أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رضاه بقرار مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لكنه أشار إلى رغبته في مزيد من التخفيضات. يأتي هذا التطور في ظل ضغوط متزايدة من الإدارة الأمريكية على البنك المركزي لتسهيل السياسة النقدية لدعم النمو الاقتصادي.
أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، للصحفيين أن الرئيس يرى أن هناك حاجة لاتخاذ خطوات إضافية من قبل البنك المركزي. ويأتي هذا التصريح بعد أن نفذ البنك المركزي الأمريكي ثالث خفض متتال لأسعار الفائدة، في محاولة لتحفيز الاقتصاد.
تأثير خفض أسعار الفائدة على الاقتصاد الأمريكي
خفض سعر الفائدة الأساسي إلى نطاق بين 3.5% و3.75%، وهو قرار اتخذه مجلس الاحتياطي الفدرالي بأغلبية 9 أصوات مقابل 3. يعكس هذا القرار تباينًا في الآراء داخل المجلس حول المسار الأمثل للسياسة النقدية. ويرى البعض أن الخفض الحالي غير كافٍ، بينما يفضل آخرون الحذر وانتظار المزيد من البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ أي خطوات إضافية.
وفقًا لبيان البنك المركزي، فإن هذا التخفيض يهدف إلى دعم النمو الاقتصادي المستدام وتحقيق هدف استقرار الأسعار. ومع ذلك، أشار البيان أيضًا إلى وجود بعض المخاطر التي قد تؤثر على الاقتصاد في المستقبل، مثل التوترات التجارية العالمية والتباطؤ في النمو العالمي.
انتقادات ترامب المستمرة للبنك المركزي
لم يخف الرئيس ترامب انتقاداته لجيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، واصفًا إياه بـ “العنيد” و “عديم الفائدة”. كما انتقد ترامب قرار البنك المركزي بخفض سعر الفائدة بمقدار صغير، معتبرًا أنه كان يمكن أن يكون أكبر. وقد أثار هذا الأمر جدلاً واسعًا حول استقلالية البنك المركزي وتأثير الضغوط السياسية على قراراته.
يأتي هذا الجدل في وقت يواجه فيه الاقتصاد الأمريكي بعض التحديات، مثل تباطؤ النمو في قطاع التصنيع وارتفاع الديون. ومع ذلك، لا يزال سوق العمل قويًا، ومعدل البطالة منخفضًا.
المرشحون المحتملون لرئاسة مجلس الاحتياطي الفدرالي
تنتهي فترة ولاية جيروم باول كرئيس لمجلس الاحتياطي الفدرالي في مايو/أيار المقبل. وقد أعلن الرئيس ترامب أنه قد يؤخر إعلان مرشحه الجديد لرئاسة البنك المركزي حتى بداية العام القادم. هناك العديد من الأسماء التي تتردد كمرشحين محتملين، بما في ذلك:
- كيفن هاسيت (مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض حاليًا).
- كريستوفر وولر (عضو مجلس الاحتياطي).
- ميشال بومان (عضوة المجلس).
- كيفن وورش (رئيس سابق للفدرالي).
- ريك ريدر من “بلاك روك”.
يعتبر كيفن هاسيت حاليًا المرشح الأبرز، نظرًا لعلاقته الوثيقة بالرئيس ترامب وفهمه العميق للاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، فإن القرار النهائي يعود للرئيس ترامب.
بالإضافة إلى السياسة النقدية، يراقب المستثمرون عن كثب تطورات التضخم وسوق العمل في الولايات المتحدة. هذه المؤشرات ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار أسعار الفائدة في المستقبل.
من المتوقع أن يعقد مجلس الاحتياطي الفدرالي اجتماعًا آخر في ديسمبر/كانون الأول لمراجعة الأوضاع الاقتصادية واتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم إجراء المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإن هذا القرار سيعتمد على البيانات الاقتصادية التي سيتم نشرها في الأسابيع القادمة، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية. يبقى الترقب قائمًا لمعرفة ما إذا كان البنك المركزي سيستجيب لضغوط الإدارة الأمريكية ويقوم بخفض أكبر في أسعار الفائدة.













