في ظل الاكتظاظ.
ويتصدر موضوع نقص الملاجئ وعدم أهليتها المشهد بعدما حذر المتحدث باسم الجيش الإيراني بأن “الملاجئ لم تعد آمنة”، ونصح الإسرائيليين بمغادرة جميع الأراضي.
ينص قانون الدفاع المدني الإسرائيلي لعام 1951 على ضرورة وجود ملاجئ ضد القنابل في جميع المنازل والمباني السكنية والصناعية، ورغم ذلك، يمكن لعدة منازل أو مبانٍ سكنية مشاركة ملجأ واحد.
أما بالنسبة للمشرّدين، فقد أنشأت منظمة “غاغون” غير الحكومية في عام 1986 أول مأوى مؤقت للمشردين لتلبية احتياجاتهم، ولاحقًا اندمجت مع منظمة “لاسوفا”، مما أسفر عن وجود 13 مأوى للمشردين حاليًا في تل أبيب.
المناطق العربية
في المقابل، تعاني المناطق العربية داخل الخط الأخضر من نقص في الجهوزية لتحمّل الرشقات الصاروخية، وذلك نتيجة الإهمال، سواء من ناحية عدم توفير الملاجئ الكافية أو التمييز الواضح في منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، التي تتعامل مع البلدات العربية كمناطق مفتوحة، أي مستثناة من الحماية في أوقات الطوارئ، فضلًا عن استهتار المواطنين العرب بتعليمات الجبهة الداخلية.
وقبل يومين، أصاب صاروخ إيراني، لم تتصدى له الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مبنىً بشكل مباشر في مدينة طمرة، إحدى مدن الجليل، ما أدى إلى مقتل أربع سيدات من عائلة واحدة وجرح العديد.
وعن ذلك، قال رئيس بلدية طمرة لشبكة “سي إن إن” إن 40% فقط من سكان البلدة، البالغ عددهم 37 ألف نسمة، لديهم غرف آمنة أو ملاجئ صالحة للاستخدام. وأوضح أن البلدة تفتقر إلى المخابئ أو الملاجئ العامة التي تُعتبر منتشرة في معظم المدن والبلدات الإسرائيلية.
وأضاف أنه، وفي أعقاب الهجمات الإيرانية، قررت البلدية فتح المنشآت التعليمية في طمرة لتُستخدم كملاجئ لأولئك الذين لا يشعرون بالأمان في منازلهم. وقال أبو رومي: “لم تموّل الحكومة يومًا بناء الملاجئ في بلدتنا، لأن لديهم أولويات أخرى”.
الملاجئ حول العالم.. لا معايير ثابتة
تعتمد دول العالم معايير غير موحّدة فيما يتعلق بالملاجئ، نظرًا لاختلاف تقييم التهديدات الأمنية والقدرات الاقتصادية والبنية التحتية، بالإضافة إلى الأطر التنظيمية المعمول بها. وفي دول أخرى مثل إيران ولبنان واليمن، تستعين السلطات بمحطات المترو والمدارس لاستخدامها كملاجئ، حيث لا توجد غرف محصنة لحماية المدنيين رغم أنها مناطق نزاع.
وتختلف كذلك معايير بناء الغرف المحصنة من حيث التصميم ومدى الانتشار والقدرة الاستيعابية لتغطية كامل أراضي الدولة. فعلى سبيل المثال، تضم سويسرا أكثر من 370,000 ملجأ نووي، وهو عدد يكفي لإيواء كل فرد من سكانها.
أما في أوبيدوم، بالقرب من براغ، فهناك ملجأ نووي يعد من أكثر المشاريع سرّية، حيث تم تطويره في الثمانينيات بالتعاون بين الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا (التي أصبحت اليوم الجمهورية التشيكية وسلوفاكيا). ويُعتبر هذا الملجأ الآن أكبر ملجأ تحت الأرض في العالم، وقد جُدد ليشمل حمام سباحة ومنصة لهبوط المروحيات ونظام دفاع متطور.