استهدفت الحملة الوطنية الباكستانية الثانية لهذا العام ضد شلل الأطفال تحصين نحو 45 مليون طفل على مدار أسبوع كامل، وفق ما أفاد به مسؤولون صحيون.
ورغم التقدم المُحرز، لا تزال باكستان وأفغانستان الجارتان تشكلان آخر معاقل الفيروس على مستوى العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية، مما يُبقي التحدي قائماً أمام القضاء التام على هذا المرض.
ومنذ مطلع العام، سُجلت ست حالات إصابة بشلل الأطفال في باكستان، مقارنةً بـ74 حالة العام الماضي، في ارتفاع حاد بعدما كانت البلاد قد أعلنت عن حالة واحدة فقط في عام 2021، ما يعكس التقلبات في جهود احتواء المرض.
في هذا السياق، دعا وزير الصحة الباكستاني، مصطفى كمال، الأهالي إلى التعاون مع فرق التلقيح الميدانية التي تجوب الأحياء والقرى لتطعيم الأطفال في منازلهم، مؤكداً أن المشاركة المجتمعية أساسية لإنجاح الحملة.
غير أن هذه الجهود تصطدم بمعوقات أمنية خطيرة. فغالباً ما يتعرض العاملون الصحيون لهجمات من قبل متشددين يروجون لمزاعم زائفة تزعم أن حملات التطعيم جزء من مؤامرة غربية تهدف إلى تعقيم الأطفال المسلمين.
وفي حادثة وقعت يوم الاثنين، قتلت الشرطة أحد المتشددين بعد أن فتح النار على عناصر أمن كانت تحرس فرق التطعيم في منطقة عزام وارسك بإقليم خيبر بختونخوا، بحسب ما أكده قائد الشرطة المحلية علمجير محسود، مضيفًا أن أفراد الشرطة لم يصابوا بأذى.
يُذكر أن أكثر من 200 من العاملين في حملات التطعيم وأفراد الأمن المرافقين لهم لقوا حتفهم في هجمات مماثلة منذ تسعينيات القرن الماضي، ما يعكس التحديات الجسيمة التي تواجهها باكستان في سعيها لإنهاء شلل الأطفال نهائياً.