شهد إقليم عفر شمال شرق إثيوبيا سلسلة انفجارات بركانية متتالية، أثارت قلقًا واسعًا بين السكان المحليين وتسببت في حالة من الهلع. وقد بدأت الانفجارات في مديريات حدودية، مما دفع السلطات إلى إطلاق تحذيرات وتعميم إجراءات السلامة. يركز هذا المقال على تفاصيل النشاط البركاني في عفر، وتأثيراته المحتملة، وجهود الاستجابة الجارية.
بدأت الأحداث بانفجار بركان هايلي غوبي، أعقبه نشاط مماثل في بركان عرتا علي، ثم تزايدت وتيرة الانفجارات لتشمل مناطق أخرى في الإقليم. ووفقًا لتقارير رسمية، ارتفعت أعمدة الرماد والدخان إلى ارتفاعات كبيرة، مما أثر على حركة الطيران الجوي في المنطقة وتسبب في اضطرابات مؤقتة.
النشاط البركاني في عفر: أسباب وتداعيات
يعود سبب هذه الانفجارات إلى موقع إقليم عفر الجغرافي المميز، حيث يقع على امتداد منطقة فالق شرق أفريقيا، وهي منطقة نشطة زلزاليًا وبركانيًا. وقال الدكتور أحمد علي، خبير الجيولوجيا في جامعة أديس أبابا، “إن هذا الفالق هو مصدر رئيسي لعدد من البراكين النشطة في المنطقة، والانفجارات الحالية هي جزء من دورة طبيعية.”
تسببت الانفجارات في حدوث هزات أرضية متتالية، شعر بها السكان في مديريات بعيدة عن مراكز النشاط البركاني. كما أدت إلى تراكم طبقات من الرماد البركاني على المنازل والمزارع، مما أثار مخاوف بشأن تأثيره على الصحة العامة والإنتاج الزراعي. وتشير التقديرات الأولية إلى أن مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية قد تضررت بسبب الرماد.
جهود الإغاثة والاستجابة
أطلقت الحكومة الإثيوبية، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، حملة إغاثة واسعة النطاق لتلبية احتياجات المتضررين. وشملت هذه الحملة توزيع المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية، بالإضافة إلى توفير المأوى المؤقت للعائلات التي اضطرت إلى الإخلاء من منازلها. أعلن المتحدث باسم مكتب إدارة الكوارط الطبيعية، السيد جبريال شهو، أن الحكومة تولي أولوية قصوى لضمان سلامة وأمن السكان المتضررين.
علاوة على ذلك، تم تشكيل فريق علمي متخصص لمراقبة الوضع البركاني عن كثب وتقديم التوصيات اللازمة للحد من المخاطر المحتملة. ويقوم هذا الفريق بتحليل البيانات الواردة من محطات الرصد الزلزالي والبركاني، وتقييم مدى تطور الانفجارات وتأثيرها على البيئة المحيطة.
تأثيرات على المجتمعات المحلية
بالإضافة إلى الأضرار المادية والاقتصادية، أدت الانفجارات إلى تأثيرات اجتماعية ونفسية كبيرة على المجتمعات المحلية. وتشعر العديد من العائلات بالخوف والقلق بشأن مستقبلها، خاصة وأن بعضها قد فقد منازلها ومصادر رزقها. وأكدت فاطمة حسين، وهي أم لخمسة أطفال، “نحن نعيش في حالة من الرعب والتوتر المستمر، ولا نعرف متى ستتوقف هذه الانفجارات.” وتشير التقارير إلى تزايد حالات الاكتئاب والقلق بين السكان.
وتواجه منطقة عفر تحديات إضافية تتعلق بالبنية التحتية المحدودة وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية. وقد أعاقت هذه العوامل جهود الإغاثة والاستجابة، وزادت من معاناة المتضررين. ويرى المحللون السياسيون أن هذه الأزمة قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل الأمنية والإنسانية في الإقليم، خاصة وأنها تأتي في وقت يشهد فيه الإقليم توترات سياسية واجتماعية قائمة. لقد أثرت الظواهر الطبيعية بشدة على المناطق الريفية المحيطة بالبراكين.
مستقبل الوضع في إقليم عفر
حتى الآن، لا يوجد تأكيد على موعد انتهاء النشاط البركاني. ويرجح الخبراء أن الانفجارات قد تستمر لعدة أيام أو أسابيع، وقد تتوقف وتشتد بشكل متقطع. وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد علي أن “مراقبة الوضع عن كثب وتحليل البيانات العلمية هما الأمثل لفهم تطورات الوضع وتقديم التنبيهات اللازمة.”
من المتوقع أن تعقد الحكومة الإثيوبية اجتماعًا طارئًا الأسبوع المقبل لمناقشة الوضع في إقليم عفر وتحديد الخطوات التالية للاستجابة للأزمة. وتشير التسريبات إلى أن الحكومة قد تطلب مساعدة إضافية من المجتمع الدولي لتعزيز جهود الإغاثة والاستجابة.
سيظل الوضع في إقليم عفر قيد المتابعة الدقيقة، مع التركيز على تطورات النشاط البركاني وتأثيراته على السكان المحليين. وسوف يكون من الضروري الاستمرار في تقديم الدعم والمساعدة للمتضررين، والعمل على معالجة الأسباب الجذرية للأزمة من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في الإقليم. من المهم أيضًا مراقبة أي انتشار محتمل للأمراض بسبب تلوث المياه الناتج عن الرماد البركاني.













