وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكلٍ أحادي وقفًا لإطلاق النار لمدة 30 ساعة يوم السبت، في حين أكدت أوكرانيا استعدادها للرد الإيجابي على أي هدنة حقيقية. لكن الاتهامات المتبادلة سرعان ما عادت، حيث تبادل الطرفان الاتهام بخرق الهدنة الروسية.
وفي تصريح لإذاعة فرانس إنفو (FranceInfo)، قال بارو إن بوتين “أعلن الهدنة بشكلٍ مفاجئ نسبيًا، في خطوة تهدف لتجميل صورته، واسترضاء الرئيس ترامب، الذي بدأ يُظهر نفاد صبره تجاه تعثر جهود السلام في أوكرانيا”. وأضاف: “كانت هدنة الفصح عملية تسويقية، محاولة سحرية هدفها تفادي غضب ترامب”.
وفي اليوم التالي، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى هدنة لمدة 30 يومًا تشمل وقف الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ طويلة المدى على البنية التحتية المدنية. وردًا على ذلك، قال بوتين يوم الاثنين إن كييف تحاول “الاستحواذ على زمام المبادرة”، مشيرًا إلى أن “علينا التفكير مليًا وتقييم نتائج الهدنة بعناية”.
وكان الرئيس الروسي قد ربط سابقًا أي وقف شامل لإطلاق النار بوقف إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، وإنهاء جهود التعبئة العسكرية فيها، وهي شروط ترفضها كييف.
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن بوتين أعلن وقف إطلاق النار لمناشدة إدارة ترامب التي تدفع باتجاه السلام في أوكرانيا، وهددت بالابتعاد عن جهودها ما لم تظهر بوادر تقدم بين موسكو وكييف.
دبلوماسية متعددة الأطراف
وبعد دخول إدارة ترامب في قلب مسار المفاوضات، عقدت كل من فرنسا وألمانيا وأوكرانيا وبريطانيا والولايات المتحدة أول اجتماع مشترك لها الأسبوع الماضي في باريس، وذلك لأول مرة منذ تولي ترامب الرئاسة، لمناقشة سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وبحسب الجدول الدبلوماسي، من المقرر أن تستضيف لندن هذا الأسبوع جولة ثانية من المحادثات بحضور مسؤولين من الدول الأربع، من بينهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
وفي معرض حديثه، كشف الوزير الفرنسي أن الدول الأوروبية أبلغت واشنطن بشكلٍ واضحٍ بما وصفه بـ”الخطوط الحمر” التي لا يمكن تجاوزها في أي اتفاق سلام محتمل بين موسكو وكييف. وقال بارو: “الهدف الوحيد الذي يعنينا هو حماية المصالح الفرنسية والأمن الأوروبي”.
من جهته، صرّح ترامب الأسبوع الماضي بأن مفاوضات السلام “بلغت ذروتها”، مؤكدًا أن “لا أحد من الطرفين يتلاعب به” في سعيه لإنهاء الحرب. وفي منشور له على وسائل التواصل يوم الأحد، أعرب عن أمله في أن “تتوصل موسكو وكييف إلى اتفاق هذا الأسبوع”.
أما المفوضية الأوروبية، فعقّبت على الهدنة الروسية ببيان مقتضب يوم الثلاثاء، جاء فيه: “يجب أن نحكم على روسيا من أفعالها، والأفعال تشير إلى أن روسيا تواصل قصف وقتل الأبرياء”.
وقبل أقل من 24 ساعة على انتهاء الهدنة، تعرّضت مدينة أوديسا الساحلية جنوب أوكرانيا لهجوم جوي جديد شنّته طائرات مسيّرة روسية، وفق ما أفادت به السلطات المحلية يوم الثلاثاء.
وأوضح أوليه كيبر، رئيس الإدارة الإقليمية في أوديسا، عبر قناته على “تليغرام”، أن الهجوم طال مبنى سكنيًا في منطقة مكتظة، إضافة إلى منشآت مدنية وتعليمية، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص.