انطلقت فعاليات «ورشة العمل الإقليمية لبناء القدرات حول مكافحة تمويل الإرهاب» التي تنظمها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمقرها في الرياض اليوم (الثلاثاء)، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ضمن الجهود التي تبذلها الجامعة تنفيذًا للإستراتيجيات الأمنية العربية في مجال مكافحة الإرهاب، التي أسهمت الجامعة في تطويرها أخيرا بالتعاون مع المكتب العربي لمكافحة التطرف والإرهاب، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وأكد وكيل الجامعة للعلاقات الخارجية خالد بن عبدالعزيز الحرفش، في افتتاح أعمال الورشة، اهتمام مجلس وزراء الداخلية العرب بمختلف هياكله وأجهزته بمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وسبله، حيث أفضت الجهود المبذولة في هذا المجال، إلى وضع العديد من الإستراتيجيات والخطط المتعلقة بمكافحته، وذلك نظرًا لما يُشَكِّلُه خطر الإرهاب والتطرف من تحديات مستمرة عابرة للحدود، تستهدف استقرار وأمن الدول كافة، وتهدِّد أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتطلب تخطيطًا إستراتيجيًّا شاملًا وجهودًا إقليمية ودوليَّة لا تقتصر على المقاربات الأمنية، بل تعتمد مناهج متنوعة ومتعددة، وتدابير وقائية للقضاء على هذه الظاهرة ومكافحة مصادر تمويلها.
وأشار وكيل الجامعة للعلاقات الخارجية إلى أن مذكرة التفاهم والتعاون التي وَقَّعَتها الجامعة مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب تُعَدُّ نموذجًا رائدًا وناجحًا لتطوير التعاون المشترك في دعم مساعي المجتمع الدولي لبناء القدرات الوطنية والإقليمية والدولية للتصدي لجرائم الإرهاب بمختلف أشكالها، حيث تسعى الجامعة، بصفتها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب والجهة الموكل إليها تنفيذ الإستراتيجيات والخطط العربية الأمنية من خلال برامجها الأكاديمية والتدريبية والبحثية والأنشطة العلمية، لترجمة الاهتمام بموضوع مكافحة الإرهاب إلى واقع ملموس نتج عنه تحقيق نجاحات ملموسة على كافة الأصعدة، وهو ما أسهم بشكل إيجابي وواضح في التصدي للإرهاب وتحجيم أخطاره والوقاية منه.
من جهته، أشاد مدير البرامج بمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب عز الدين سليمان بالدعم البناء والتمويل السخي الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لبرنامج الأمم المتحدة المعني بتنفيذ وتطوير الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب منذ عام 2019، وهو ما أسهم في تعزيز وإنجاح الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، مشيدًا في الوقت ذاته بالشراكة الإستراتيجية بين مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي أسهمت في تطوير التعاون العربي والإقليمي والدولي في هذه المجالات لتحقيق الأمن والاستقرار الدولي وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد عز الدين سليمان أن الورشة ستعمل على تعزيز نقاط القوة وتحديد أوجه الضعف في الجهود والإستراتيجيات الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب.
ويشارك في أعمال الورشة، التي تستمر على مدى 3 أيام، 100 خبير من (10) دول عربية، والمكتب العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف وجرائم تقنية المعلومات، إضافة إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنظمات الدولية ذات العلاقة.
وتهدف الورشة إلى مناقشة المساءلة على الجرائم المرتبطة بتمويل الإرهاب، والاطلاع على إستراتيجيات مكافحة تمويل الإرهاب عن طريق الأصول الافتراضية، وإستراتيجيات التحقيق وإصدار الحكم في هذه القضايا، وزيادة التعاون الإقليمي في المنطقة العربية، وكذلك تعزيز إدماج اعتبارات حقوق الإنسان، إضافة إلى تطوير التعاون مع القطاع الخاص بما في ذلك التعاون بين أجهزة إنفاذ القانون ومزودي الخدمة الرقمية، وتعزيز المعرفة لمنع ورصد ومكافحة الأصول الافتراضية.