انطلقت فعاليات النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في قطر اليوم، الثلاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2025، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات. تنظم القمة شركة “إنسبايرد مايندز” بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطرية، وتستمر لمدة يومين تحت شعار “نبني معا مستقبل الذكاء الاصطناعي”. وتهدف القمة إلى تعزيز الحوار حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على مختلف القطاعات.
شهد حفل الافتتاح حضورًا بارزًا، ضمّ سعود بن عبد الرحمن بن حسن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الدفاع، بالإضافة إلى محمد بن علي المناعي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ويشارك في القمة نخبة من الخبراء والمسؤولين وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم لمناقشة أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.
القمة العالمية للذكاء الاصطناعي: رؤية قطر نحو التحول الرقمي
أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطري، محمد بن علي المناعي، أن استضافة القمة تعكس التزام قطر بتطوير اقتصاد رقمي متنوع. وأضاف أن الدولة لا تعتبر الذكاء الاصطناعي مجرد خيار تقني، بل ضرورة استراتيجية لمستقبل الاقتصاد والمجتمع والقطاعات الحكومية المختلفة، بما في ذلك قطاع الطاقة. وتسعى قطر لتكون مركزًا إقليميًا وعالميًا رائدًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
من جانبها، أعربت سارة بورتر، الرئيس التنفيذي ومؤسسة شركة “إنسبايرد مايندز”، عن سعادتها بالعودة إلى الدوحة لتنظيم النسخة الثانية من القمة. وأشارت إلى أن قطر أثبتت في فترة قصيرة قدرتها على جمع صانعي السياسات ورواد الأعمال والباحثين من الشرق والغرب، مما يعزز تبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال الحيوي.
إعلانات ومشاريع رئيسية في القمة
شهد حفل الافتتاح الإعلان عن إطلاق شركة “كاي” (Qai)، وهي الشركة الوطنية للذكاء الاصطناعي التابعة لجهاز قطر للاستثمار. يهدف هذا الإعلان إلى دعم تطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطر. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق نموذج محدث من نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي العربي “فنار 2.0″، والذي طوره معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة. ويعتبر “فنار 2.0” خطوة مهمة نحو تعزيز المحتوى العربي الرقمي.
افتتحت القمة أيضًا جناحًا خاصًا بقطر، يعرض مجموعة من المشاريع الوطنية المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي. يشارك في هذا الجناح أكثر من 20 مشروعًا مبتكرًا من مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وهيئة الأشغال العامة، ومتاحف قطر، والأمانة العامة لمجلس الوزراء. كما يضم الجناح 24 شركة ناشئة محتضنة ضمن مبادرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقعت القمة عددًا من اتفاقيات جديدة مع شركات عالمية مرموقة، وذلك في إطار البرنامج الحكومي للذكاء الاصطناعي. تهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي وتبادل الخبرات والتكنولوجيا.
مسارات القمة ومناقشاتها
تتضمن القمة أربعة مسارات رئيسية تغطي جوانب مختلفة من الذكاء الاصطناعي. يشمل المسار الأول، “المنصة الرئيسية”، مناقشات حول الذكاء الاصطناعي المتقدم والسياسات والتشريعات ذات الصلة، بالإضافة إلى بنية الجيل القادم من التقنيات الذكية. ويركز المسار الثاني، “تسريع تبني الذكاء الاصطناعي”، على تعزيز نشر التطبيقات الذكية ودراسة الحالات العملية في المؤسسات والشركات.
أما المسار الثالث، “الجلسات التقنية المتقدمة”، فهو مخصص للتقنيات البحثية والأكاديمية واستعراض أحدث الابتكارات. بينما يتناول المسار الرابع، “حدود الذكاء الاصطناعي العالمية”، إطلاق قدرات الذكاء الاصطناعي والمسارات الخاصة بالذكاء الاصطناعي المسؤول. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن القمة “هاكاثون” متخصصًا في تقنيات الصحة بالتعاون مع جامعة قطر، مما يعزز الابتكار في هذا القطاع الهام.
تستمر القمة في يومها الثاني بمجموعة واسعة من الجلسات المتخصصة وورش العمل التفاعلية التي تجمع الخبراء والمبتكرين ورواد الأعمال. ومن المتوقع أن تسهم هذه الجلسات وورش العمل في تعزيز المعرفة والخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحديد الفرص والتحديات التي تواجه هذا المجال.
من المقرر أن تعلن القمة عن توصياتها الرئيسية في ختام فعالياتها غدًا. وستركز هذه التوصيات على سبل تعزيز التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتسريع تبني التقنيات الذكية، وضمان الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي. يبقى أن نرى كيف ستترجم هذه التوصيات إلى سياسات وبرامج عملية على أرض الواقع، وما هي الخطوات التالية التي ستتخذها قطر لتعزيز مكانتها كمركز رائد في مجال الذكاء الاصطناعي.













