تواصل إمارة الشارقة تعزيز مكانتها كمركز ثقافي رائد في العالم العربي، وذلك من خلال استضافة الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي افتتح أبوابه يوم الأربعاء الماضي. يمثل هذا الحدث السنوي منصة حيوية للقاءات الأدبية والفكرية، ويستقطب دور نشر ومثقفين وقراء من جميع أنحاء العالم، مما يساهم في إثراء المشهد الثقافي وتعزيز القراءة.
يقام المعرض تحت شعار “بينك وبين الكتاب”، ويشارك فيه أكثر من 2350 دار نشر من 1224 دولة عربية و1126 دولة أجنبية، تعرض ملايين العناوين المتنوعة. ومن المتوقع أن يستقبل المعرض أعداداً كبيرة من الزوار خلال أيامه القادمة، مما يؤكد على أهميته كوجهة ثقافية رئيسية في المنطقة.
أهم فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب
يشهد المعرض حضوراً لافتاً لـ 250 مبدعاً ومثقفاً من مختلف القارات، الذين يقدمون أكثر من 1200 فعالية ثقافية وفنية. تتنوع هذه الفعاليات بين الندوات الأدبية، وورش العمل الإبداعية، والأمسيات الشعرية، والعروض الفنية، مما يلبي اهتمامات مختلف شرائح الجمهور.
اليونان ضيف الشرف
تحل اليونان ضيف الشرف على المعرض هذا العام، وذلك تقديراً لإرثها الحضاري العريق ومساهماتها الهامة في الفكر الإنساني. يستضيف المعرض جناحاً يونانياً يضم 58 ناشراً ومؤسسة ثقافية يونانية تعرض 600 عنوان، بالإضافة إلى مشاركة وفد يوناني يضم نخبة من الأدباء والشعراء والفنانين والأكاديميين.
يعرض الجناح الوطني اليوناني معرضاً بعنوان “الأدب اليوناني.. الرحلة الطويلة”، الذي يسلط الضوء على تطور الأدب اليوناني عبر العصور وإسهاماته في تشكيل الهوية الوطنية والعالمية. ويعد اختيار اليونان كضيف شرف خطوة مهمة في تعزيز التبادل الثقافي بين الشارقة واليونان.
تكريم محمد سلماوي وضيف عالمي
كرم المعرض الكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي ومنحه لقب “شخصية العام الثقافية”، تقديراً لمسيرته الأدبية الممتدة لأكثر من خمسة عقود وإسهاماته البارزة في إثراء الأدب العربي. هذا التكريم يأتي في إطار حرص المعرض على تكريم رواد الفكر والأدب.
بالإضافة إلى ذلك، يستضيف المعرض النجم العالمي ويل سميث في جلسة حوارية تتناول تجربته الشخصية والمهنية، وخاصة في مجالي الكتابة والسينما. يمثل هذا اللقاء فرصة للجمهور للاستماع إلى وجهات نظر سميث حول الإبداع والابتكار.
ورش عمل ومقهى للشعر
ينظم المعرض 750 ورشة عمل متنوعة تهدف إلى تطوير المهارات الإبداعية والمهنية للجمهور في مجالات مثل الترجمة والكتابة الإبداعية والتصميم الجرافيكي. تأتي هذه الورش ضمن سعي المعرض لتقديم الدعم للناشئين وتعزيز القدرات الإبداعية لدى الأفراد. و تعد هذه الورش جزء من جهود تطوير قطاع النشر.
ويضم المعرض أيضاً “مقهى الشعر” الذي يستضيف أمسيات شعرية بـ 8 لغات مختلفة، بمشاركة شعراء من مختلف أنحاء العالم. يهدف هذا المقهى إلى خلق مساحة للتفاعل الثقافي وتبادل الخبرات بين الشعراء والجمهور.
أكد أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أن المعرض يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان والكتاب، وأن الشارقة تسعى إلى توفير تجربة قراءة شاملة ومتكاملة للزوار. و أضاف أن المعرض يمثل رافداً هاماً لنمو الاقتصاد المعرفي في الإمارات.
من جانبها، أشارت خولة المجيني، المنسق العام للمعرض، إلى أن هذا الحدث يجسد رؤية الإمارة في جعل الثقافة أساساً للتنمية والتقدم. و أضافت أن الشارقة أصبحت مقصداً رئيسياً للمفكرين والأدباء من مختلف أنحاء العالم.
وأعرب الكاتب المصري محمد مندور عن تقديره للجهود التي تبذلها الشارقة في دعم الكتاب والقراءة، مؤكداً أن المعرض يتجاوز كونه مجرد حدث تجاري ليصبح احتفالاً حقيقياً بالمعرفة والثقافة. هذا يؤكد مكانة الشارقة كـ مركز ثقافي عربي.
يشكل معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام منصة هامة لدعم صناعة النشر وتعزيز التبادل الثقافي بين الدول. وتستعد الهيئة المنظمة للإعلان عن نتائج مبيعات المعرض وحضور الزوار بعد انتهاء فعالياته. ومن المتوقع أن يشهد قطاع النشر في الإمارات نمواً ملحوظاً في الفترة القادمة، بفضل الدعم المستمر من الشارقة.













