احتفلت سوريا اليوم، الاثنين 8 ديسمبر 2025، بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، في مناسبة تاريخية أطلق عليها السوريون اسم “ذكرى النصر والتحرير”. وشملت الاحتفالات العاصمة دمشق وعدداً من المدن والمحافظات السورية، وتضمنت عروضاً عسكرية ومسيرات شعبية حاشدة، تعبيراً عن الفرحة بتحقيق هذا الإنجاز بعد سنوات طويلة من الصراع. وتأتي هذه الذكرى في ظل تحديات كبيرة تواجه البلاد، بما في ذلك إعادة الإعمار والتعامل مع ملفات اللاجئين والمعتقلين.
ذكرى النصر والتحرير: عام على سقوط نظام الأسد
تعتبر ذكرى سقوط نظام بشار الأسد، الذي حدث في 8 ديسمبر 2024، نقطة تحول حاسمة في تاريخ سوريا الحديث. فقد أنهت هذه الخطوة أكثر من خمسة عقود من حكم حزب البعث، الذي اتسم بالقمع والفساد والانتهاكات لحقوق الإنسان. ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، أدت الحرب الأهلية السورية إلى مقتل أكثر من 300 ألف مدني، وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.
الاحتفالات في دمشق وحلب واللاذقية
شهدت العاصمة دمشق مسيرات حاشدة وفعاليات شعبية، بالإضافة إلى عرض عسكري للجيش السوري الجديد. وقد شارك الرئيس السوري أحمد الشرع في مراسم الاحتفال، وأدى صلاة الظهر في الجامع الأموي، في إشارة إلى وحدة الدولة والمجتمع.
وفي حلب، أقيم عرض عسكري ضخم شارك فيه عناصر من الجيش السوري الجديد، مع استعراض للمركبات القتالية والمدرعات والصواريخ. وقد شهدت الفعاليات حضوراً جماهيرياً كبيراً، يعكس مدى الفرحة التي تعيشها المدينة بتحقيق التحرير.
أما في اللاذقية، فقد اتخذت الاحتفالات طابعاً رمزياً، حيث خرج آلاف المواطنين للمشاركة في الفعاليات الشعبية والعروض الفنية. وتأتي هذه الاحتفالات في مدينة كانت تعاني من قبضة أمنية خانقة خلال فترة حكم النظام السابق.
التحديات التي تواجه سوريا الجديدة
على الرغم من الفرحة بتحقيق التحرير، لا تزال سوريا تواجه تحديات كبيرة. وتشمل هذه التحديات إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة، والتعامل مع ملفات اللاجئين والنازحين، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم التي ارتكبت خلال سنوات الحرب. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الحكومة السورية الجديدة تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، تتطلب جهوداً مضاعفة لتحقيق الاستقرار والتنمية.
وتشير التقارير إلى أن الاقتصاد السوري يعاني من تدهور كبير، مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر. كما أن هناك نقصاً حاداً في الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية.
الوضع السياسي والمستقبل
بعد سقوط نظام الأسد، تشكلت حكومة انتقالية برئاسة أحمد الشرع، وهي تعمل على وضع دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وتواجه الحكومة الانتقالية ضغوطاً كبيرة من مختلف الأطراف السياسية، بما في ذلك قوى المعارضة والمجتمع الدولي.
وتعتبر قضية المعتقلين من أهم القضايا التي تواجه الحكومة الانتقالية. فقد تشير التقديرات إلى وجود عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام السابق، وتعاني عائلاتهم من آلام الفقد والقلق.
من المتوقع أن تشهد سوريا في الأشهر القادمة تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية مهمة. وستركز الحكومة الانتقالية على إنجاز الدستور الجديد وإجراء الانتخابات، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات لإعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من المخاطر والتحديات التي قد تعيق عملية الانتقال، بما في ذلك استمرار العنف والتطرف، وتدخل القوى الخارجية في الشؤون السورية.
وسيظل المجتمع الدولي يراقب الوضع في سوريا عن كثب، ويقدم الدعم والمساعدة للحكومة الانتقالية والشعب السوري.













