نظّمت حملة «عمار يا كويت» مؤخرًا ملتقى كبيرًا لتكريم المبدعين والمساهمين في المجتمع، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة. وقد سلط الملتقى الضوء على جهود الراحل خالد يوسف المرزوق في دعم العمل الخيري والإنساني، وأهمية تمكين هذه الفئة في الكويت. جاء هذا الاحتفال في سياق جهود الدولة المستمرة لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في جميع جوانب الحياة.
حضر الفعاليات نخبة من الشخصيات البارزة، بما في ذلك الشيخة أمل الحمود الصباح، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاعين العام والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، وأفراد من ذوي الإعاقة وعائلاتهم. وقد أقيم الملتقى كتقدير للإسهامات الفردانية والجماعية في خدمة المجتمع الكويتي، وخاصة تلك المتعلقة بدعم وتمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
تكريم الراحل خالد يوسف المرزوق وإرثه في العمل الخيري والإنساني
أكد ناصر المهلهل، رئيس حملة «عمار يا كويت»، على الدور التاريخي للكويت في تقديم المساعدة الإنسانية، مشيرًا إلى أن تولي الأمير مشعل الأحمد مقاليد الحكم يعزز هذا النهج ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة. وقد تم اختيار الراحل العم خالد يوسف المرزوق كشخصية الملتقى تقديرًا لالتزامه الراسخ بالعمل الخيري.
تطرق المتحدثون إلى مسيرة المرزوق الحافلة بالعطاء، والتي شملت دعم العديد من المبادرات المجتمعية، وإنشاء المراكز الطبية، والمساهمة في بناء المساجد. وأشاروا إلى أن هذه الأعمال تعكس قيمه الإنسانية العميقة وإيمانه بأهمية خدمة الآخرين.
جهود الكويت لتمكين ذوي الإعاقة
تعد الكويت من الدول الرائدة في المنطقة فيما يتعلق بتبني قوانين وسياسات تهدف إلى حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز مشاركتهم في المجتمع. وقد انضمت الكويت إلى اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، واتخذت خطوات ملموسة لتنفيذ أحكامها على المستوى الوطني. وقد أشاد المحامون بهذه الخطوات، واعتبروها خطوة مهمة نحو تحقيق المساواة والعدالة.
كما سلطت المحامية حوراء الحبيب الضوء على أهمية إزالة الحواجز المجتمعية التي تعيق اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي تشمل الحواجز التشريعية والبيئية والفكرية. وشددت على أن الدعم الحقيقي لهذه الفئة يتطلب تضافر جهود جميع أطراف المجتمع، بما في ذلك المشرعين والجهات التنفيذية والمواطنين.
وأضافت الحبيب أنه يجب ألا يُنظر إلى دعم الأشخاص ذوي الإعاقة على أنه تفضل أو منة، بل هو حق أساسي يجب ضمانه للجميع. وذكرت أن القوة الحقيقية تكمن في الإرادة والعزيمة، وأنه يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة تحقيق إنجازات عظيمة إذا ما أتيحت لهم الفرص المناسبة. وقدمت أمثلة عديدة عن الكويتيين من ذوي الإعاقة الذين حققوا نجاحات في مجالات مختلفة مثل الرياضة والإعلام والعمل الوظيفي.
شمل الملتقى أيضًا تكريم عدد من الأفراد والمؤسسات التي قدمت دعمًا كبيرًا للأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى الاحتفاء بإنجازاتهم وتميزهم في مختلف المجالات. وقد تم التركيز بشكل خاص على مشاركة الكويتيين ذوي الإعاقة في المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، ورفع راية الكويت عالية في هذه المحافل. وتعتبر مبادرات العمل الخيري والإنساني في الكويت جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية.
وتركز الجهود حاليًا على تطوير وتنفيذ خطط عمل تهدف إلى تعزيز فرص العمل للأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير التدريب والتأهيل اللازمين لهم، وتسهيل حصولهم على الخدمات الصحية والاجتماعية. وتسعى الحكومة الكويتية إلى تحقيق تكامل كامل للأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وضمان حصولهم على جميع حقوقهم وفرصهم.
ومن المتوقع أن تعلن وزارة الشؤون الاجتماعية في الأشهر القادمة عن تفاصيل بشأن حزمة جديدة من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دعم الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم. ويتضمن ذلك زيادة الدعم المالي، وتوسيع نطاق الخدمات المتاحة، وتطوير البنية التحتية اللازمة لضمان سهولة الوصول إليهم. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر تنظيم سلسلة من الورش التدريبية التي تستهدف أصحاب العمل، بهدف زيادة الوعي بأهمية توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة.
تعتبر هذه التطورات مؤشرًا إيجابيًا على التزام الكويت بتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير بيئة داعمة لهم تمكنهم من تحقيق طموحاتهم والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للجميع. ويتضح أن العمل الخيري والإنساني في الكويت سيستمر في الازدهار، مدفوعًا بالإرث الذي تركه قادة مثل خالد يوسف المرزوق.













