اكتشف باحثون أمنيون ثغرة خطيرة في تطبيق “واتساب” سمحت بالوصول إلى بيانات أكثر من 3.5 مليار مستخدم، بما في ذلك أرقام هواتفهم. هذه ثغرة واتساب، التي كانت معروفة لشركة “ميتا” منذ عام 2017، تثير مخاوف كبيرة بشأن أمن البيانات والخصوصية الرقمية للمستخدمين حول العالم.
التقرير، الذي نشره موقع “سايبر سيكورتي نيوز” التقني، يوضح أن الثغرة تتعلق بميزة اكتشاف جهات الاتصال داخل التطبيق. وقد تم استغلالها للبحث عن أرقام الهواتف بشكل عشوائي، مما كشف عن بيانات المستخدمين المرتبطين بهذه الأرقام. أجريت الدراسة بين ديسمبر 2024 وأبريل 2025، وشملت بيانات مستخدمين من 245 دولة مختلفة.
تفاصيل ثغرة واتساب وكيفية استغلالها
تعمل الثغرة من خلال البحث عن أرقام الهواتف بشكل منهجي داخل ميزة الرسائل الجديدة في “واتساب”. عندما يتم العثور على رقم هاتف مرتبط بحساب “واتساب”، تظهر بيانات هذا الحساب على الفور. تمكن الفريق البحثي من فحص أكثر من 100 مليون رقم هاتف عشوائيًا خلال ساعة واحدة باستخدام برمجيات متخصصة، مما يدل على سهولة استغلال هذه الثغرة.
تاريخ اكتشاف الثغرة واستجابة “ميتا”
وفقًا للتقرير، كانت شركة “ميتا” على علم بهذه الثغرة منذ عام 2017، لكنها لم تتخذ إجراءات لإغلاقها. يعزو التقرير ذلك إلى أن الثغرة متجذرة في وظيفة أساسية داخل التطبيق. ومع ذلك، أعلنت “ميتا” أنها قامت بإغلاق الثغرة في أكتوبر الماضي، بعد ظهورها مرة أخرى خلال مسابقة للبحث عن الثغرات في أبريل 2025.
أكد نيتين جوبتا، نائب رئيس الهندسة في “واتساب”، أن الشركة تعمل حاليًا على تطوير آليات لمنع عمليات سحب البيانات واسعة النطاق، وذلك تحسبًا لمواجهة ثغرات مماثلة في المستقبل. وأضاف أن “ميتا” لم تكتشف أي دليل على استغلال الثغرة بشكل ضار حتى الآن.
مخاطر أمن البيانات وتداعيات الثغرة
على الرغم من أن الباحثين قاموا بحذف بيانات المستخدمين التي تمكنوا من الوصول إليها، وتؤكد “ميتا” عدم وجود استغلال خبيث للثغرة، إلا أن وجود مثل هذه الثغرات يثير قلق الخبراء الأمنيين. فهي تفتح الباب أمام مجموعة أكثر خطورة من هجمات التصيد الاحتيالي والتهديدات السيبرانية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سهولة الوصول إلى أرقام الهواتف وبيانات المستخدمين يمكن أن يؤدي إلى انتهاكات للخصوصية، واستخدام البيانات في أغراض غير قانونية، مثل الاحتيال والابتزاز. هذا يسلط الضوء على أهمية تعزيز الأمن السيبراني وتطبيق إجراءات حماية قوية لحماية بيانات المستخدمين.
في المقابل، يرى بعض الخبراء أن هذه الحادثة قد تدفع “ميتا” إلى إعادة تقييم سياساتها الأمنية والاستثمار بشكل أكبر في تطوير آليات حماية أكثر فعالية. كما أنها قد تؤدي إلى زيادة الوعي لدى المستخدمين بأهمية حماية بياناتهم الشخصية واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الوقوع ضحية للهجمات السيبرانية.
الخطوات التالية والمستقبل
من المتوقع أن تقوم “ميتا” بمواصلة تطوير آليات الحماية وتعزيز الخصوصية الرقمية داخل تطبيق “واتساب”. كما من المرجح أن يتم إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات لتقييم مدى تأثير هذه الثغرة على المستخدمين وتحديد أفضل السبل لمنع تكرارها في المستقبل. سيراقب الخبراء الأمنيون عن كثب التطورات القادمة لتقييم فعالية الإجراءات المتخذة من قبل “ميتا” والتأكد من حماية بيانات المستخدمين بشكل كامل.












