أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد اجتماع مع مسؤولين أوكرانيين في ميامي. وتأتي هذه التصريحات في ظل جهود دبلوماسية مكثفة تتضمن مباحثات أمريكية روسية وشيكة، ومحادثات بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين، بهدف إيجاد حلول للصراع المستمر. وتعتبر قضية السلام في أوكرانيا من القضايا الملحة التي تشغل المجتمع الدولي.
وأكد ترامب أن المحادثات “تتقدم بشكل جيد”، بينما وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الوضع بأنه “هش” وأشار إلى الدور المحوري الذي تلعبه روسيا في أي اتفاق محتمل. وتأتي هذه التطورات بعد فترة من الجمود في المفاوضات، ومع استمرار القتال على الأرض.
جهود دبلوماسية متسارعة نحو السلام في أوكرانيا
أفادت مصادر بأن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف سيتوجه إلى موسكو اليوم للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة تهدف إلى استكشاف إمكانية التوصل إلى تفاهمات. بالتزامن مع ذلك، من المقرر أن يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأوكراني زيلينسكي في باريس لمناقشة آخر المستجدات.
وأوضح روبيو أن المسؤولين الأمريكيين على اتصال بالجانب الروسي، ولديهم فهم لوجهات نظرهم، وأن الجهود تركز ليس فقط على إيقاف القتال ولكن أيضًا على ضمان مستقبل مزدهر لأوكرانيا. وتشمل هذه الجهود مناقشة شروط الأمن والإعادة الإعمار الاقتصادي.
في المقابل، أعرب رئيس الوفد الأوكراني روستيم أوميروف عن وصفه الاجتماع في ميامي بأنه “مثمر وناجح”، مشيرًا إلى أنه يمثل استمرارًا للمباحثات التي جرت سابقًا في جنيف. وأكد أوميروف على دعم الولايات المتحدة القوي لأوكرانيا في سعيها لتحقيق السلام والاستقرار.
تحديات تواجه مساعي السلام
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الجهود. فقد أشارت بعض الدول الأوروبية إلى أن الخطة الأولية للسلام كانت “منحازة” لصالح روسيا وتتطلب تعديلات. كما أن الكرملين نفسه أقرّ بتلقي نسخة محدثة من الخطة، ولكنه أكد على الحاجة إلى تحليلها ومناقشتها بشكل جدي.
هناك أيضًا اختلاف في وجهات النظر حول الجدول الزمني للتوصل إلى اتفاق. فبعد أن لمح ترامب في السابق إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق بحلول يوم الخميس الماضي، تراجع عن ذلك، وأوضح أن “المهلة الزمنية الوحيدة هي عندما تنتهي الحرب”.
من جانب آخر، جدد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون انتقاداته لخطة السلام، واصفًا إياها بأنها “لغز” وأن النهج المتبع فيها “غير متماسك”. وأعرب بولتون عن شكوكه في وجود أساس حقيقي لـ “اتفاق وشيك” كما يروج له البعض.
يأتي هذا في ظل استمرار الهجمات الروسية على المدن والبنية التحتية الأوكرانية، حيث أفاد الرئيس زيلينسكي بأن روسيا استخدمت أعدادًا كبيرة من المسيّرات والقنابل والصواريخ خلال الأسبوع الماضي. وفي المقابل، تواصل أوكرانيا استهداف البنية التحتية الروسية، بما في ذلك منشآت الطاقة والدفاع، باستخدام مسيّرات بعيدة المدى وصواريخ محلية الصنع.
مستقبل المفاوضات ومخاطر التصعيد
مع استمرار القتال وتعدد الأطراف المعنية، تبقى آفاق السلام في أوكرانيا غير واضحة. من المتوقع أن تتكثف الجهود الدبلوماسية في الأيام المقبلة، مع التركيز على إيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المتنازعة. وسيكون اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل فرصة لمناقشة هذه التطورات وتبادل وجهات النظر.
يبقى من الضروري مراقبة تطورات الوضع على الأرض، وكذلك نتائج المباحثات الجارية، لتقييم فرص تحقيق السلام وتجنب المزيد من التصعيد. يعتبر الهدوء وتخفيف حدة القتال شرطًا أساسيًا لإحراز أي تقدم في المفاوضات، كما أن بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة أمر بالغ الأهمية.













