شهدت بيتكوين، العملة المشفرة الرائدة، انخفاضًا ملحوظًا في قيمتها اليوم، حيث تراجعت إلى ما دون 90 ألف دولار في التداولات. يأتي هذا الانخفاض في ظل حالة من التوتر السائدة في الأسواق، وتأثر أسهم شركات التكنولوجيا بسبب مخاوف تتعلق بأرباح الذكاء الاصطناعي، مما أثر على شهية المستثمرين للمخاطرة.
يحدث هذا التراجع بعد فترة من المكاسب التي حققتها العملات الرقمية، لكنها لم تستطع الصمود أمام الضغوط السلبية من أسواق الأسهم التقليدية. وتأثرت الثقة في الاستثمار الرقمي بشكل خاص بعد تقارير أرباح مخيبة للآمال من شركة أوراكل، مما أثار تساؤلات حول سرعة تحقيق العوائد من الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
تأثير أرباح شركات التكنولوجيا على سعر بيتكوين
أظهرت نتائج أوراكل أن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي قد لا يترجم إلى أرباح فورية، وهو ما أثار قلق المستثمرين. هذا القلق امتد إلى أسواق العملات الرقمية، حيث يرى البعض أن هذه الأصول تعتبر بدائل استثمارية عالية المخاطر.
في البداية، حاولت بيتكوين استعادة بعضًا من خسائرها، لكنها لم تتمكن من ذلك، وتراجعت بنسبة 2% لتصل إلى 90.3 ألف دولار في أحدث التداولات. كما انخفضت قيمة إيثر، العملة المشفرة الثانية الأكبر، بنسبة 3.6% لتصل إلى 3197.9 دولارًا، متخلية عن المكاسب التي حققتها في اليومين الماضيين.
تراجع الإقبال على المخاطرة
وفقًا لتحليلات السوق، فإن تراجع الإقبال على المخاطرة هو المحرك الرئيسي للانخفاض الحالي في أسعار العملات الرقمية. يشير توني سيكامور، محلل السوق لدى “آي.جي في سيدني”، إلى أن السوق يحتاج إلى المزيد من الأدلة على أن الانخفاض الحاد الذي شهدته بيتكوين في أكتوبر الماضي قد انتهى.
يذكر أن بيتكوين خسرت أكثر من 18 ألف دولار في نوفمبر، وهو أكبر انخفاض شهري بالدولار منذ مايو 2021. وقد فقدت العملة المشفرة حوالي ربع قيمتها في شهرين، حيث انخفضت من ذروة تقارب 126 ألف دولار في 7 أكتوبر إلى ما بين 84 و89 ألف دولار في الفترة الأخيرة.
هذا الانخفاض أدى إلى تبخر أكثر من تريليون دولار من القيمة السوقية الإجمالية لحوالي 18 ألف أصل رقمي. ويعكس هذا التراجع حالة عدم اليقين التي تسيطر على السوق، وتأثير العوامل الاقتصادية والسياسية على أسعار الأصول الرقمية.
بالإضافة إلى ذلك، أثر قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بتأجيل خفض أسعار الفائدة على معنويات المستثمرين. كان من المتوقع أن يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى زيادة السيولة في الأسواق، مما قد يدعم أسعار الأصول الخطرة مثل بيتكوين، لكن هذا لم يحدث.
مستقبل بيتكوين والعملات الرقمية
من المتوقع أن يستمر سعر بيتكوين في التقلب على المدى القصير، حيث يتأثر بعوامل متعددة، بما في ذلك أداء أسواق الأسهم التقليدية، وقرارات البنوك المركزية، والتطورات التنظيمية. يجب على المستثمرين توخي الحذر وإجراء أبحاثهم الخاصة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
في الوقت الحالي، يراقب السوق عن كثب بيانات التضخم الأمريكية ومؤشرات النمو الاقتصادي، حيث يمكن أن تؤثر هذه البيانات على توقعات أسعار الفائدة. كما يترقب المستثمرون أي تطورات جديدة في مجال تنظيم العملات الرقمية، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مستقبل هذه الأصول. من المهم أيضًا متابعة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن تؤثر على شهية المستثمرين للمخاطرة.












