طمأن الفنان خالد المظفر جمهوره ومحبيه على صحته بعد أن غادر المستشفى، إثر تعرضه لجلطة دماغية مفاجئة أثناء أدائه مسرحية «ملك المسرح» في الرياض. وتلقى جمهوره الخبر بارتياح كبير، إذ يمثل المظفر أحد الوجوه الصاعدة بقوة الصاروخ في مشهد الكوميديا الخليجية المعاصر، بما يمتلكه من أدوات حيوية، وحضور فني يوازن بين الجاذبية والجدية.
تجربة خالد المظفر لا تنتمي إلى النوع الذي يندفع إلى الواجهة بوهج اصطناعي. هو من أولئك الذين يتركون حضورهم ينمو بهدوء، على مهل، عبر تراكم التجربة، وصدق الأداء، ورغبة حقيقية في فهم الفن لا مجرد استهلاكه. مشواره بدأ في سن مبكرة، وتشكّل عبر المسرح والتلفزيون، لكنه لم يتعامل مع الفرصة كحدث عابر، بل كمسؤولية مستمرة. في كل عمل، يتقدم خطوة، يراجع أدواته، يطوّرها، ويدمج خفة الظل بحس تمثيلي يتجاوز التهريج العابر. يشتغل على الصمت بقدر ما يشتغل على الجملة، ويضبط الإيقاع كممثل يعي المسرح لا كمجرد واجهة للضحك. أعماله المتعددة، بدءًا من مشاركاته الأولى، وصولا إلى «ملك المسرح»، تؤكد أنه ليس ممثلًا مناسباتيًا، بل مشروع فني يتشكل من الداخل، ومن خشبة المسرح لا من سطح الشاشة.
وبحسب النقاد فإن ما يميز المظفر أنه لا يخطف المشهد صدفة، بل يبنيه، ولا يركض نحو التصفيق، بل يدفع الجمهور نحوه بثقة الأداء. والأهم، أنه لا يكرر نفسه، ولا يُفرّط بصدقيته الفنية مقابل نكتة سريعة.
في مشهد مكتظ بالاستسهال، يبقى خالد المظفر يمثل أحد النماذج التي تعيد التوازن بين الشعبية والجودة، وبين القبول الجماهيري والانضباط المهني. نجم شاب يُحسب له أنه لم يستعجل القمة، لكنه يحفر لها بأسلوب يليق بها.
أخبار ذات صلة