- مبارك الساير: مجموعة الساير تعمل كجسر يربط بين البلدين في مجالات الابتكار والدقة والجودة وندعو إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم والصحة والطاقة
أسامة دياب
أقام السفير الياباني لدى البلاد موكاي كينيتشيرو فعالية «ديوانية الأعمال اليابانية – الكويتية» في مقر إقامته، بحضور مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير سميح جوهر حيات، ونخبة من كبار رجال الأعمال الكويتيين، إضافة إلى ممثلين عن القطاعين العام والخاص.
وأعرب السفير كينيتشيرو عن اعتزازه بالحضور، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تمثل منصة مهمة لتبادل الأفكار وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
وأكد أهمية إعادة تفعيل «لجنة الأعمال اليابانية – الكويتية» على المستوى الحكومي، في ظل ما وصفه بمرحلة تحول جديدة في العلاقات الاقتصادية الثنائية.
ودعا السفير إلى تعزيز التعاون في مجالات التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية، مشيرا إلى أن اليابان تعد من أبرز الوجهات الجاذبة للاستثمارات، إذ بلغت قيمة الاستثمارات الرأسمالية اليابانية نحو 700 مليار دولار أميركي في عام 2023.
وسلط الضوء على أهمية معرض «إكسبو كانساي – أوساكا»، الذي انطلق في أبريل الجاري ويستمر لمدة 6 أشهر، باعتباره منصة مثالية لتشجيع الاستثمارات الكويتية، لاسيما في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مستعرضا بعض الابتكارات اليابانية المعروضة، مثل أجهزة إنتاج الهيدروجين في درجة حرارة الغرفة، وتقنيات امتصاص وانبعاث ثاني أكسيد الكربون، وأجهزة إنتاج الوقود الصناعي، إذ إن هذه التقنيات تدعم طموحات الكويت نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفقا لخطة الطاقة الوطنية.
وتحدث عن التقدم الياباني في مجال الطاقة الشمسية، مشيرا إلى خلايا «بيروفسكايت» الشمسية التي تطورها شركة باناسونيك، والتي تمتاز بفعاليتها وقابليتها للتركيب على النوافذ، وتستخدمها «تويوتا» في سيارات تشحن أثناء القيادة، ما يجعلها مناسبة للبيئة الكويتية.
وفي مجال الرعاية الصحية، شدد على إمكانات الطب التجديدي الياباني باستخدام خلايا الـ IPS، داعيا المستثمرين الكويتيين إلى استكشاف هذه التقنيات ودعم توطينها في الكويت.
وتناول كينيتشيرو الدور المحوري للشركات اليابانية في البنية التحتية الكويتية، مثل ميتسوبيشي، توشيبا، وJERA، في مشاريع تشمل محطات الكهرباء في الصبية والزور والدوحة.
وأوضح أن هذه المشاريع تمثل مساهمات نوعية لتحسين مستوى المعيشة في الكويت، لكنه أشار إلى تحديات مثل بطء نظام المناقصات وتأخر تنفيذ المشاريع، داعيا إلى تحسين بيئة الأعمال وتقديم دعم أكبر من الجهات المعنية، كاشفا عن جهود جارية للتوصل إلى اتفاق يسمح باستيراد لحم «الواغيو» الياباني إلى الكويت خلال الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى زيارة مرتقبة من شركة «Masuyamiso» المتخصصة في إنتاج «الميسو»، ما يفتح آفاقا جديدة للتعاون في قطاع الطهي.
وأكد السفير التزام السفارة بدعم رجال الأعمال الكويتيين في استكشاف التكنولوجيا والمنتجات اليابانية، معربا عن أمله في أن تصبح الكويت مركزا إقليميا لتبني الابتكارات اليابانية، خصوصا في السعودية والإمارات.
من جانبه، استعرض عضو مجلس الإدارة التنفيذي في مجموعة الساير مبارك ناصر الساير تاريخ العلاقة المميزة مع اليابان، مشيرا إلى أن مجموعة الساير كانت أول موزع لسيارات تويوتا في الشرق الأوسط في عام 1954، والثانية عالميا، بفضل رؤية مؤسسها الراحل ناصر محمد الساير.
وأشار إلى أن رحلته إلى اليابان، التي استلهمت من صورة لسيارة تويوتا في مجلة «ريدرز دايجست»، شكلت نقطة انطلاق لعلاقة راسخة مع اليابان، غرست في الأسرة احتراما عميقا للثقافة اليابانية وقيمها الأصيلة.
وأوضح أن هذه الشراكة الممتدة لأكثر من 71 عاما تجسدت في استيراد علامات تجارية يابانية مرموقة إلى السوق الكويتي، منها تويوتا، لكزس، هينو، هيتاشي، كاواساكي، يوكوهاما، أكاي، ساكاي، JCB وكانون، مؤكدا أن مجموعة الساير تعمل كجسر يربط بين البلدين في مجالات الابتكار والدقة والجودة.
وأكد أن دور المجموعة لم يقتصر على الجانب الاقتصادي بل شمل كذلك تعميق الروابط الثقافية، داعيا إلى تعزيز التعاون مع اليابان في مجالات التعليم، والصحة، والصناعة، والطاقة، والذكاء الاصطناعي، مطالبا بدعم حكومي يضمن استقرار العملات ويوفر بيئة تجارية جاذبة، تشجع على زيادة استثمارات البنوك والشركات اليابانية في الكويت.
وأشاد بريادة اليابان في التقنيات المستقبلية، مثل المركبات الهيدروجينية والكهربائية، والقطارات فائقة السرعة، والروبوتات، والطائرات بدون طيار، مشيرا إلى أن هذه التقنيات تسهم في تحقيق أهداف الحياد الكربوني التي تسعى الكويت إلى تحقيقها بحلول عام 2060، تماشيا مع رؤيتها الوطنية 2035.
واقترح الساير تحويل أسطول سيارات الأجرة في الكويت إلى مركبات كهربائية أو هيدروجينية، ما يسهم في تقليل استهلاك الوقود المحلي وزيادة صادرات النفط.
وفي ختام كلمته، أعرب عن أمله في تسهيل إجراءات السفر بين البلدين، داعيا الحكومة اليابانية إلى دراسة إمكانية منح تأشيرات دخول للكويتيين عند الوصول، مؤكدا التزام مجموعة الساير بالحفاظ على إرث الشراكة مع اليابان واستمرار التعاون للأجيال المقبلة.