بمشاركة المهندسة الشيماء الشايب
رحلة هندسية للإمارات لمنسوبي جمعية مهندسات سعوديات
ببرنامج المسؤولية الاجتماعية بشركة بارسونز السعودية
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
تعدُّ الشراكة المجتمعية أحد أوجه التعاون وتحقيق مستهدفات رؤية 2030.
ومنذ عقد الشراكة المجتمعية بين شركة بارسونز العربية السعودية بالعاصمة الرياض مع جمعية مهندسات سعوديات من خلال دعم مؤسسات المجتمع المدني في النطاق الطوعي غير الربحي، ولما كانت جمعية مهندسات سعوديات الأولى من نوعها في الخليج والشرق الأوسط بريادتها للعناية بالشأن الهندسي وما يتعلق بحضور المرأة السعودية المهندسة الكفوة، انطلق برعاية شركة بارسونز السعودية البرنامج التعليمي والرحلة العلمية المكثفة لمدة ٣ أيام بدولة الإمارات في رحلة بدأت من الرياض، وشملت ثلاث مدن: دبي، أبوظبي، والشارقة.
وإذ تتقدم جمعية مهندسات سعوديات بالشكر الجزيل لرئيس شركة بارسونز السعودية المهندس مارتن بوسن ورئيس قسم الهندسة المهندس بهاء الدين سمارة، على دعمهما الكبير للجمعية وتنسيقهما لهذه الرحلة المميزة. كان لدعمهما دور محوري في إنجاح البرنامج، وإتاحة الفرصة للمهندسات للاستفادة من هذه التجربة الفريدة. والشكر موصول لكل الأخوات والإخوان بالسعودية وبالإمارات الذين كانوا جزءا من التنظيم والرفقة.
وهدفت الرحلة تعزيز المعرفة العملية، وتبادل الخبرات، والتعرف على أحدث التقنيات والممارسات في مجالات الهندسة المختلفة، مما يعكس التزام بارسونز بدعم الكفاءات النسائية في القطاع الهندسي. حيث شاركت منتسبات الجمعية متخصصات في الهندسة المدنية والهندسة البيئية، والعمرانيات في مجال العمارة والتخطيط الحضري.
ومع مشاركة الزميلات من بارسونز الإمارات تكامل الفريق مما زاد عنصر الفائدة ومثالاً على التعاون بين مختلف التخصصات الهندسية، مما أضاف قيمة كبيرة للبرنامج، وساهم في تعزيز روح العمل الجماعي وتبادل الأفكار بين المشاركات.
وكان في استقبال ومسار الرحلة المهندسة بنان أبو هنود والمعمارية لينا لوجيتسي من شركة بارسونز السعودية وشارك كلا من: المهندسة الشيماء الشايب رئيس جمعية مهندسات سعوديات، حيث انضم من الجمعية نائبة الرئيس المعمارية الهنوف الثامر واعضاءها المهندسة البيئية شهد سعيد والمصممة وجدان الشخص، وموظفات بارسونز السعودية المهندسة المدنية رغد العبدالله و المعماريات آلاء الساسي و راما الحبيب و فاطمة و مديرة العلاقات بشرى عثمان.
شمل البرنامج عدة أنشطة، ومن ضمنها زيارة مقرات بارسونز الرئيسية في دبي وأبو ظبي، والالتقاء برؤسائها فيصل علي ومحمد عواد، وحضور ورش عمل متخصصة، بالإضافة إلى جولات ميدانية لمشاريع كبرى سكنية وتجارية وتصميم حدائق. حيث كان من أبرزها التعرف على تخصص الهندسة المدنية والبحرية، الذي يركز على التوسع الحضري في البحار ببناء جزر صناعية أو تحسين البيئة “الإيكولوجيا” بزراعة المانجروف، بالإضافة إلى تصميم المناظر الطبيعية في الأحياء. كما تم التعرف على أنظمة البناء الحديثة المستخدمة في عدد من النماذج المختلفة، وشملت الزيارات التجول حول المشاريع التي أنشأتها بارسونز، مثل الطرق والجسور، والتي تُعد من أبرز إنجازات الشركة. هذه الأنشطة ساعدت المهندسات على فهم كيفية تطبيق النظريات الهندسية في مشاريع واقعية، مما يعزز من خبراتهن العلمية.
اليوم الأول
حرصت شركة بارسونز على أن يكون البرنامج ثرياً
فكانت المحطة الأولى والانتقال من مقر الإقامة عبر حاضرة دبي الى مقر الشركة بمدينة دبي وإقامة سبع ورش عمل متخصصة قدمها خبراء عالميون في مجالاتهم، مما أتاح لهن فرصة التعرف على أحدث التقنيات والابتكارات في مجالات الهندسة المختلفة:
الابتكار: قدم كونال باسو ورشة عمل عن قسم الابتكار في شركة بارسونز، تضمنت نشاطًا علميًا حيًا حول أهمية إيجاد حلول مبتكرة تساهم في تحسين الإنتاجية، وتقليل الأوقات المهدرة، والحفاظ على أموال الشركة. كما تم استعراض أمثلة عملية على كيفية تطبيق الابتكار في المشاريع الهندسية، مما ألهم المهندسات لتبني التفكير الإبداعي في عملهن، وتم زيارة أحد الشركات لمسرعات الأعمال والتعرف على المشاريع وأستوديوهات التصميم الخاصة بها.
البيئة والاستدامة: قدمت إيريني ماتسوكي وفريقها ورشة عمل عن قسم الاستدامة، حيث استعرضت المشاريع الميدانية في دبي، وأهمية المحافظة على الكائنات الحية والنباتات المحلية. كما تطرقت الورشة إلى مفهوم “دورة حياة المواد”، وأهمية استخدام مواد محلية منخفضة الكربون، وإعادة تدويرها ضمن الاقتصاد الدائري. تم تسليط الضوء على دور الهندسة البيئية في تحقيق التنمية المستدامة، وكيفية دمجها في المشاريع الكبرى. هذه الورشة ألقت الضوء على أهمية دور المهندسات في تحقيق التوازن بين التطور العمراني والحفاظ على البيئة.
التخطيط الرئيسي والتصميم الحضري: قدم جوزيبي باريتا ورشة عمل تفاعلية حول أداة جديدة يستخدمها المخطط الحضري لاحتساب الكثافة وتوزيع الأراضي. تضمنت الورشة التعرف على البرامج المساندة، وكيفية اتخاذ القرارات المتعلقة بالبنية التحتية والموارد مثل المياه والكهرباء. كما تم مناقشة تأثير هذه القرارات على الاستثمار والتنمية الحضرية. الورشة كانت فرصة للمهندسات لفهم كيفية تأثير التخطيط الحضري على جودة الحياة في المدن.
تصميم المناظر الطبيعية: قدمها الخبير توم هيويت، حيث استعرض أبرز المشاريع التي تعمل عليها بارسونز، مثل تصميم اللاجون (Lagoon) البحيرة الشاطئية المصنوعة بين الأحياء. كما ناقش أهمية استخدام النباتات المحلية ذات الكفاءة العالية في استهلاك المياه، وأهمية الإضاءة الليلية في التصميم المتكامل. حظيت المهندسات بزيارة أحد المشاريع التي تم تصميم حديقتها، حيث تم استعراض كيفية دمج العناصر الطبيعية مع التصميم الهندسي لتحقيق تجربة متكاملة للمستخدمين. هذه الورشة أكدت على أهمية التفكير الإبداعي في تصميم المساحات العامة.
الجودة: قدمت إليني تزافارا ورشة عمل عن أهمية المراجعة والتدقيق، والتعرف على المصطلحات والعمليات التي تمر بها الشركة. تم تسليط الضوء على دور الجودة في تعزيز الشفافية، وتفادي الأخطاء، ورفع مستوى الأداء في المشاريع الهندسية. الورشة أكدت على أهمية التفاصيل الدقيقة في تحقيق النجاح في المشاريع.
المدن الذكية: قدم الدكتور شين ميتشل ورشة عمل عن المدن الذكية، حيث تطرق إلى أبحاثه ومؤلفاته حول التصميم الذكي. أوضح أن المدن الذكية ليست فقط استخدام التكنولوجيا، بل هي عملية شاملة لجميع القطاعات، تعتمد على الاستفادة من الموارد المحلية بكفاءة عالية، مع اتباع منهجية فكرية تعطي المراد بطريقة ذكية ومستدامة. الورشة ألهمت المهندسات للتفكير في كيفية دمج التكنولوجيا مع التصميم لتحقيق مدن أكثر كفاءة واستدامة.
المشاركة القانونية في الهندسة: قدمتها هبة تزفيك ونيزا أوزيل، حيث تحدثتا عن أهمية المواءمة بين العقود الهندسية والقوانين، وكيفية التعامل مع العقود مع الجهات المعنية. تم استعراض أمثلة عملية على التحديات القانونية التي تواجه المشاريع الهندسية، وكيفية التغلب عليها. هذه الورشة أكدت على أهمية الجانب القانوني في نجاح المشاريع الهندسية.
وقد اتيحت في كل الورش فرصة النقاش مما أكد شغف المهندسات وكفاءتهن المهنية.
اليوم الثاني
وكان الانتقال في اليوم الثاني الى مدينة ابو ظبي العاصمة بالأتوبيس فرصة جميلة لتتبع المشهد الحضري المعاصر بين المنشآت وتنسيق المواقع، والنقل.
وفي مقر شركة بارسونز أبو ظبي، كان لقاء المهندسات بالعمار زلط، نبيل كوبروسلي، محمد عوض، وشيخة الشامسي. تضمنت الزيارة جولة في مشروع متخصص في الهندسة البحرية، حيث تم استعراض مشاريع بناء الجزر، وأنظمة البناء الحديثة المستخدمة في عدد من النماذج المختلفة. كما شملت الزيارات التجول حول المشاريع التي أنشأتها بارسونز، مثل الطرق والجسور، والتي تُعد من أبرز إنجازات الشركة في المنطقة. هذه الزيارة كانت فرصة للمهندسات للتعرف على كيفية تنفيذ المشاريع الكبرى على أرض الواقع. وكان الحوار الهندسي متواصلا بين استعراض التجربة الواقعية وإجابة التساؤلات المطروحة.
اليوم الثالث
ومدينة الشارقة (مدينة الثقافة) وبقيادة المهندسة روينا سامسون، التقت المهندسات بمشروع بيئي ضخم، حيث اعتمدوا على توسيع المنطقة بزراعة أشجار المانجروف، التي تعطي توازنًا بيئيًا، وتوفر ممرات للمشي والدراجات. كما تم تسليط الضوء على كيفية تحسين جودة الحياة للمستفيدين من هذا المشروع، من خلال دمج العناصر البيئية مع التصميم الحضري. هذه الزيارة أكدت على أهمية التفكير المستدام في تصميم المشاريع.
لم تكن هذه الرحلة فقط علمية وتعليمية، بل تم فيها بناء علاقات مهنية وشخصية. وكان لكرم الضيافة موقعيه ومائدتي الغداء والعشاء مناسبة اجتماعية بلقاء ومشاركة منسوبات الشركة، حيث تم التعارف وتبادل الجميع الخبرات والتجارب، وناقشوا التحديات التي تواجههم في مختلف القطاعات. كان للتنوع في التخصصات والأعمار والجنسيات أثر إيجابي في إثراء التجربة، مما أضفى بعدًا آخر على هذه الرحلة المميزة. هذه التجربة لم تكن مجرد رحلة تعليمية، بل كانت منصة لبناء شبكة من العلاقات المهنية التي ستستمر في دعم المشاركات في مسيرتهن المهنية.
وكانت هذه التجربة محل عناية في تحفيز إنماء حضور المهندسات على مستوى السعودية والمستوى العالمي.
وأفادت المهندسة الشايب رئيس مجلس إدارة جمعية مهندسات سعوديات بأن مبادرة شركة بارسونز السعودية لتعزيز حضور المهندسة الكفوءة محل تقديرنا في جمعية مهندسات سعوديات الذي يجعل من تنامي المسؤولية ومضاعفة الجهد، ومرةً أخرى فإن جمعية مهندسات سعوديات ممتنة لشركة بارسونز السعودية دعمها المستدام.