بعد غروب شمس اليوم، الموافق 4 ديسمبر 2025، ستشهد سماء العالم العربي ظاهرة فلكية رائعة، وهي القمر العملاق. ستظهر قمر البدر أكبر وأكثر لمعاناً من المعتاد، مما يوفر فرصة ممتازة للمشاهدة والتصوير الفلكي. تعتبر هذه الظاهرة من أكثر الأحداث جاذبية لمحبي الفلك، وتجذب اهتمامًا واسعًا في جميع أنحاء المنطقة.
تحدث هذه الظاهرة عندما يكون القمر في أقرب نقطة له إلى الأرض في مداره البيضاوي ويتزامن ذلك مع مرحلة البدر. وستكون هذه الليلة فرصة للاستمتاع بمنظر خلاب، يجمع بين جمال القمر وسطوعه ووضوح الأفق.
ما سبب ظاهرة القمر العملاق؟
يدور القمر حول الأرض في مدار ليس دائريًا تمامًا، بل هو بيضاوي الشكل. هذا يعني أن المسافة بين الأرض والقمر تتغير باستمرار خلال الشهر القمري. عندما يكون القمر في أقرب نقطة له إلى الأرض، وهي النقطة التي تعرف بالحضيض، فإنه يبدو أكبر وأكثر سطوعًا في السماء.
بالإضافة إلى ذلك، تزامن اكتمال القمر مع وصوله إلى نقطة الحضيض يزيد من تأثير الظاهرة ويجعل القمر العملاق أكثر وضوحًا. وفقًا للحسابات الفلكية، سيصل القمر إلى نقطة البدر في تمام الساعة 23:14 بتوقيت جرينتش، بينما سيكون في أقرب نقطة له من الأرض في الساعة 11:06 من نفس اليوم.
كيف يمكن ملاحظة الفرق؟
قد لا يكون الفرق في حجم القمر كبيرًا جدًا بحيث يلاحظه الجميع بالعين المجردة. ومع ذلك، يمكن ملاحظة زيادة السطوع والوضوح، خاصةً إذا كان هناك أفق واضح وخالٍ من الغيوم. كما أن وجود القمر بالقرب من مبانٍ أو معالم طبيعية معروفة يمكن أن يعزز من إدراك حجمه الظاهري.
هناك بعض الخدع البصرية التي يمكن أن تجعل القمر يبدو أكبر مما هو عليه في الواقع، مثل التقاط الصور بزاوية واسعة مع وجود معالم قريبة في الإطار. ولكن في الواقع، يبقى قطر القمر ثابتًا نسبيًا و يمكن تقداره بالعين.
هل لظاهرة القمر العملاق تأثيرات أخرى؟
لا يوجد دليل علمي قاطع على أن القمر العملاق له تأثير مباشر على الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين. ومع ذلك، فإن قوة الجاذبية للقمر تزيد بشكل طفيف عندما يكون أقرب إلى الأرض. وفقًا للدراسات الجيولوجية، فإن هذا الزيادة في الجاذبية تؤدي إلى ارتفاع طفيف في المد والجزر ، يعرف بالمدّ الحضيضي.
المد الحضيضي هو أعلى مد وأقل جزر يحدث في دورة المد والجزر. وعلى الرغم من أن هذا الارتفاع قد يكون ملحوظًا في بعض المناطق، إلا أنه لا يشكل خطرًا كبيرًا، وهو جزء طبيعي من دورة القمر والأرض.
بعض الثقافات القديمة ربطت بين القمر العملاق وتغيرات الطقس أو الأحداث الهامة، لكن هذه الارتباطات تستند إلى معتقدات شعبية وليست مدعومة بأدلة علمية.
الظواهر المتعلقة بالقمر العملاق
تحدث ظاهرة القمر العملاق بانتظام، عادةً من 3 إلى 4 مرات في السنة. وأكثر ما يثير الإعجاب هو عندما يتزامن القمر العملاق مع الكسوف الكلي للقمر، مما ينتج عنه ما يُعرف بـ “القمر العملاق الدامي”. في هذه الحالة، يكتسب القمر لونًا نحاسيًا أحمر بسبب تشتت ضوء الشمس في الغلاف الجوي للأرض.
آخر ظهور للقمر العملاق الدامي كان في مايو 2022، ومن المتوقع أن تتكرر هذه الظاهرة في أكتوبر 2032. هذه الأحداث النادرة تجذب اهتمامًا عالميًا وتوفر فرصًا فريدة للتصوير الفلكي ومشاهدة السماء.
في الختام، ظاهرة القمر العملاق هي حدث فلكي جميل ومثير للاهتمام يمكن للجميع الاستمتاع به. و بينما لا ينبغي أن نربطها بأي تأثيرات كارثية، فإنها تمثل فرصة رائعة للتأمل في عظمة الكون. من المتوقع حدوث القمر العملاق التالي في [تاريخ محتمل]، وسيكون من المثير للاهتمام متابعة الحسابات الفلكية الدقيقة لتحديد أفضل أوقات المشاهدة والتصوير. يجب أيضًا الأخذ بالاعتبار أن الظروف الجوية المحلية قد تؤثر على رؤية القمر، لذا يجب التحقق من التوقعات الجوية قبل محاولة المشاهدة.













