خلال 24 ساعة، تمكن الجيش السوداني من تحرير عاصمة ولاية الجزيرة ومجمع الرواد، ما يفتح الطريق أمامه لاستعادة الخرطوم. ويعتقد مراقبون أن القوات الحكومية حققت مكاسب عسكرية عديدة، مرجحين أن تشهد الأيام القادمة حدوث المزيد من التحولات في مسار الحرب.
وتمكنت قوات سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية من السيطرة على مجمع الرواد جنوب الخرطوم، الذي يضم أبراجاً سكنية، بعد ساعات من تحرير ود مدني. وأعلن الجيش في بيان تكبيد الدعم السريع خسائر في الأرواح مع التزام قواته بسلامة الممتلكات العامة والخاصة، طبقاً للقانون الدولي وقواعد الاشتباك. وأكد مصدر عسكري سوداني، أن مجمع الأبراج يحتل أهمية عسكرية كبيرة في خارطة المعارك. وأوضح في تصريحات تليفزيونية، أن قوات الدعم السريع اقتحمته منذ الأشهر الأولى للحرب، واستخدمت أسطح الأبراج لأغراض حربية. وتحدث عن وجود قناصين أعلى أبراجه، مع وجود منصات إطلاق الصواريخ وتحديداً (الكورنيت) وهو ما أعاق تقدم قوات الجيش.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن إحكام القوات السودانية قبضتها على مدينة إستراتيجية ود مدني، تعد حلقة وصل بين مختلف المناطق، يمكن أن يسهل من دخولها العاصمة الخرطوم، التي تسيطر قوات الدعم السريع على جزء كبير منها في الوقت الحالي.
وأكدت مصادر سودانية، أن الجيش بسط نفوذه على معظم أجزاء شرق وجنوب وغرب ولاية الجزيرة، بعد تحريره ود مدني والقرى المحيطة بها، في الوقت الذي تراجعت قوات الدعم إلى مناطق الحصاحيصا والكاملين وجياد.
وأفادت بأن استعادة السيطرة على ود مدني تحمل في طياتها مكاسب عسكرية من شأنها دعم العمليات العسكرية في الخرطوم على خلفية قرب المسافة بينهما، إضافة إلى أن الطيران في ود مدني سيمثل إسناداً للقوات البرية في مواجهات الخرطوم.
يذكر، أن ود مدني تربط بين ولايات سنار والنيل الأزرق جنوباً، والقضارف وكسلا وبورتسودان شرقاً، والنيل الأبيض وكردفان ودارفور غرباً، ونهر النيل والشمالية والخرطوم شمالاً. وتعد مركزاً اقتصادياً لاحتضانها مشروع الجزيرة، وهو أكبر مشروع زراعي في أفريقيا، ويمتد على مساحة 2.2 مليون فدان.
وبحسب تأكيدات سودانية، فإن القوات المسلحة الحكومية سيطرت على معظم أجزاء أم درمان، باستثناء مناطق محدودة جنوب وغرب المدينة، لا تزال بها قوات الدعم السريع، كما تسيطر على شمال المدينة، وأجزاء من شمال وشرق المدينة.
وفي الخرطوم، تسيطر قوات الجيش على منطقة المقرن، إضافة إلى مقار عسكرية مهمة مثل القيادة العامة ومقر سلاح المدرعات، والأحياء المحيطة بها مثل اللاماب والشجرة وجزء من منطقة جبرة. فيما تسيطر قوات الدعم على وسط الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي، وأحياء في جنوب وشرق المدينة.