شهد قطاع العملات المشفرة في الولايات المتحدة تجدداً في الاهتمام مؤخراً، خاصة بعد قرار الرئيس دونالد ترامب العفو عن تشانغ بينغ تشاو، المؤسس المدان لمنصة باينانس لتداول العملات المشفرة، في 23 أكتوبر الماضي. جاء هذا القرار في إطار سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز مكانة الولايات المتحدة كمركز عالمي للعملات المشفرة.
تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2024 بترسيخ مكانة الولايات المتحدة كعاصمة للعملات المشفرة، وقد بدأ بتنفيذ ذلك من خلال إلغاء بعض السياسات التي كانت تستهدف شركات العملات المشفرة بتهمة الاحتيال وانتهاكات التمويل غير المشروع، والتي كانت قد وضعتها إدارة سلفه جو بايدن. وقد ساهم ذلك في خلق بيئة تنظيمية ملائمة لازدهار قطاع العملات المشفرة.
العملات المشفرة والعفو الرئاسي
تزامن العفو عن تشاو مع سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية لدعم قطاع العملات المشفرة، بما في ذلك تعيين مسؤولين مؤيدين للعملات المشفرة في مناصب رئيسية. وأصدر ترامب عدة أوامر تنفيذية تهدف إلى تعزيز الريادة الأميركية في مجال التمويل الرقمي وإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين ومخزون من الأصول الرقمية.
وقد أثارت تلك الإجراءات تفاؤلا كبيرا في أوساط المستثمرين، حيث ارتفعت أسعار العديد من العملات المشفرة بشكل ملحوظ. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن تأثير استثمارات عائلة ترامب في العملات الرقمية على نزاهة سياسات الإدارة الأميركية تجاه هذا القطاع.
أداء العملات المشفرة
شهدت العملات المشفرة تقلبات كبيرة في الآونة الأخيرة، لكنها في المجمل حققت أداءً قويا منذ تولي ترامب مقاليد السلطة. وقد ساهم الدعم السياسي في تعزيز ثقة المستثمرين وزيادة الطلب على العملات الرقمية.
ارتفع سعر بيتكوين إلى مستويات قياسية، بينما استقر سعر إيثريوم في حدود 3500 دولار بعد انخفاض بأكثر من 20% في أكتوبر الماضي. وفي المقابل، شهدت دوجكوين ارتفاعا ملحوظا بعد انخفاض حاد تجاوز 50% في نفس الفترة.
توقعات مستقبلية
يتوقع المحللون أن يستمر أداء العملات المشفرة في التحسن على المدى الطويل، خاصة إذا استمرت السياسات الداعمة في الإدارة الأميركية. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام هذا القطاع، بما في ذلك التقلبات الكبيرة في الأسعار والمخاوف بشأن التنظيم الحكومي.
من المتوقع أن يظل أداء العملات المشفرة مرتبطا بشكل وثيق بالسياسات الاقتصادية والتنظيمية في الولايات المتحدة. وفي ضوء ذلك، سيكون من المهم مراقبة التطورات المستقبلية في هذا القطاع لتقييم آفاق نموه واستقراره.













