شهدت المدن السورية احتفالات واسعة النطاق في الثامن من ديسمبر 2025، بمناسبة مرور عام على التغيير السياسي الذي أطاح بنظام الرئيس بشار الأسد. وخرج مئات الآلاف إلى الساحات العامة في دمشق وحلب وحمص واللاذقية وإدلب ومدن أخرى، معبرين عن فرحتهم بهذه المناسبة التاريخية، ومؤكدين على أهمية الوحدة الوطنية في بناء مستقبل أفضل لسوريا. وتعد هذه الاحتفالات بمثابة علامة فارقة في تاريخ البلاد، بعد سنوات طويلة من الصراع والاضطرابات.
وتنوعت مظاهر الاحتفال بين رفع الأعلام السورية، وإطلاق الألعاب النارية، وتنظيم المسيرات والفعاليات الثقافية والفنية. وقد شارك في هذه الاحتفالات مختلف شرائح المجتمع السوري، بمن فيهم الشباب والنساء وكبار السن، تعبيراً عن إرادتهم في التغيير والأمل في مستقبل مشرق. كما شهدت مدن عربية وعالمية فعاليات تضامنية مع الشعب السوري، تعكس الاهتمام الدولي بهذه التطورات.
الاحتفالات بـ”سقوط النظام” تجتاح المدن السورية
بدأت الاحتفالات في وقت مبكر من يوم الثامن من ديسمبر، وتمركزت في الساحات الرئيسية للمدن السورية. في دمشق، امتلأت ساحة الأمويين بجموع غفيرة من المحتفلين، الذين عبروا عن سعادتهم بانتهاء حقبة طويلة من الخوف والقمع. ورفعت الأعلام السورية في كل مكان، وردد المحتفلون هتافات تدعو إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وفي حلب، شهدت ساحة سعد الله الجابري تجمعاً كبيراً من السكان، الذين احتفلوا بمرور عام على تحرير المدينة من سيطرة النظام. وأقيمت في الساحة فعاليات فنية وثقافية، وعروض موسيقية، ومواكب شعبية، تعكس فرحة المدينة بهذا الإنجاز التاريخي. كما شهدت حمص واللاذقية وإدلب فعاليات مماثلة، حيث خرج السكان إلى الشوارع والساحات العامة للاحتفال بهذه المناسبة.
أجواء من الفرح والوحدة الوطنية
تميزت الاحتفالات بأجواء من الفرح والوحدة الوطنية، حيث شارك فيها مختلف شرائح المجتمع السوري، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو السياسية. وقد عبر المشاركون عن أملهم في بناء سوريا جديدة، تقوم على مبادئ الديمقراطية والعدالة والمساواة. وشددوا على أهمية التسامح والمصالحة الوطنية، من أجل تجاوز الماضي وبناء مستقبل أفضل للجميع.
وشهدت الاحتفالات أيضاً مشاركة واسعة من الشباب السوري، الذين لعبوا دوراً محورياً في التغيير السياسي الذي شهدته البلاد. وقد عبر الشباب عن طموحاتهم في بناء سوريا حديثة، تتمتع بالحرية والديمقراطية والازدهار الاقتصادي. كما أكدوا على أهمية التعليم والتنمية، من أجل تمكين الشباب من لعب دور فعال في بناء مستقبل البلاد.
تداعيات “سقوط النظام” على مستقبل سوريا
يمثل مرور عام على التغيير السياسي في سوريا مناسبة مهمة لتقييم التطورات التي شهدتها البلاد، والنظر في التحديات التي تواجهها في المرحلة المقبلة. فقد شهدت سوريا تحولات كبيرة في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والمجتمع. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها، من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار.
وتشمل هذه التحديات إعادة بناء المؤسسات الدولة، وتحقيق العدالة الانتقالية، ومعالجة الانقسامات الاجتماعية والسياسية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية. ويتطلب التغلب على هذه التحديات جهوداً مشتركة من جميع الأطراف السورية، بالإضافة إلى دعم المجتمع الدولي. وتعتبر عملية المصالحة الوطنية من أهم الأولويات في المرحلة المقبلة، من أجل تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الوضع الإقليمي والدولي يلعب دوراً مهماً في مستقبل سوريا. فقد شهدت المنطقة تطورات متسارعة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الصراعات والتدخلات الخارجية. ويتطلب التعامل مع هذه التطورات اتباع سياسة خارجية حكيمة ومتوازنة، تهدف إلى حماية مصالح سوريا وتعزيز علاقاتها مع الدول الأخرى.
وفي سياق متصل، تشير التقارير إلى أن هناك جهوداً جارية لإعادة اللاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم. ويعتبر هذا الأمر من أهم التحديات الإنسانية التي تواجه سوريا، ويتطلب توفير الظروف المناسبة لعودة آمنة وكريمة للاجئين والنازحين. ويشمل ذلك توفير السكن والخدمات الأساسية وفرص العمل، بالإضافة إلى ضمان الأمن والاستقرار.
من المتوقع أن تشهد سوريا في الأشهر المقبلة تطورات مهمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وستركز الحكومة الجديدة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة، وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، وتعزيز الوحدة الوطنية. كما ستعمل على بناء علاقات جيدة مع الدول الأخرى، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتحقيق التنمية المستدامة. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من المخاطر والتحديات التي قد تعيق مسيرة التغيير والإصلاح، بما في ذلك التدخلات الخارجية والتطرف والإرهاب.












