محمد راتب
أطلق الملتقى الإعلامي العربي فعاليات ملتقى «الملهمون» في نسخته السنوية الرابعة، حيث ركز هذا العام على التوعية الطبية بمختلف أشكالها، إضافة إلى تسليط الضوء على قضايا الفن والإعلام والثقافة، وذلك عبر جلسات تفاعلية شارك فيها نخبة من الإعلاميين والأطباء من داخل الكويت وخارجها.
وأعرب رئيس الملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس عن سعادته بإطلاق النسخة السنوية الرابعة لملتقى «الملهمون» والذي يقام في التوقيت نفسه سنويا، مشيرا إلى أن الحضور الكبير يعكس اهتمام الناس بالجودة في الأنشطة والفعاليات.
وأوضح الخميس أن الملتقى يحرص على استضافة شخصيات ملهمة يمكن أن يستلهم منها الجمهور أفكارا جديدة وطريقة حياة إيجابية.
وأضاف إن الملتقى من الفعاليات السنوية المهمة التي تنظم ضمن أنشطة الملتقى الإعلامي العربي، ويحرص طوال العام على إقامة فعاليات متميزة داخل الكويت وخارجها، مؤكدا أن هذه الأنشطة تعتبر ذراعا إعلامية مهمة للجهات المعنية في الدولة، حيث تسهم في إبراز الدور الحضاري والحيوي للكويت، مشيرا إلى أن هذه الجهود تأتي استكمالا لمسيرة الملتقى الإعلامي العربي التي انطلقت منذ 2003.
وأضاف أن جائزة الكويت للإبداع في دورتها الثانية عشرة تعد نموذجا لتكريم المبدعين في الدول العربية، لافتا إلى أن هذا العام يأتي احتفالا بالكويت كعاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025، معتبرا أن ملتقى «الملهمون» انطلاقة مميزة لبداية الاحتفالات، ويركز كل عام على موضوعات مختلفة، حيث تم هذا العام التركيز على التوعية الطبية والفن والإعلام والثقافة.
أبجديات الإلهام
وافتتحت الجلسة الأولى بعنوان «أبجديات الإلهام» بمشاركة د.مهاب مجاهد الطبيب النفسي من جمهورية مصر العربية، ود.أحمد عبدالملك طبيب العائلة الكويتي، والذي تحدث خلال الجلسة عن أهمية الصحة النفسية، مشيرا إلى أنها لا تقل أهمية عن الغذاء والرياضة، موضحا أن الشخص قد يواجه نفس الموقف لكن سلوكه يتأثر بحالته المزاجية والنفسية، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم القدسي «أنا عند حسن ظن عبدي بي».
ولفت عبدالملك إلى أن الصحة النفسية تعتمد على خمسة عناصر أساسية مترابطة مع الصحة العامة، حيث يبدأ أولها بالغذاء الصحي الذي يشمل تناول الأطعمة الطبيعية غير المصنعة مع تقسيم الوجبات الرئيسية والحرص على تناول الفاكهة أو الشوكولاتة يوميا مع شرب الماء بانتظام، في حين أن العنصر الثاني يتمثل في ممارسة الرياضة والحركة وأبسطها المشي لمدة نصف ساعة يوميا، أما العنصر الثالث فهو النوم الجيد الذي يتطلب جودة وكفاية لضمان الصحة النفسية والبدنية.
وأضاف: فيما يرتبط العنصر الرابع بالصحة النفسية من خلال الحفاظ على المزاج بعيدا عن التوتر والضغوطات، والعنصر الخامس هو الصحة الوقائية التي تقوم على إجراء الفحوصات الدورية دون انتظار المرض، مشددا على أهمية تحسين المزاج باعتباره عنصرا ثمينا في حياة الإنسان، كما أكد على حق المرأة في الرياضة والمتعة النفسية التي تعزز التوازن النفسي.
وأشار إلى أهمية ممارسة التأمل اليومي بعيدا عن الصخب والهواتف الذكية، موضحا أن التأمل يساعد على إفراز هرمونات إيجابية تقلل من مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر.
السلبية والإيجابية
من جانبه، تحدث د.مهاب مجاهد عن السلبية والإيجابية في مواجهة المواقف التي يتعرض لها الإنسان، مؤكدا أهمية التفاؤل والإيجابية في الحياة، موضحا أن رؤية الشخص لنفس الموقف تختلف بناء على حالته المزاجية، مشددا على ضرورة الحفاظ على حالة مزاجية متزنة، لأن قيمة المزاج تساوي قيمة الحياة.
وأضاف مجاهد أن الوقاية مهمة في الأمراض النفسية كما هي في الأمراض العضوية، مشيرا إلى أنه في حال شعور الشخص بخلل في أدائه الوظيفي أو الأسري أو الاجتماعي لمدة تقترب من ثلاثة أشهر، فعليه مراجعة الطبيب النفسي للفحص والاطمئنان.
وردا على مداخلة د.أحمد عبدالملك حول نشاط وتفاعل المرأة مقارنة بالرجل، أوضح مجاهد أن الكثير من الرجال في المجتمع يعجزون عن طلب المساعدة النفسية أو التوعوية بسبب الصورة النمطية المرتبطة بالرجولة، مشيرا إلى أن الذكورية المفرطة تظلم الرجل قبل المرأة.
وأكد أن من أهم ما تحتاجه المرأة هو الوقت الذي تقضيه مع نفسها نهاية كل يوم لإعادة شحن طاقتها النفسية والاستقرار النفسي سواء من خلال العبادة أو الاسترخاء، مشددا على ضرورة فصل هذا الوقت عن مشكلات وأحداث اليوم لضمان نوم جيد.