نشرت في •آخر تحديث
يبدو أن حديث حاكم دمشق الجديد عن ضرورة حصر السلاح في يد الدولة وذكره بالإسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتواجدة في الشمال السوري حيث تقطن أغلبية كردية، هو محاولة للتماهي مع موقف أنقرة المعادي لوجود تلك القوات
في مؤتمر صحفي جمعه ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي زار سوريا الأحد، قال رجل دمشق القوي أحمد الشرع المكنى بأبو محمد الجولاني إن النظام الجديد لن يقبل بأي سلاح خارج نطاق الدولة بما فيه سلاح الفصائل الثورية كما سماها وذلك الذي يوجد تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية ودعا لإنهاء هذا الملف بأقصى سرعة ممكنة حسب قوله.
بدوره، قال الوزير التركي إنه لا مكان لحزب العمال الكردستاني ولا لقوات حماية الشعب الكردية في سوريا الجديدة حسب تعبيره. وقال إن ما سماها التنظيمات الإرهابية تقول إنها تقاتل تنظيما إرهابيا في إشارة لداعش وهذه حجة غير مقبولة حسب قوله. وقال فيدان إن بلاده لن تسمح بوجود أي تنظيم إرهابي على أرض سوريا حسب تعبيره.
وهذه أول مرة يخرج فيها الشرع أمام الإعلام بعقده أول مؤتمر صحفي شاركه فيه وزير الخارجية التركي مع ما كان لأنقرة من دور في دعم الجبهة المضادة للنظام السابق.
وقد كان الشرع زعيم هيئة تحرير الشام النصرة سابقا رأس الحربة في الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد أوائل هذا الشهر.
ويسعى التنظيم المتشدد الذي يقود المرحلة الانتقالية في البلاد إلى طمأنة السوريين والغرب بشأن المستقبل في سوريا وهو الذي يضم بين صفوفه الكثير من العناصر المتطرفة.
ويبدو أن حديث حاكم دمشق الجديد عن ضرورة حصر السلاح في يد الدولة وذكره بالإسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتواجدة في الشمال السوري حيث تقطن أغلبية كردية، هو محاولة للتماهي مع موقف أنقرة المعادي لوجود تلك القوات. فتركيا كانت منذ الساعة الأولى في مقدمة الدول المؤيدة لدعوات إسقاط نظام الأسد حيث دعمت الفصائل المسلحة منذ أوائل الحرب الأهلية في البلاد وهي لا تزال تقاتل الأكراد في شمال شرق سوريا وتحرص على نزع سلاح قسد. لكن موقفها هذا، يناقض مقاربة واشنطن الحليف القديم للأكراد لهذه المسألة حيث أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أنه يجب الوقوف مع الأكراد وأن الرئيس بايدن سيستمر في ذلك الدعم.
إسرائيل قلقة من التحرك التركي
وفي إسرائيل، هناك يسود قلق من احتمال شن تركياعملية عسكرية واسعة النطاق ضد الأكراد في شمال سوريا بحسب ما نقلته مساء اليوم هيئة البث الإسرائيلية “قناة كان 11″، وخلال الأسبوع الماضي، ازدادت وتيرة تقييمات الوضع بشكل كبير، الاجتماعات تُعقد من رئيس الوزراء وفي الدوائر الأمنية لمناقشة مصير سوريا، وربما أيضًا ما قد يقوم به أردوغان وكيف سيستغل الوضع الناجم عن سقوط وهروب بشار الأسد.
وفي هذه الاجتماعات، ظهر قلق إسرائيلي من أن الرئيس التركي قد يستغل هذا الوضع، وقد يشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الأكراد لتنفيذ الانتقام الذي سعى إليه منذ سنوات طويلة.
ويُشار إلى أن مجلس الوزراء المصغر في المنطقة الشمالية ناقش اليوم قضايا تتعلق بسوريا ولبنان، وبالطبع اليمن. وفي هذا السياق، تشير مصادر إسرائيلية إلى أنهم يدرسون في إسرائيل كيفية دعم الأكراد بطرق غير عسكرية، وأكدوا على ذلك بوضوح.