اختر منطقتك 
انطلقت في الكويت يوم الاثنين الموافق 2 ديسمبر 2024 فعاليات تمرينين عسكريين رئيسيين، هما “درع السماء 2025” و”اتحاد 25″، بمشاركة قوات من دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. يهدف هذان التمرينان إلى تعزيز التعاون العسكري الإقليمي ورفع مستوى الجاهزية القتالية للقوات المشاركة، خاصة في مجال الدفاع الجوي والأمن البحري. وتأتي هذه التطورات في سياق الجهود المستمرة لتعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
يشارك في تمرين درع السماء 2025 سلاح الدفاع الجوي الكويتي، بالإضافة إلى سلاح الدفاع الجوي الصاروخي من قوة دفاع البحرين، والقوة البرية الأمريكية، والبعثة العسكرية البريطانية. ومن المقرر أن يستمر التمرين حتى العاشر من ديسمبر الجاري، ويركز على التدريب المشترك وتبادل الخبرات في مجال الدفاع الجوي. أما تمرين اتحاد 25 فيجري في قاعدة محمد الأحمد البحرية ويضم القوة البحرية الكويتية والقوات البحرية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمانة العامة للمجلس، ويستمر حتى الخامس عشر من ديسمبر.
أهمية تمرين درع السماء 2025 في تعزيز القدرات الدفاعية
أكدت وزارة الدفاع الكويتية أن تمرين “درع السماء 2025” يندرج ضمن سلسلة من البرامج التدريبية والتمارين العسكرية المجدولة مع الدول الشقيقة والصديقة. تهدف هذه البرامج إلى تطوير مهارات القوات المسلحة الكويتية وزيادة قدرتها على التعامل مع مختلف التهديدات الجوية المحتملة. وتشمل هذه التهديدات الطائرات بدون طيار، والصواريخ الباليستية، والطائرات الحربية.
أهداف التمرين ومجالات التعاون
يركز التمرين على توحيد المفاهيم العسكرية وتبني إجراءات موحدة للتعامل مع التهديدات الجوية. كما يهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين القوات المشاركة في عمليات الدفاع الجوي المشتركة. وتشمل مجالات التعاون تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتخطيط وتنفيذ العمليات، وتوفير الدعم اللوجستي.
بالإضافة إلى ذلك، يتيح التمرين الفرصة للقوات المشاركة للتدرب على استخدام أحدث التقنيات والأسلحة في مجال الدفاع الجوي. ويساعد ذلك على تحسين دقة وكفاءة أنظمة الدفاع الجوي، وزيادة قدرتها على اعتراض وتدمير الأهداف الجوية. وتعتبر هذه التكنولوجيا ذات أهمية متزايدة في ظل التطورات السريعة التي تشهدها التهديدات الجوية الحديثة.
تمرين اتحاد 25: تعزيز الأمن البحري الإقليمي
يأتي تمرين “اتحاد 25” في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن البحري في منطقة الخليج العربي. ويشارك في التمرين قوات بحرية من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى الأمانة العامة للمجلس. ويهدف التمرين إلى تطوير قدرات القوات البحرية المشاركة في حماية المصالح الوطنية في المياه الاقتصادية، والدفاع عن البحر الإقليمي.
التركيز على العمليات البحرية المشتركة
يركز التمرين على توحيد المفاهيم العملياتية وتعزيز التكامل في تنفيذ المهام البحرية المشتركة. وتشمل هذه المهام مكافحة القرصنة، والبحث والإنقاذ، وحماية خطوط الملاحة البحرية، والرد على التهديدات البحرية الأخرى. ويساعد التمرين على تحسين التنسيق والتعاون بين القوات البحرية المشاركة في هذه المهام.
علاوة على ذلك، يهدف التمرين إلى تطوير قدرات التخطيط الميداني ورفع كفاءة القوات البحرية المشاركة في إدارة العمليات البحرية. ويشمل ذلك التدريب على استخدام أحدث التقنيات في مجال الاستشعار البحري، والملاحة، والاتصالات. كما يركز على تطوير مهارات القادة والضباط في اتخاذ القرارات السريعة والصحيحة في المواقف الصعبة. وتشير التقارير إلى أن التمارين البحرية المشتركة تساهم بشكل كبير في تحسين القدرات القتالية للقوات المشاركة.
وتشهد المنطقة الخليجية توترات متزايدة، بما في ذلك التهديدات التي تشكلها الجماعات المسلحة والتدخلات الخارجية. لذلك، فإن تعزيز التعاون العسكري والأمني بين دول المجلس يعتبر أمراً ضرورياً للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وحماية المصالح الوطنية. تمرين درع السماء وتمرين اتحاد 25 هما مثالان على هذه الجهود.
التعاون العسكري بين الكويت ودول الخليج والولايات المتحدة والمملكة المتحدة ليس جديداً، بل هو جزء من استراتيجية أمنية شاملة تهدف إلى مواجهة التحديات المشتركة. وتشمل هذه الاستراتيجية تبادل الزيارات والتدريبات العسكرية، وتوفير الدعم اللوجستي، والتعاون في مجال الاستخبارات. الأمن الإقليمي يعتمد بشكل كبير على هذه الشراكات الاستراتيجية.
من المتوقع أن تستمر هذه التمارين العسكرية في المستقبل، مع زيادة التركيز على تطوير القدرات في مجال الدفاع السيبراني ومكافحة الإرهاب. كما من المحتمل أن تشهد التمارين مشاركة المزيد من الدول الصديقة، بهدف تعزيز التعاون الأمني الإقليمي. سيراقب المراقبون عن كثب نتائج هذه التمارين وتأثيرها على القدرات الدفاعية للقوات المشاركة، بالإضافة إلى أي تطورات جديدة في الوضع الأمني الإقليمي.
