اتهمت الولايات المتحدة رواندا بانتهاك اتفاق السلام مع جمهورية الكونغو الديموقراطية، مما أثار مخاوف من تصعيد جديد للعنف في المنطقة. وتأتي هذه الاتهامات بعد التقدم الذي أحرزته حركة ام23 المسلحة، المدعومة من كيغالي، في شرق الكونغو الديموقراطية، وتهدد بتقويض جهود السلام التي رعتها إدارة ترامب. وتعتبر قضية دعم رواندا لحركة ام23 من القضايا الشائكة في المنطقة، وتثير تساؤلات حول التزام الدول بالاتفاقيات الدولية.
وقد أعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم العميق إزاء التطورات الأخيرة، مؤكدين أن واشنطن ستتخذ خطوات لضمان احترام الاتفاق. وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من عدم الاستقرار المتزايد، مع استمرار الاشتباكات بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية، وتدهور الأوضاع الإنسانية.
تحذيرات أميركية من تصعيد الصراع في الكونغو الديموقراطية
أكد السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، مايك وولتز، خلال اجتماع لمجلس الأمن، أن رواندا تدفع المنطقة نحو حرب من خلال دعمها لحركة ام23. وأشار إلى أن تصرفات كيغالي تتعارض بشكل مباشر مع اتفاق واشنطن الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، والذي كان يهدف إلى تخفيف التوترات وإحلال السلام.
وأضاف وولتز أن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء تجدد أعمال العنف، وتدين بشدة التدخل الرواندي في شؤون الكونغو الديموقراطية. وتعتبر واشنطن أن هذا التدخل يهدد الاستقرار الإقليمي ويعيق جهود التنمية والازدهار.
تفاصيل الدعم الرواندي لحركة ام23
وفقًا لما ذكره وولتز، قدمت قوات الدفاع الرواندية دعماً عسكرياً ولوجستياً لحركة ام23، بما في ذلك الأسلحة والتدريب والموارد المالية. وتشير التقديرات إلى أن عدد الجنود الروانديين المشاركين في القتال يتراوح بين 5000 و 7000 جندي منذ بداية شهر ديسمبر.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد وولتز بأن رواندا نشرت أنظمة صواريخ أرض-جو وأسلحة ثقيلة في إقليمي شمال وجنوب كيفو، مما عزز قدرات حركة ام23 القتالية. كما وردت تقارير عن استخدام متزايد للطائرات المسيرة الانتحارية ونيران المدفعية من قبل الحركة والقوات الرواندية، بما في ذلك استهداف مواقع داخل بوروندي.
السيطرة على الحدود وتداعياتها
شهدت المنطقة تطورات ميدانية متسارعة، حيث تمكنت حركة ام23 من السيطرة على مدينة أوفيرا الاستراتيجية في جنوب كيفو، بالقرب من الحدود مع بوروندي. وقد أتاح هذا التقدم للحركة السيطرة على المعابر الحدودية الرئيسية، وقطع خطوط الإمداد التي كانت بوجومبورا تقدمها للحكومة الكونغولية.
هذه السيطرة على الحدود تمثل نقطة تحول خطيرة في الصراع، حيث تزيد من عزلة كينشاسا وتقوض قدرتها على الدفاع عن أراضيها. كما أنها تثير مخاوف بشأن تدفق الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود، واحتمال انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
اتفاق واشنطن ومستقبل السلام
تم التوقيع على اتفاق السلام بين الكونغو الديموقراطية ورواندا في واشنطن في الرابع من ديسمبر، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب. يهدف الاتفاق إلى تهدئة التوترات وإعادة بناء الثقة بين البلدين، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع.
ومع ذلك، يشير التصعيد الأخير إلى أن الاتفاق قد يكون هشًا وغير قابل للتطبيق على أرض الواقع. ويتطلب تحقيق السلام المستدام التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف، ووقفًا فوريًا للدعم المقدم للجماعات المسلحة، وحوارًا بناءً لمعالجة القضايا العالقة.
من المتوقع أن يناقش مجلس الأمن الدولي الوضع في الكونغو الديموقراطية في اجتماع قادم، وقد يتم النظر في فرض عقوبات على رواندا إذا استمرت في انتهاك اتفاق السلام. في الوقت الحالي، يبقى مستقبل السلام في المنطقة غير مؤكد، ويتطلب مراقبة دقيقة وتدخلًا دوليًا فعالًا.












