أسامة دياب
أكد السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه غوفان عمق وقوة ومتانة العلاقات الفرنسية-الكويتية، واصفا إياها بالتاريخية والمتجذرة.
ولفت في مجمل كلمة ألقاها خلال حفل تعارف أقامه السفير الفرنسي في مقر إقامته بحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام إلى أن اللآلئ الكويتية كانت تحظى بتقدير كبير من قبل صناع المجوهرات في «الشانزليزيه» في أوائل القرن العشرين، ما ساهم في نجاح العلامة التجارية الفرنسية الشهيرة كارتييه.
وبين أنه مع اكتشاف النفط، أصبحت الكويت فيما بعد موردا رئيسيا للطاقة إلى فرنسا، حيث احتلت المرتبة الرابعة بين أكبر مورديها في الستينيات، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين تقوم على الثقة والاحترام المتبادل والتضامن الثابت.
وأضاف أوليفييه غوفان أن «العلاقة بين فرنسا والكويت تتميز بالالتزام السياسي والعسكري القوي من جانب فرنسا، حيث اعترفت بدولة الكويت بعد شهرين فقط من إعلان استقلالها في عام 1961، وبإرسال قوات فرنسية كجزء من التحالف الدولي خلال حرب الخليج في عام 1991. وعبّر عن امتنانه الصادق للشعب الكويت على حسن الاستقبال والضيافة الاستثنائي، مشيرا إلى أن أهل الكويت أكثر دفئا من جوها، موضحا أن تمثيل فرنسا في الكويت شرف كبير، مشيرا إلى أنه سيكرس كل طاقته لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين لضمان ثرائها وتنوعها، عبر القطاعات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية».
وأعرب السفير عن طموحه لتعزيز التبادل الأكاديمي، وزيادة عدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في فرنسا، شارحا «لقد درس العديد من الكويتيين، الخبراء المعترف بهم في مجالات مثل العلوم والقانون والأمن والعلاقات الدولية أو العلوم الإنسانية، في فرنسا ويتحدثون عن كيف كانت هذه التجربة بمنزلة أصل قيم في حياتهم المهنية، وأنا معجب بالعدد الكبير من المتحدثين بالفرنسية في الكويت، والذين غالبا ما أكتشفهم بالصدفة في المحادثات، خاصة في الديوانيات».
وذكر أن عدد الطلبة الفرنسيين والأوروبيين يتزايد في الكويت للتدريب المكثف على تعلم اللغة العربية الفصحى واللهجة الكويتية، من خلال مؤسسات مثل المركز الفرنسي لأبحاث شبه الجزيرة العربية (CEFREPA)، لافتا إلى أن تكثيف هذه التبادلات الطلابية يبني روابط طويلة الأمد تجسد وتثري العلاقة بين بلدينا، وتخلق قصصا مشتركة وصداقات عميقة ودائمة، قائلا «إن خريجينا الكويتيين والفرنسيين هم سفراء نموذجيون للصداقة التي توحد بلدينا».
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد السفير التزامه بمواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيرا إلى انه مع وجود أكثر من ثلاثين شركة في الكويت، تعد فرنسا الشريك الاقتصادي الأوروبي الرائد للبلاد، عبر قطاعات مثل الدفاع والطاقة والضيافة والرعاية الصحية والبنية التحتية والأغذية الزراعية والسلع الفاخرة.
وأضاف أن شركاتهم تعرض التميز والخبرة الفرنسية، مؤكدا على اهتمام المجموعات الفرنسية بمشاريع التنمية في الكويت ضمن خطة «الكويت الجديدة ـ رؤية 2035»، حيث تقدم الشركات الفرنسية حلولا مبتكرة في مجالات مثل الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والنقل والاقتصاد المستدام وإدارة التحديات المتعلقة بالمناخ.
وعن التعاون في المجال الصحي، بعد ارتفاع أعداد المرضى المبتعثين للعلاج في بلاده، كشف عن زيارة قام بها مسؤولون من مستشفى غوستاف روسي الأسبوع الماضي لمستشفى جابر، وهم على تواصل مستمر مع السلطات الصحية الكويتية، متوقعا الوصول إلى نتائج إيجابية قريبا.
وفي ختام كلمته، أشاد السفير أوليفييه غوفان بالجودة العالية للصحافة والإعلام في الكويت، قائلا «في سياق تتحدى فيه الأخبار المزيفة بيئة المعلومات لدينا، فإن التزامكم بالمعلومات الموثوقة والعالية الجودة لا يقدر بثمن، وأعلم أنني أستطيع الاعتماد هنا على الصحافيين ذوي الاحترافية التي لا تشوبها شائبة، وأنا ممتن لعملكم ومقالاتكم الثاقبة، التي توفر للجمهور الكويتي رؤية واضحة لفرنسا».