- ثورة الاتصالات والمعلومات باتت المحرك الأساسي وأداة فاعلة في تشكيل الرأي العام
- الإعلام الرقمي بجميع أشكاله ومنصاته بات لاعباً محورياً في التأثير على مجريات الأحداث
- عبدالله آل حامد: الإمارات تسعى إلى تطوير منظومة إعلامية متطورة تواكب أحدث المستجدات
- ماضي الخميس: الإعلام لم يعد مجرد ناقل للخبر بل أصبح فاعلاً في تشكيل الوعي وصياغة الرأي
أسامة أبوالسعود
افتتح وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري مساء أمس الأول السبت فعاليات الملتقى الإعلامي العربي في نسخته الـ 20 والذي يعقد برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، ويستمر على مدى 3 أيام تحت شعار «تحديات الإعلام في ظل تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي» وتحل فيه الإمارات ضيف شرف.
وألقى وزير الإعلام كلمة نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، أكد فيها أن العالم يعيش زمنا استثنائيا يشهد تغيرات عميقة وتحولات متسارعة في المشهد الإعلامي وأن ثورة الاتصالات والمعلومات باتت المحرك الأساسي لتوجهات المجتمعات وأداة فاعلة في تشكيل الرأي العام وصياغة الوعي وتغيير أنماط التفاعل بين الأفراد والمؤسسات.
وأضاف أنه «في ظل هذا الواقع الجديد بات الإعلام الرقمي بجميع أشكاله ومنصاته لاعبا محوريا في التأثير على مجريات الأحداث ما يستدعي منا مواجهة التحديات برؤية إستراتيجية وكفاءة مهنية واستيعاب كامل للتحولات والاستعداد لمستقبل أكثر تعقيدا وتطورا بقدرات متجددة وأسس راسخة من القيم والمسؤولية».
وشدد المطيري على أن الكويت كانت ولاتزال منارة للإعلام العربي وبيئة حاضنة للفكر والإبداع وميدانا للحوار والانفتاح، وقد أولت القيادة السياسية الرشيدة الإعلام مكانة خاصة باعتباره ركيزة للتنمية ووسيلة للتنوير، فدعمت المؤسسات الإعلامية الوطنية وحرصت على ضمان حرية التعبير المسؤولة وواكبت التحولات الرقمية لتقديم إعلام وطني متجدد ومؤثر في ظل الدعم المستمر من قبل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وسمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء.
وتابع: «في هذا الإطار حرصت دولة الكويت على إطلاق عدد من المبادرات الإعلامية والثقافية الرائدة وتنظيم المؤتمرات والملتقيات وتعزيز البنية التحتية التقنية للإعلام، ومن أبرز هذه المبادرات مؤخرا إطلاق منصة (51) الإلكترونية التي وثقت تراث الكويت الفني والإعلامي وجعلته متاحا للأجيال الحاضرة واللاحقة في مزيج يجمع بين الأصالة والحداثة.
وأوضح أن اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 يمثل تتويجا لدورها المتواصل واعترافا عربيا مستحقا بإسهاماتها في دعم الحريات الإعلامية وتعزيز الهوية الثقافية وترسيخ القيم المهنية، وهو اختيار يتزامن مع هذه الدورة من الملتقى، ما يمنحه طابعا خاصا وزخما إضافيا لمواصلة رسالتنا الإعلامية برؤية متقدمة ومسؤولية جماعية.
وأعرب الوزير المطيري عن بالغ الاعتزاز باختيار دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ضيف شرف الملتقى لهذا العام وهو اختيار مستحق لدولة لها بصماتها الواضحة في مجال الإعلام العربي ونهجها الرائد في دعم المبادرات الإعلامية وتبني التقنيات الحديثة وصناعة المحتوى المتميز بما يعكس ريادتها في هذا القطاع الحيوي ويعزز من حضورها الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية.
ولفت إلى أن الملتقى الإعلامي العربي أصبح منصة مهمة لطرح القضايا الإعلامية وتبادل التجارب وتأتي هذه الدورة لتناقش تحديات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية وسبل صياغة أطر مهنية وتشريعية تواكب المتغيرات بكل احترافية.
من جهته، أكد رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام الشيخ عبدالله آل حامد ممثل الدولة ضيف شرف الملتقى في كلمته أن العلاقة بين الإمارات والكويت تمثل نموذجا أخويا فريدا تزداد عمقا ورسوخا مع مرور الزمن بفضل الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد. ولفت إلى أن هذه العلاقة تزدهر يوما بعد يوم وتمضي بثبات نحو آفاق أوسع من التعاون والتكامل في مختلف المجالات وعلى رأسها قطاع الإعلام بما يعكس عمق الروابط التاريخية ويجسد تطلعات الشعبين الشقيقين لمستقبل أكثر إشراقا وازدهارا بقيادة تدفع بعزم نحو التقدم والريادة.
وشدد على أن الإمارات تؤمن إيمانا راسخا بأن الإعلام شريك رئيسي في مسيرة التنمية والتطوير وأنه المرآة التي تعكس إنجازات الحاضر وتستشرف آفاق المستقبل، مشيرا إلى أنه ومن هذا المنطلق تسعى دولة الإمارات لتطوير منظومة إعلامية متطورة تواكب أحدث المستجدات العالمية وتقديم محتوى إعلامي متميز يعبر عن هويتها الإسلامية والعربية الراسخة ويعكس قيمها الإنسانية النبيلة وبما يضمن أن يكون الإعلام جسرا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
وأضاف: «لا يخفى عليكم حجم التحديات التي باتت تواجه وسائل الإعلام فمع التطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي وإن كان يحمل في طياته فرصا عظيمة للتواصل الإنساني ونشر المعرفة، إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل التحديات الناجمة عن تحويل البعض لهذه المنصات إلى أدوات تستخدم في بث الفرقة والكراهية ونشر الشائعات والأخبار المضللة واستهداف استقرار المجتمعات وتماسكها».
ودعا الشيخ آل حامد إلى استحداث منظومة تشريعية عربية مشتركة تمنع الاستخدامات السيئة لهذه المنصات وترسخ قيم المسؤولية المجتمعية وتحمي حرية التعبير وتحصنها من الابتذال والعبث.
ولفت إلى أن المنطقة العربية تمر بمرحلة مفصلية تتسم بتغيرات متسارعة وتحديات متشابكة تمس مختلف القطاعات، مشيرا إلى أن من أبرز هذه التحديات الانفتاح الهائل وغير المسبوق في الفضاء الرقمي والذي فرض واقعا جديدا يتطلب من المؤسسات الإعلامية مراجعة أدواتها وأساليب خطابها.
وقال الشيخ آل حامد إن دولة الإمارات تطلق قمة (بريدج) العالمية التي نسعى من خلالها إلى ترسيخ أطر التعاون والشراكات الدولية التي تسهم في بناء مستقبل إعلامي متطور يقوم على المعرفة والابتكار والقيم الإنسانية المشتركة، وذلك وفي إطار مساعي الدولة لبناء منظومة إعلامية تعزز الابتكار وتدعم الإعلام المسؤول في العصر الرقمي مضيفا أنه انسجاما مع هذه الرؤية سنعمل على أن تكون قمة بريدج منصة مستدامة تربط بين الشرق والغرب وتعزز التكامل الإعلامي وتواكب التحولات الرقمية لصياغة مستقبل إعلامي أكثر تأثيرا ومسؤولية.
ودعا حضور الملتقى الإعلامي العربي لمشاركة رؤاهم وأفكارهم حول سبل الارتقاء بالعمل الإعلامي العربي وتعزيز حضوره على الساحة الدولية خلال القمة المرتقبة، مؤكدا أن مشاركتهم وإسهاماتهم الفكرية ستثري حتما هذه القمة وستسهم في تحقيق أهدافها النبيلة. وأكد أن الإعلام اليوم هو سلاح العصر وأداته الفاعلة للتغيير والتأثير، داعيا إلى أن نجعل منه أداة بناء وتنمية وجسرا للتواصل والحوار بين الشعوب والثقافات ومنبرا للحقيقة يعكس قيمنا وهويتنا ويسهم في بناء مستقبل أفضل لدولنا وشعوبنا.
من جانبه، قال رئيس مجلس أمناء تحالف مراكز الفكر والثقافة العربية د.جمال السويدي في كلمته: «إننا اليوم مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في مناحي الحياة علينا أن نواكب ونفكر في مستقبل الإعلام وآلياته ومخرجاته»، مضيفا: «التكنولوجيا الحديثة لم تعد مجرد أدوات مساعدة بل باتت الركيزة الأساسية التي تعيد تشكيل المشهد الإعلامي وتحدد معالم المستقبل فالذكاء الاصطناعي يقدم اليوم فرصا غير مسبوقة في تطوير المحتوى الإعلامي وتحليله بشكل أكثر دقة وفاعلية».
بدوره، قال أمين عام الملتقى ماضي الخميس في كلمته إن الملتقى الإعلامي العربي ومنذ تأسيسه في عام 2003 يسعى إلى خلق كيان إعلامي مستقل قادر على تحمل أعباء الإعلام العربي حاضره ومستقبله.
وأضاف: «استطعنا من خلال كون الملتقى عضوا مراقبا في اللجنة الدائمة للإعلام ومجلس وزراء الإعلام العرب في جامعة الدول العربية وبشراكة استراتيجية متينة مع قطاع الإعلام والاتصال في الأمانة العامة بجامعة الدول أن نحقق الكثير من الإنجازات ونعقد العديد من الأنشطة والفعاليات».
وعبر عن سعادته بأن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة وإعلامها المميز هما ضيف الشرف على فعاليات الملتقى في هذه الدورة وعن سعادته بالتعاون مع منتدى الفكر والثقافة العربية ومقره دولة الإمارات.
وأكد أن الإعلام اليوم لم يعد مجرد ناقل للخبر أو راو للحدث بل أصبح فاعلا رئيسيا في تشكيل الوعي وصياغة الرأي وصناعة التأثير عبر أدوات جديدة فرضتها الثورة الرقمية، لذا أصبح لزاما علينا أن نعيد التفكير في منظومتنا الإعلامية وان نعزز مسؤولية الكلمة ونحصن مهنية الخطاب ونطور أدواتنا لأن التحدي ليس فقط في التكيف مع التطور بل في قيادته بحكمة ورؤية وابتكار. وأكد أن اختيار الكويت لتكون عاصمة الثقافة والإعلام العربي لم يأت من فراغ بل هو اعتراف عربي أصيل بدورها العميق في دعم الفكر الحر والنهضة الثقافية وريادة الإعلام.
وزير الإعلام البحريني لـ «الأنباء»: الصحافة ستظل باقية
وصف وزير الإعلام البحريني د.رمزان النعيمي العلاقات الكويتية- البحرينية بأنها علاقات متميزة وخاصة في المجال الإعلامي، مؤكدا أن هناك ارتباطا كبيرا بين البلدين في ثقافتهما وفنهما.وأوضح النعيمي، في تصريحات خاصة لـ«الأنباء» خلال مشاركته في فعاليات الملتقى الإعلامي العربي في دورته الـ20، أن هناك مشاركة كبيرة من الوفد البحريني وشباب وشابات البحرين والفنانين البحرينيين في هذا الملتقى، كما ستكون هناك مشاركة كبيرة للفنانين الكويتيين في مهرجان الدانة للدراما والذي سيعقد في منتصف يونيو المقبل في البحرين، لافتا إلى انه تقريبا كل شهر أو شهرين هناك تبادل ثقافي جميل نفتخر به، ونسعى إلى تعزيزه.
ووجه الوزير النعيمي الشكر إلى الصحافة التي أكد أنها باقية وراسخة، وتابع قائلا: «بعض الناس يشككون في بقاء الصحافة، وانا اقول العكس، الصحافة ستظل باقية، وربما سيكون هناك تعديل على طريقة استمراريتها، فالصحافة ما زالت هي المصدر الموثوق للمعرفة خصوصا في ظل التحديات المتعلقة بدقة المعلومة». وأكد أن الصحافة تتميز بوجود مهنية وأخلاقيات بعيدا عن الإثارة ولذلك يلجأ لها الناس عند استقاء المعلومة الصحيحة.
وزير الإعلام اللبناني لـ «الأنباء»: الكويت ساندتنا في أحلك الظروف
أكد وزير الإعلام اللبناني بول مرقص أن الكويت لم تكن غائبة دائما وأبدا عن أي مبادرة او قضية تاريخيا لصالح لبنان، فهي التي ساندت لبنان دولة وشعبا في احلك الظروف، ولم تتوان في ذلك مطلقا، وكانت شريكا رئيسيا في اللجان العربية، التي لطالما تدخلت من أجل استتباب الأمن والسلام والاستقرار في لبنان.
وتابع الوزير مرقص في تصريحات خاصة لـ «الأنباء» خلال مشاركته في فعاليات الملتقى الاعلامي العربي في نسخته الـ 20 «أعتقد ان الكويت تفرح الآن بعودة لبنان إلى وضعه الطبيعي، وقيادة لبنان بحكمة الرئيس العماد جوزف عون رئيس الجمهورية اللبنانية الذي يريد ايضا ان يجعل من ربوع لبنان محل ترحيب مجددا بالإخوة الاشقاء الكويتيين كي يرجعوا إلى بلدهم الثاني لبنان». وأضاف مرقص «نحن بانتظارهم ونعمم الأمن والاستقرار ان شاء الله بدءا من مطار رفيق الحريري الدولي مرورا بالشوارع الرئيسية وصولا إلى المصايف التي تنتظرهم، وبيوتهم كثيرة في لبنان، وأيضا وصولا إلى جميع المنتجعات السياحية البحرية والفنادق والمطاعم، فأهلا بهم».
جلسات «الملتقى الإعلامي»: إيجاد منظومة قانونية متكاملة تحمي خصوصية الأفراد
عقد الملتقى الإعلامي العربي عددا من الجلسات الحوارية التي تناولت مختلف الرؤى حول القضايا الإعلامية، وكانت أولى تلك الجلسات بعنوان «المصداقية والتحقق من المعلومات في الذكاء الاصطناعي» والتي أقيمت بالتعاون مع منتدى الفكر والثقافة العربية، وأدارها وزير الإعلام السابق سامي النصف، وتحدث فيها مستشار جلالة ملك البحرين نبيل بن يعقوب الحمر، وعميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية من الامارات د.محمد هويدن، واستاذ العلوم بكلية التربية الاساسية في الكويت د.محمد العنزي ومدير إدارة المخاطر المؤسسية في شركة زين «الكويت» فيصل العلي.
فيما تناولت الجلسة الثانية «خصوصية المستخدم وحماية البيانات في الإعلام القائم على الذكاء الاصطناعي»، وتحدث خلالها رئيس الامن السيبراني لحكومة دولة الامارات د.محمد الكويتي، ووزير الإعلامي المصري الاسبق اسامة هيكل، ورئيس المجموعة العالمية للذكاء الاصطناعي في البحرين د.جاسم حاجي، ورئيس جمعية الذكاء الاصطناعي في الكويت الشيخ محمد الصباح، والذي أكد أن تسارع وتيرة استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة في القطاع الإعلامي، يستوجب تطوير تشريعات وقوانين مرنة تواكب هذا التحول. وشدد على أهمية تعاون الحكومات والجهات المختصة والمبرمجين للخروج بمنظومة قانونية متكاملة تحمي خصوصية الأفراد وتمنع إساءة استخدام البيانات.
وأشار إلى دور جمعية الذكاء الاصطناعي للأشياء في دعم هذا التوجه بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة، والمساهمة في بناء أطر تنظيمية مستدامة تواكب التطورات التقنية.
وأوضح الشيخ محمد الصباح أن الجمعية تعمل أيضا على رفع مستوى الوعي المجتمعي حول أهمية حماية البيانات الشخصية في ظل الاعتماد المتزايد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، من خلال مبادرات تعليمية وورش عمل ومؤتمرات تهدف إلى تعزيز الثقافة الرقمية وضمان الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.
وفي الجلسة الثالثة، تحدث عدد من وزراء وقيادات الإعلام العربي خلال جلسة بعنوان «الإعلام والعالم الافتراضي.. تحولات المشهد الإعلامي في العصر الرقمي» عن الضوابط القيمية والاخلاقية والقانونية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي.
وتحدث خلال تلك الجلسة، التي أدارها الإعلامي نادر كرم، كل من وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، ووزير الإعلام في مملكة البحرين د.رمزان النعيمي، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام في جمهورية مصر العربية أحمد المسلماني، ود.محمد العلي الرئيس التنفيذي لشركة تريندز للبحوث والاستشارات من الامارات.
وشدد وزير الإعلام البحريني د.رمزان النعيمي على أن الإعلام في العصر الرقمي لا يلغي وسائل الإعلام السابقة، ولكن يفتح لها آفاقا وطرقا جديدة، لافتا إلى ما حققته وزارة الإعلام في مملكة البحرين في هذا الاطار من تدريب الكفاءات الوطنية الإعلامية على برامج الذكاء الاصطناعي، وهو ما احدث نقلة نوعية في البرامج والربط بين الفقرات وغيرها حاليا.