كشف مسؤولون أميركيون أن الرئيس دونالد ترامب وقّع سرا توجيها لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون ) لبدء استخدام القوة العسكرية ضد بعض عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية، التي صنفتها إدارته منظمات إرهابية عالمية، في حين أكدت المكسيك أنها “لن تتعرض لغزو أميركي”.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس الأميركي طلب إعداد خطط مختلفة، مع مناقشة اللجوء إلى القوات الخاصة والدعم الاستخباراتي، مشيرة إلى أن أي تدابير من هذا القبيل سيكون بالتنسيق مع الشركاء الأجانب.
ومن دون أن تؤكد الناطقة باسم البيت الأبيض آنا كيلي صحة التقارير الصحفية، قالت في بيان إن “على رأس أولويات الرئيس حماية الوطن، لذا أقدم على خطوة جريئة مدرجا عدّة عصابات في عداد المنظمات الإرهابية الأجنبية”.
ولم يؤكد البنتاغون توقيع المرسوم الرئاسي الذي كشفت عنه “نيويورك تايمز”، وقالت إنه يتضمّن إنشاء قاعدة رسمية للعمليات العسكرية في البحر أو في أراض أجنبية تنشط فيها تلك العصابات.
وقال وزير الخارجية ماركو روبيو الخميس إن الإدارة يمكنها الآن الاستعانة بالجيش لملاحقة عصابات المخدرات، مضيفا “علينا أن نبدأ في التعامل معهم باعتبارهم منظمات إرهابية مسلحة، وليس مجرد منظمات لتجارة المخدرات”.
ويُعد قرار إدخال الجيش الأميركي في هذه المواجهة الخطوة الأكثر جرأة حتى الآن في الحملة التصعيدية للإدارة ضد تلك العصابات، وهو إشارة إلى استمرار استعداد ترامب لاستخدام القوات العسكرية لتنفيذ ما كان يُعتبر في الأساس مسؤولية أجهزة إنفاذ القانون، بهدف الحد من تدفق الفنتانيل وغيره من المخدرات غير المشروعة.
ويمنح هذا الأمر أساسا رسميا لإمكانية تنفيذ عمليات عسكرية مباشرة في البحر وعلى أراض أجنبية ضد العصابات.
وبحسب المصادر نفسها، بدأ المسؤولون العسكريون الأميركيون في إعداد خيارات حول كيفية استهداف الجيش لهذه الجماعات، وذلك في إطار محادثات داخلية حساسة جرى الكشف عنها بشرط عدم الإفصاح عن هوية المتحدثين.
وصنفت إدارة ترامب 6 مجموعات مكسيكية وواحدة فنزويلية وأخرى سلفادورية منظمات إرهابية عالمية في فبراير/شباط، في حين عزز ترامب إنفاذ قوانين الهجرة ضد المشتبه في انتمائهم للعصابات.
وشرع الجيش الأميركي بالفعل في تعزيز مراقبته الجوية لعصابات المخدرات المكسيكية لجمع المعلومات الاستخباراتية لتحديد أفضل السبل لمواجهة أنشطتها.
موقف المكسيك
وتعليقا على هذه التقارير، قالت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم إنه لن يتم السماح لأفراد الجيش الأميركي بالدخول إلى أراضي بلادها، مضيفة أن حكومتها “أُبلغت بأنه يجري التحضير لأمر ما لكن لا علاقة له بعمليات عسكرية أميركية على الأراضي المكسيكية”.
وسبق أن عرض ترامب في مايو/أيار إرسال قوات أميركية إلى المكسيك لمساعدة شينباوم في مكافحة تهريب المخدرات، وهو ما رفضته رئيسة المكسيك. وقال ترامب علانية إن الولايات المتحدة ستتخذ إجراء عسكريا أحادي الجانب إذا فشلت المكسيك في تفكيك عصابات المخدرات.
اتهامات لمادورو
وتتّهم الولايات المتحدة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتوجيه الأوامر إلى هذه العصابات، وقد وصفت كراكاس هذه الاتهامات بـ”السخيفة”.
وضاعفت إدارة ترامب مكافأة القبض على مادورو إلى 50 مليون دولار، متهمة إياه بأنه أحد أكبر مهربي المخدرات في العالم، ولعمله مع عصابات تغمر الولايات المتحدة بالكوكايين المخلوط بالفنتانيل.
وقالت المدعية العامة بام بوندي الخميس في مقطع فيديو تعلن فيه عن المكافأة “تحت قيادة الرئيس ترامب، لن يفلت مادورو من العدالة وسيتم محاسبته على جرائمه الشنيعة”.
وتم توجيه لائحة اتهام إلى مادورو في المحكمة الاتحادية في مانهاتن عام 2020، خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، إلى جانب العديد من حلفائه المقربين بتهم اتحادية تتعلق بالإرهاب المرتبط بالمخدرات والتآمر لاستيراد الكوكايين. وفي ذلك الوقت، عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 15 مليون دولار للقبض عليه، ثم زادت إدارة بايدن المبلغ لاحقا إلى 25 مليون دولار.